نحت مختلف

نحت مختلف

24 مارس 2016
أثناء عملها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تحاول الفنانة الفلسطينية أمل الكحلوت، من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، كسر المألوف وإيجاد فن خاص بها. تحوِّل أمل "الصمغ والجبس" إلى مجسمات وتماثيل فنية، تحاكي في تفاصيلها المنحوتات العالمية، وتسعى إلى تطوير أدائها.
تحويل الجماد إلى مجسمات ناطقة بأسرار الجمال، ليس صعباً على الفنانة الكحلوت (31 عاماً)، وهي أم لخمسة أطفال، ودرست التربية الفنية في جامعة الأقصى، وقامت لاحقاً بتدريس التربية الفنية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

في معمل الفنانة الكحلوت، وهو عبارة عن غرفة بسيطة داخل منزلها، احتوت عدة تماثيل ومنحوتات، ولوحات فنية تشكيلية جاهزة وقيد العمل، إلى جانب الفراشي والأزاميل والأدوات اللازمة لعملها النادر في قطاع غزة.

وتقول الكحلوت إنّ الجائزة التي حصلت عليها في صغرها كانت محفزة لها للمشاركة في عدد من المسابقات الفنية، كانت أولها "أحلام المستقبل"، وبعد ذلك اتجهت إلى تشكيل العرائس والدمى، حيث كانت مولعة بتجميعها، والخروج عن المألوف في أشكالها.
وتوضح أنّ المجسمات والدمى العادية لم تكن تعجبها، لذلك كانت تحاول عمل شيء غير عادي فيها، إلى أن تمكنت من صنع تماثيل ومجسمات خاصة بها، مستخدمة عجينة السيراميك، والصمغ والجبس، صنعت منها عروسة، احتفظت بها لنفسها، دون أن يراها أحد.
وتضيف أنها بدأت بعد ذلك بعمل مجسمات لحيوانات، وعرضتها على الفنانين محمد الغف وحمدان البنا، اللذين أبديا إعجابهما بالأعمال، وشجعاها على الاستمرار وتطوير أدائها، وخاصة أنها استطاعت الوصول إلى التقاسيم والزوايا التي تعالج المادة بدقة، فشاركت في عدة معارض جماعية، بمنحوتات معلقة، ومجسمات "Figure".

إقرأ أيضاً:الصدفيات... فن تشكيلي من نوع آخر

وشاركت الكحلوت في معرض العرب الدولي الثاني، ومعرض افتراض للفن التشكيلي ومعرض السلام الثاني في جامعة غزة، وحصلت على المركز الأول بالمسابقة الإلكترونية في بيت العربي للتشكيل الفني، وعلى ميدالية ذهبية، والعديد من شهادات التكريم.
وعن اختيارها للنحت تحديداً دون باقي زوايا الفن التشكيلي، توضح أن النحت وتشكيل شيء من العَدَم شيء مثير للاهتمام، وغير عادي، ويمكنها من خلاله نقش الأحاسيس التي تراودها على الطين، والحجر، والصخر، مضيفة أن تلك الأدوات غير ملفتة عادة، لكنها تتحول إلى مجسمات ذات قيمة بعد نحتها.


وقالت أمل إنها تصنع المجسمات الجميلة لغاية فنية وجمالية فقط، وأن العالم في الوقت الحالي أصبح أكثر فهماً وتفتحاً وإدراكا من السابق، وأنه لا يمكن لأحد تقديس تلك المنحوتات.
وتركز الكحلوت غالباً في منحوتاتها على الواقعية، ومناقشة قضايا عامة، مثل التسول، النهضة، الموديلات، إلى جانب إنصاف المرأة كونها نصف المجتمع، وتحتاج رعاية بشكل خاص، كونها الأم والزوجة والشهيدة والصديقة، علاوة على الأعباء التي تتحملها.

إقرأ أيضاً:مشغولات يدويّة تحت سقف واحد بغزّة

دلالات

المساهمون