Skip to main content
نحن هي المدينة
هدى عمران
طارق بطيحي / سورية

مَن سيحبُّ امرأةً في هذه الأيام لأجلِ رغيفٍ ساخن تخبزه كلّ يوم وسط الخراب؟ هناك حيث مخلفات الحروب - حروبكم جميعًا.

هذه دماؤكم شربنا منها حتى صرنا أشباحًا. هذه أعضاؤكم تركتموها معلّقة على الأبواب تنعق بلا ملل، وهذه أرواحكم وأرواحنا تهيم في المدينة كالظِلال.

المدينة التي لا تبدو مثل قلعة سوداء جاثمة، أو أي تشبيه آخر يدخل في كليشيهات الشِعر الحديث.

نحن هي المدينة؛ جَمالها المسكوب بلا معنى، وكلابها الضالة المسعورة.

هنا الموت وحده إيروتيكي جدًا، عارٍ تمامًا، وناصع كنهدي امرأة شبقة بين يدي رجل جائع!

هنا الموتُ وحده صادق وحبيب، والأحبة وحدهم يستمرون للأبد.


* شاعرة من مصر