نحن ضحايا كورونا

نحن ضحايا كورونا

17 مايو 2020
شموع من أجل الضحايا (أنتوني كوان/ Getty)
+ الخط -
يتجاهل كثيرون الحقائق المعلنة حول فيروس كورونا، ويسهل على المتابع رصد أوجه مختلفة لهذا السلوك، فبعضهم ينساق خلف الدعاية الحكومية التي تروج الأكاذيب، أو تزيف الحقيقة؛ لا يمكن قصر هذا على بلد محدد، أو على منطقة جغرافية، فجميع الحكومات تمتهن الكذب.

يلجأ آخرون إلى خداع أنفسهم بأن الفيروس ليس خطيراً، أو أنه مؤامرة يقف خلفها عدو مزعوم يتهمه بكل مشكلاته، وتبعات فشله، أو فشل حكامه.

وهناك صنف ثالث من البشر قرروا الاستسلام للواقع، رغم أن التداعيات على الأغلب، ستكون أكثر خطورة من نتائج انتشار الفيروس المباشرة.

بداية، يجب أن ندرك أن الإصابات ليست مشكلة فيروس كورونا‬ الأهم؛ هي مشكلة كبيرة بالطبع، إذ ربما سيصاب غالبية البشر بالفيروس، لكن القسم الأكبر من المصابين يتعافون، حتى قبل التوصل إلى علاج أو لقاح للفيروس، وغالبية المصابين لا تظهر عليهم أعراض خطرة، أو لا تظهر عليهم أعراض على الإطلاق.

أبرز تداعيات كورونا حالياً، هي عدد الوفيات. الأعداد المعلنة للوفيات حول العالم غير دقيقة، لكنها تظل كبيرة.

في ‏13 مارس/ آذار، كان عدد الوفيات المسجل عالمياً 5000 وفاة، وفي ‏الأول من إبريل/ نيسان قفز الرقم إلى 50 ألف وفاة، ثم في ‏9 إبريل بات عدد الوفيات 100 ألف، وتضاعف الرقم في ‏24 إبريل، ثم بلغ 300 ألف في ‏13 مايو/ أيار.

هناك آلاف الوفيات الأخرى من بين المصابين لكنها غير مسجلة لأسباب مختلفة، فبعض الدول تخفي الأرقام الحقيقية، ودول أخرى تتجاهل انتشار الفيروس، وبالتالي عدد الوفيات، وكثير من الدول ليست لديها القدرة على اكتشاف المرض، ولا يمكنها الوصول إلى الضحايا، فضلاً عن حصرهم والكشف عنهم.

هناك أيضاً آلاف الوفيات من غير المصابين، وبعضهم ماتوا بسبب عدم الإسراع إلى إنقاذهم، أو عدم قدرتهم على مراجعة المستشفيات، أو عدم توفر الدواء، سواء بسبب الضغط الشديد على القطاع الصحي، أو إجراءات العزل المفروضة.



لا شك في أن هناك آخرين قتلتهم الضغوط النفسية التي تعرضوا إليها بسبب انتشار كورونا، بعضهم فقد مصدر رزقه، وآخرون لم يتمكنوا من تحمل الرعب المنتشر عالمياً، وتلك أيضا من التداعيات التي لا يمكن حصر ضحاياها حالياً.‬

‫ربما نكتشف بعد انقشاع الأزمة وفاة عشرات الآلاف من البشر لأسباب أخرى، مثل الجوع، أو العطش، أو البرد، أو ارتفاع درجة الحرارة، وخصوصاً في البلاد الفقيرة، وفي مجتمعات النازحين واللاجئين المنتشرة حول العالم.‬

خطر كورونا ما زال كامناً، ونحن جميعاً ضحايا محتملون، وسيحتاج العالم إلى سنوات للتعافي، كما ستتغير الكثير من الأمور.

المساهمون