نجمات بوليوود يتجرأن على الحديث عن التحرش الجنسي

نجمات بوليوود يتجرأن على الحديث عن التحرش الجنسي بعد فضيحة هارفي وينستين

14 نوفمبر 2017
تحدثت ديفيا أني عن تعرضها لمحاولة تحرش(Getty)
+ الخط -

 

تقول الممثلة الهندية "ديفيا أني" أنها كانت ذاهبة لاجتماع عملٍ مع مخرج حائز على جوائز سينمائية، للتباحث حول دورها في فيلمه القادم، إلا أنها فوجئت باستدعائها لغرفة فندق في الساعة 9 مساء، مع ذلك الرجل الذي دعاها لممارسة الجنس معه وتقديم التنازلات إذا أرادت النجاح في مجال السينما.

ديفيا التي رفضت التصريح عن اسم المخرج، أكدت أنها كانت تسمع بالكثير من حوادث الابتزاز الجنسي المؤسفة للممثلات، إلا أنها لم تفكر وقتها بهذا الأمر لأنها ذهبت بناء على دعوة رسمية وجهت إليها، وأضافت "رفضت الدور حينئذ ولم أقبل بعرضه".

تجربة ديفيا ليست الأولى من نوعها، إذ صرحت 3 ممثلات أخريات في بوليوود، أكبر شركة لصناعة السينما في الهند، أن العديد من النسوة اللواتي يعملن في هذا المجال يتعرضن للمضايقات بشكل مستمر، إلا أنهن لم يملكن الجرأة يومًا على فضح الجناة، قبل موجة الاعترافات التي ضجت بها هوليوود مؤخرًا بما يتعلق بقضايا التحرش التي ارتبطت باسم المنتج الشهير هارفي وينستين.

وفي السياق، تتساءل المخرجة الهندية ألانكريتا شريفاستافا، التي تناولت قضية المرأة والجنس في فيلمها الأخير "أحمر شفاه تحت برقعي"، فيما إذا كانت جرأة النساء على فضح الرجال في هوليوود يمكن أن تفيد الفتيات الهنديات، وتشير إلى أنّ "تأثير النظام الأبوي على اللاوعي الجمعي في الهند أكبر بكثير، وأكثر رسوخًا من المجتمعات الغربية".

وفقًا لموقع "تايم"، يعتبر الرجال هم الغالبية العظمى المسيطرة على عالم الإنتاج وصناعة الأفلام في بوليوود حتى اليوم، ويحذر موكيش بهات، المدير السابق لنقابة منتجي السينما والتلفزيون في الهند، من الانصياع للادعاءات الكاذبة، ويؤكد أنه ما من أحد قادر على القيام بفعل أخلاقي مفيد يحمي الممثلات من التحرش، ويضيف: "ماذا يمكننا أن نفعل؟ لا نستطيع أن نصير شرطة أخلاق ونقف على باب كل مكتب في عالم السينما لمنع استغلال الفتيات، أنا لا أدعي أن كل الرجال جيدون، إلا أنني ضد تعميم السوء على الجميع، فهناك أيضًا فتيات مستغلات ويقدمن أنفسهن بشكل فاضح".

شكاوى نادرة

تؤكد المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة فلافيا أغنيس أن عددًا قليلًا من النساء يقدمن بلاغات حول قضايا التحرش الجنسي، على الرغم من وجود القوانين التي تفرض على الشركات الهندية تشكيل لجان داخلية للتحقيق في هذا الأمر في أماكن العمل، وتقول: "قد تسوء الأمور دائمًا في كل مرحلة، بسبب تجاوز الشركات للقوانين، وعدم اتخاذها للإجراءات المناسبة".

وعلى الرغم من ندرة شكاوى الاعتداء الجنسي على الممثلات، إلا أنها تحدث بين حين وآخر، إذ اعتقلت الشرطة الهندية في وقت سابق من هذا العام، الممثل غوبالاكريشنان بادمانابهان بيلاي الشهير باسمه الفني ديليب، وعدة أشخاص آخرين معه، بتهمة خطف ممثلة والاعتداء عليها، إلا أنه أنكر الأمر، وأكد محاميه رامان بيلاي أن القضية غير عادلة تمامًا، وقال: "اتفقت الشرطة مع أعدائه لاتهامه ظلمًا".

ووزع محبو ديليب الحلويات لدى خروجه من السجن بكفالة الشهر الماضي، بعد أن أمضى فيه أكثر من 80 يومًا، لم تقدم الشرطة فيها اتهامات رسمية بحقه إلى المحكمة، لكن بيجو بولوس، مفتش الشرطة المسؤول عن القضية قال "سندون ورقة اتهام بحقه في الأسبوعين القادمين، أو حتى في غضون أسبوع واحد فقط".

يصورون التحرش على أنه حب

كانغانارانوت إحدى الممثلات الهنديات القليلات التي أفصحت علنًا عن المضايقات التي تعرضت لها، والاستغلال الجنسي في مكان العمل، تقول "قرأت بعض القصص التي اعترفت بها الفتيات عن التحرش، إلا أن الأغلبية يواجهن مشكلة في الانفتاح على هذه التجارب" ثم تضيف "اتهام الضحية أمر شائع في مجتمعنا، وكثيرًا ما تعامل لاحقًا بشكل وحشي علني".

وأكدت دراسة استقصائية أجرتها نقابة المحامين الوطنية في الهند، أن حوالى 70% من النساء لا يبلغن الشرطة لدى تعرضهن للتحرش الجنسي في مكان العمل، بسبب عدم ثقتهن بآلية التعامل مع الشكوى، وبسبب وصمة العار التي تلتصق بالضحايا في هذا البلد، حتى أن المخرجة شريفاستافا أكدت أن القصص التي تعرضها السينما الهندية، توضح بشدة موقف الأغلبية من قضايا التحرش الجنسي، بل إنها كثيرًا ما تروج له. وقالت: "خلقنا لعقود نوعًا من الأفلام يصور التحرش على أنه حب، وهذا يعكس عقلية صناع السينما، الذين لا يتوانون عن فعل أي شيء من أجل المال".

(العربي الجديد)

المساهمون