نديم البيطار.. غياب مفكّر الوحدة والثورة

نديم البيطار.. غياب مفكّر الوحدة والثورة

27 اغسطس 2014
+ الخط -

غادر عالمنا المفكّر العروبي وعالم الاجتماع نديم البيطار عن تسعين عاماً، في مغتربه بمدينة ديترويت بالولايات المتحدة الأميركية أمس الأول، بعيداً عن وطنه العربي الذي كرّس حياته في البحث عن سبل توحيده.

صدر أول كتب البيطار "قضية العرب الفلسطينية" عام (1947)، وتوالت إصداراته على مدى ستة عقود من الإنتاج، ترك فيها مؤلفات أساسية في مجالها، إلى جانب دراسات ومقالات ومحاضرات.

يعدّ البيطار من أوائل المفكرين الوحدويين الذين بادروا إلى وضع نظرية وحدوية على أسس علمية بشأن الوحدة العربية، ووصفت مساهمته بأنها لبنات تأسيسية لعلم اجتماع عربي معاصر. وفي تعليق للناقدة والباحثة سلمى الخضراء الجيوسي، على كتابه "الإيديولوجية الثورية"(1982)، تقول إن "الفكر العربي الاجتماعي السياسي كان يأخذ باستمرار من الغرب"، وإن هذا الكتاب كان "الكتاب الأول، منذ مقدمة ابن خلدون، الذي يستطيع فيه ذلك الفكر أن يُعطي حقاً للغرب".

كان صاحب "المثقفون والثورة"(1987) يرى أن التفكير العربي الثوري "لا يمكن أن يكون ثورياً من دون أن يكون وحدوياً"، وقد انشغل منذ الستينيات في الكتابة حول الوحدة وفيها، فألّف "من التجزئة إلى الوحدة"(1986) و"النظرية الاقتصادية والطريق إلى الوحدة العربية"(1978)، و"حدود الهوية القومية: نقد عام"(2002)؛ وهي الكتب التي وضع فيها أساس النظرية الوحدوية التي وصل إليها عن طريق دراسة تجارب التوحيد السياسي عبر التاريخ، حيث غاص في التاريخ من الطور القبليّ إلى القرن العشرين، من خلال عشرات الأمثلة التي أكدّت له بدور جزءٍ أو كيان معين، يلعب دور المحور أو المنطلق لعملية التوحيد.

ولد صاحب "من النكسة إلى الثورة"(1968) في "بينو" إحدى قرى عكار بشمال لبنان وتلقى تعليمه الجامعي في باريس والولايات المتحدة. وحصل على دكتوراه في علم الاجتماع ودكتوراه أخرى في العلوم السياسية، ودرّس في بعض جامعات كندا والولايات المتحدة. طالت غربة البيطار عن بلاده سوريا وها هو يرحل والدخان يتصاعد منها. 

المساهمون