نجلاء بنت عبد الله: "بيك نعيش" فيلم إنساني

نجلاء بنت عبد الله: "بيك نعيش" فيلم إنساني

25 نوفمبر 2019
(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
شارك الفيلم التونسي "بيك نعيش" الذي تقوم ببطولته الفنانة التونسية، نجلاء بنت عبد الله، في مسابقة "آفاق السينما العربية" ضمن مهرجان القاهرة السينمائي، المقامة فعاليات دورته الـ 41 حالياً. الفيلم يُعَدّ أول تجربة روائية طويلة لمخرجه مهدي البرصاوي، إذْ استطاع أن يستحوذ على اهتمام حضوره، خاصة أنَّ العمل حمل العديد من القضايا الاجتماعية التي يمرُّ بها المجتمع العربي كله، وليس التونسي فقط. تدور أحداث الفيلم بعد "ثورة الياسمين" في تونس، حول أسرة تتحول عطلتها الأسبوعية إلى جحيم، بعد إصابة الابن "عزيز" بطلق ناري في حادث إرهابي. وفيما يتطلّب علاجه زراعة كبد جديدة، تظهر خلافات عائلية مفاجئة تهدّد حياة هذا الطفل. "العربي الجديد" التقت الفنانة نجلاء بنت عبد الله، وأجرت معها هذه الدردشة. 

* جسّدتِ شخصية الزوجة الخائنة ضمن أحداث الفيلم، وتدركين قسوة نظرة المجتمع، ألم تخشَي ذلك؟
في النهاية أنا ممثلة أقدم كل الأدوار، وبالتأكيد النموذج الذي جسدته موجود في المجتمع. وحينما قرأت السيناريو بصراحة أعجبني جداً، فهي أم وزوجة تحدث لها أزمة في حياتها بسبب ماضٍ عاشته. وعلى الرغم مما نعيشه من حالة انفتاح، إلا أن النظرة للزوجة الخائنة، مختلفة تماماً عن النظرة للزوج الخائن. فهذا هو حال مجتمعنا العربي كله، وليس بالطبع في تونس فقط. ولأن بعض الأفلام تقدم نماذج للمرأة بأنها ضحية، حاولنا أنَّ نقدم الشخصية بشكل مغاير. فالمرأة ليست ضحية أبداً، ولن تكون كذلك. فحينما تصل المرأة مثلاً إلى عمر الأربعين، لا بد أن تكون هناك وقفة للنظر إلى حياتها بشكل مختلف، وأن تستطيع أن تمسك زمام أمور حياتها، أو لديها خيارٌ آخر، وهو أن تصمت تماماً. كذلك يتطرق الفيلم إلى قضية تجارة الأعضاء التي أصبحت متفشية كثيراً.

*الفيلم يحمل عمقاً إنسانياً وسط الكثير من التشتّت، فما المقصود؟
الفيلم إنساني بشكل كبير، والأحداث ترتكز على علاقة زوجين هما "مريم" و"فارس"، تحدث لهما أمورٌ، تقلب حياتهما رأساً على عقب. لكن تظل الإنسانيات موجودة، وتسيطر حالة من التسامح، كما شاهدها الحضور. فالفيلم فيه الكثير من الصعوبة، ليس على مستوى التصوير، بل على مستوى المشاعر والأحاسيس. ولأني في الواقع أم، أعي جيداً كيف تكون مشاعر الأم التي تمرّ بظروف الشخصية التي أجسدها.

* وجودك هو الأول في مصر، فلماذا كل الغياب؟
لا أقصد بالطبع الغياب، فأنا أحب مصر والمصريين، ولكن بصدق شديد، سبق لي أن قررت أنّ وجودي في مصر يكون من خلال فيلم، والحمد لله حدث أخيراً، وليس من خلال فيلم فقط، لا بل من خلال مشاركة في مهرجان سينمائي ضخم مثل القاهرة.

*هل توافقين على المشاركة في عمل مصري؟
بكل رحابة، بالتأكيد أتمنى ذلك، لكن يجب أن يكون العمل قوياً ومحترماً ويقدمني بنحو مختلف. وبخصوص موضوع اللهجة، فأنا تربيت في طفولتي عليها، لكوني مشاهدة قوية جداً لكل الأعمال الفنية المصرية، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح. لكن ضاعت اللهجة مني بعد فترة.

* يعرض لكِ حالياً مسلسل "ممالك النار"، فماذا عنه؟
أنا سعيدة للغاية بتجربة هذا العمل، على الرغم من أن مساحة دوري فيه ليست كبيرة، لكنها مؤثرة، وتسهم في تغيُّر بعض الأحداث. وللعلم، فأنا لست من الممثلين الذين يقيسون أدوارهم بالكيلوغرام. فأهم شيء لدي، هو التأثير الذي يُحدثه العمل، والحمد لله على ردود الفعل القوية التي حققها العمل في العالم العربي كله. فالجميع يتحدث عنه وعن أحداثه، وأحب أن أضيف أن هذا المسلسل هو الوحيد الذي شاركت فيه مع فنانين مصريين.

دلالات

المساهمون