نتائج تُخالف ترشيحات "سيزار"... والعرب في صدارة الفوز

نتائج تُخالف ترشيحات "سيزار"... والعرب في صدارة الفوز

26 فبراير 2017
هدى بنيمينة ومارك بونوا كريَنسييه وجائزة Divines (فرنش سيليكت)
+ الخط -
رغم الترشيحات العديدة التي نالها فيلما "فرانتز" لفرنسوا أوزون و"هي" لبول فرهوفن (11 ترشيحاً لكل واحد منهما)، و"إنها نهاية العالم" لكزافييه دولان و"الراقصة" لستفاني دي غويستو (6 ترشيحات لكل واحد منهما)؛ إلاّ أن النتائج النهائية للدورة الـ 42 لجوائز "سيزار" الفرنسية، التي أُقيمت في باريس مساء الجمعة، 24 فبراير/ شباط 2017، خالفت التوقّعات كلّها، وأثارت تعديلات حقيقية في لائحة الترشيحات.

ذلك أن "فرانتز" نال جائزة واحدة، في فئة أفضل تصوير (باسكال مارتي)، و"هي" حصل على اثنتين في فئتي أفضل فيلم (سعيد بن سعيد وميشال مِرْكت) وأفضل ممثلة (إيزابيل أوبير). وفي مقابل حصول كزافييه دولان وفيلمه على 3 جوائز، في فئات أفضل إخراج وأفضل مونتاج (دولان) وأفضل ممثل (غاسبار أوليال)؛ خرج "الراقصة" من التنافس "مهزوماً"، إذْ مُنح جائزة واحدة فقط، في فئة أفضل أزياء (أنياس رومان).

ومع حصول "إلهيات" للمغربية الفرنسية هدى بنيمينة على 3 جوائز من أصل 7 ترشيحات، يُمكن القول إن الأفلام الأكثر ترشيحاً نالت أقلّ الجوائز، ما يعني أن صفة "هزيمة" تُلائم الحالة برمّتها. فـ "إلهيات" حاصلٌ على جوائز أفضل أول فيلم، وأفضل أمل نسائي (ولاية عمامرة)، وأفضل ممثلة في دور ثان (ديبورا لوكيموانا)، بينما لـ "شوكولا"، للمغربي الفرنسي رشدي زيم، جائزتان اثنتان من أصل 5 ترشيحات: أفضل ممثل في دور ثان (جورج فوتّي) وأفضل ديكور (لجيريمي د. لينيول).

لكن فيلم التحريك Ma Vie De Courgette لكلود بارّا يُصبح، بهذا المعنى، أكثر الأفلام فوزاً، إذْ يحصل على جائزتي أفضل فيلم تحريك طويل وأفضل سيناريو مقتبس، لسيلين سيامّا وجيرمانو زولّو وكلود بارّا ومورغن نافارو (عن "سيرة ذاتية لكوسة" لجيل باري)، هو المُرشَّح لـ 3 جوائز (الفئة الثالثة هي أفضل موسيقى أصلية، لصوفي أونغر).

تكشف هذه الصورة المسافة الشاسعة بين الترشيح والتوقعات والنتائج، الحاضرة في الجوائز السينمائية المختلفة، رغم أن بعضها يتمكّن، غالباً، من تقليصها. لكن التوقّعات ـ التي "يتسلّى" كثيرون بها، في الفترة الزمنية الممتدة بين إعلان الترشيحات الرسمية وليلة توزيع الجوائز ـ تبقى جزءاً من مسعى تحليليّ لنقاد وصحافيين سينمائيين، بالإضافة إلى عاملين في الصناعات المختلفة للفن السابع، لأنها تجمع بين تمنّيات وأمزجة ووقائع، تتوزّع بين مانحي الجوائز وحركة الإنتاج وأهواء المشاهدين.

وإذْ تُقدِّم الحفلة الـ 42 لـ "أكاديمية فنون السينما وتقنياتها" في باريس نموذجاً لاتساع المسافة المذكورة، فإن "حجم الأضرار" بالغ السوء، خصوصاً أن قراءات نقدية "إيجابية" ابتعدت، بشكل كبير، عن "إلهيات" بنيمينة، واقتربت كثيراً من "فرانتز" أوزون، مثلاً. في حين أن احتفالاً نقدياً بـ "هي"، و11 ترشيحاً له، سببٌ للتوقّع بفوز أكبر.

وهذا غير مرتبط بالجودة الفنية والدرامية والجمالية فقط، إذْ تبدو الأكاديمية الفرنسية مرتاحةً إلى احتفالها بجديدٍ سينمائيّ يأتيها من ذوي أصول عربية مهاجرة. فإلى جانب المغربيين بنيمينة وزيم، هناك اللبناني إبراهيم معلوف، الفائز بـ "سيزار" أفضل موسيقى، عن عمله في جديد الفرنسي صافي نيبّو "في غابات سيبيريا".
ومعلوف موسيقيّ حاضرٌ في المشهد الفرنسي منذ أعوام عديدة، يصنع معادلات فنية بين أنماط موسيقية مختلفة، بمزجه ـ في أعماله المختلفة، وتحديداً في اشتغاله السينمائيّ ـ بين الجاز والموسيقى الشرقية والـ "روك".

في "إلهيات" (إنتاج فرنسي قطري مشترك، 2016) ـ الفائز بـ "الكاميرا الذهبية" في "نصف شهر المخرجين"، في الدورة الـ 69 (11 ـ 22 مايو/ أيار 2016) لمهرجان "كانّ" ـ تتابع هدى بنيمينة مسارات 3 صديقات في إحدى الضواحي الباريسية، يُقرِّرن الخروج من العالم الضيّق الذي يحاصرهنّ في يومياتهنّ، بحثاً عن أشكالٍ أخرى للعيش. بينما يعود "شوكولا" إلى نهاية القرن الـ 19، لسرد حكايات متنوّعة عن العبودية.

دلالات

المساهمون