نتنياهو: خطاب كيري متحيز ضد إسرائيل

نتنياهو: خطاب كيري متحيز ضد إسرائيل

28 ديسمبر 2016
نتنياهو اعتبر خطاب كيري ضد إسرائيل (عبير سلطان/فرانس برس)
+ الخط -

شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هجوماً على خطاب وزير الخارجية الأميركية جون كيري، معلناً عن خيبة أمله.

وقال نتنياهو في خطاب مصور، مساء اليوم الأربعاء، إنه فوجئ من الخطاب الذي يفترض فيه أن يكون إجمالاً لفترة ولاية جون كيري، مضيفاً "يقول إن الشرق الأوسط يحترق، والدول تنهار، والإرهاب يتصاعد، وعلى مدار ساعة كاملة، يهاجم وزير الخارجية الأميركي، الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحافظ على الاستقرار، ليس فقط على استقرارنا نحن يهوداً وعرباً على حد سواء، وإنما تساهم أيضاً بالاستقرار والأمن في منطقتنا، ولعدد من الدول المجاورة لنا".

وكرر نتنياهو ادعاءاته بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ينعم فيها على حد زعمه المسيحيون بالحرية، قائلاً "نحن الآن في فترة أعياد الميلاد، وربما لم ينتبه وزير الخارجية كيري، إلى أن إسرائيل هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط، الذي يستطيع فيه المسيحيون الاحتفال بعيد الميلاد بأمن وبهدوء وفرح، كل هذا للأسف الشديد، لا يهم وزير خارجية الولايات المتحدة".

واعتبر نتنياهو أن "كيري يضع معادلة أخلاقية مزيفة، تساوي بين بناء بيت في القدس وضواحيها وأحيائها، وبين إرهاب يضرب أبرياء. وبعد أن يضع هذه المعادلة، يتحدث تقريبا فقط عن البيت في القدس، ويتحدث بمعسول الكلام لاستنكار الإرهاب. بالمناسبة في نص قرار الأمم المتحدة (المقصود قرار مجلس الأمن رقم 2334) الذي بادر إليه كيري نفسه وعمل على صدوره، يتحدثون هناك أصلا عن تحريض مجهول، لا أحد يعرف من يقوم به، أما المستوطنات فهي من إسرائيل".



وأضاف "التحريض الميداني لا أحد يعرف من صاحبه. بمقدوري فقط أن أعرب عن أسفي، لأنه لو كانت الإدارة استثمرت في محاربة الإرهاب الفلسطيني، نفس الطاقات التي استثمرتها في استنكار البناء في القدس، لربما كان هناك احتمال أكبر لدفع السلام قدماً".

وفي سياق ردود الفعل على خطاب كيري، رد وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، بالقول "الأخير اقتبس أقوالي خلال خطابه ثلاث مرات من دون ذكر اسمي، وهو محق، فنحن لن نقبل بإقامة دولة إرهاب. لقد دفع مواطنو إسرائيل ثمنا آلاف الضحايا، وتحملوا كثيرا من الصواريخ وعددا لا يحصى من الاستنكارات. آن الأوان لطريق جديد ونحن سنقوده".

كما هاجمت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميريت ريجف، هي الأخرى وزير الخارجية الأميركي قائلةً "وزير الخارجية المنتهية ولايته، جون كيري، أنت مدعو لتقديم اقتراح بتقسيم واشنطن، لقد كانت القدس قبل 3000 عام عاصمة الدولة اليهودية، وستبقى كذلك أيضا خلال الـ3000 سنة القادمة وإلى الأبد".

أما سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، فعقب على خطاب كيري، قائلاً "إن تنسيق تحركات مناهضة لإسرائيل مع الفلسطينيين، والدفع لاتخاذ قرار منحاز ضد إسرائيل في مجلس الأمن لا يسمى دعماً لإسرائيل، بل عكس ذلك".

واعتبر أن "إدارة أوباما عملت ضد دولة إسرائيل في الأمم المتحدة، وكل قول غير هذا هو تشويه للواقع". في المقابل أعرب دانون عن سروره بتصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وقال "نحن نرحب  بتصريحات الرئيس ترامب المؤيدة لإسرائيل بدون تحفظ". وأعرب عن تأييده القاطع للرئيس الأميركي المنتخب، الذي أعلن أنه سيقف إلى جانب إسرائيل، ولن يسمح باستمرار المس بها في الأمم المتحدة".

أما أعضاء الكنيست وقادة الأحزاب الإسرائيلية من المعارضة، فاعتبروا أن خطاب كيري حدد الأسس اللازمة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس دولتين. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ " لقد كان جون كيري دائما صديقا لإسرائيل وظل صديقا لإسرائيل، ويعكس خطابه قلقاً حقيقياً على أمن ومستقبل إسرائيل" .​

وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أكد أنّ "حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين"، مدافعاً عن موقف واشنطن خلال جلسة مجلس الأمن التي صدر عنها القرار 2334 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي، بالقول "ما قمنا به في مجلس الأمن يتماهى مع قيمنا، ولحماية أمن إسرائيل".

وقال خلال مؤتمر صحافي، مساء اليوم الأربعاء، "خلال ولايتيْ إدارة باراك أوباما، التزمت الإدارة الأميركية بأمن إسرائيل، ونحن دائماً ندافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، حتى أنّ نصف المساعدات الخارجية الأميركية قدمناها لإسرائيل، ولكن في الوقت نفسه أود التأكيد أن علينا الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، وجميع الإدارات الأميركية، ديمقراطية وجمهورية عارضت الاستيطان في الأراضي المحتلة".