تُعيدك تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن "إرهاب الحرائق"، إلى رواية "إزاء الغابات". هي رواية إسرائيلية صهيونية بامتياز، وضعها الروائي الإسرائيلي أ.ب. يهوشواع في العام 1968، وتحاول أن تحكي "قصة الصهيونية". تحكي الرواية قصة الغابات والأحراش التي زرعتها إسرائيل لإحياء القفار، كما ادعت وزعمت، وتعيين حارس لهذه الغابات، عربي فلسطيني فَقَد القدرة على الكلام خلال حرب النكبة، عُيّن عليه حارس آخر، يراقبه من بعيد، ومسنّ يهودي طلائعي، أو كان من جيل المؤسسين.
تجول الرواية في حيوات أبطالها، وبينها الطالب المُعيّن لمراقبة الحارس العربي كي لا يحرق الغابة، والمسن الذي اعتاد استقبال وفود الممولين اليهود من الخارج، إلى مراسم إطلاق اسم جديد على الغابة نفسها (كل مرة من جديد) على ممول آخر، مما يحوّل الغابة الواحدة إلى غابات. في بحر الرواية يتساءل المكلف بمراقبة الحارس العربي: "أليس هذا الحارس ابن المكان؟ ابن المكان؟ كيف أقول لك، ألا تغطي غابتنا، قرية مهدمة؟ قرية؟ نعم قرية صغيرة. قرية صغيرة؟ آه (يتذكر شيئاً فيضيف) كانت هنا مزرعة من نوع ما. نعم كانت هنا مزرعة، لكن ذلك كان من زمان، إنه يعود للماضي، قطعاً للماضي، ولا يمكن أن نفكر بشيء آخر".
تجول الرواية في حيوات أبطالها، وبينها الطالب المُعيّن لمراقبة الحارس العربي كي لا يحرق الغابة، والمسن الذي اعتاد استقبال وفود الممولين اليهود من الخارج، إلى مراسم إطلاق اسم جديد على الغابة نفسها (كل مرة من جديد) على ممول آخر، مما يحوّل الغابة الواحدة إلى غابات. في بحر الرواية يتساءل المكلف بمراقبة الحارس العربي: "أليس هذا الحارس ابن المكان؟ ابن المكان؟ كيف أقول لك، ألا تغطي غابتنا، قرية مهدمة؟ قرية؟ نعم قرية صغيرة. قرية صغيرة؟ آه (يتذكر شيئاً فيضيف) كانت هنا مزرعة من نوع ما. نعم كانت هنا مزرعة، لكن ذلك كان من زمان، إنه يعود للماضي، قطعاً للماضي، ولا يمكن أن نفكر بشيء آخر".
تنتهي رواية يهوشواع بقيام حارس الغابات الفلسطيني بإحراق الغابة، لتظهر من تحت أنقاضها قريته الأصلية. تعرّض يهوشواع لانتقادات بعد نشر الرواية التي فضحت أن غابات إسرائيل لم تكن بسبب محبة البلاد وطبيعتها، وإنما للتستر على جريمة دفن القرى تحتها. وعلّق على الانتقادات التي وُجهت له بقوله: "الرواية ليست أيديولوجية ولا تعكس أيديولوجية، بل تحكي قصة وضع قائم في البلاد، هنا يتم البناء على خرائب طرف آخر، هناك شعور بالذنب. الخطر يكمن في الإنكار".
كما في رواية يهوشواع، سيُدان العربي بالحرائق التي اشتعلت في إسرائيل، وسيُعاد تحريجها من جديد، لكن ذلك لن يمحو كون زخرون يعقوف تخفي تحت غاباتها قرية زمارين، كما تخفي أحراش "كندا" على طريق القدس تحتها قرى عمواس ويالو وبيت نوبا. لغاية الآن لم تُعرف الأسباب الحقيقية للحرائق المشتعلة في إسرائيل، لكن نتنياهو يصر على أنها "إرهاب"، وشرطة إسرائيل تشن حملات اعتقالات، وأجهزتها الأمنية تحقق في هذه الأسباب. فهل ما نشهده هو تحقق نبوءة كاتب؟
كما في رواية يهوشواع، سيُدان العربي بالحرائق التي اشتعلت في إسرائيل، وسيُعاد تحريجها من جديد، لكن ذلك لن يمحو كون زخرون يعقوف تخفي تحت غاباتها قرية زمارين، كما تخفي أحراش "كندا" على طريق القدس تحتها قرى عمواس ويالو وبيت نوبا. لغاية الآن لم تُعرف الأسباب الحقيقية للحرائق المشتعلة في إسرائيل، لكن نتنياهو يصر على أنها "إرهاب"، وشرطة إسرائيل تشن حملات اعتقالات، وأجهزتها الأمنية تحقق في هذه الأسباب. فهل ما نشهده هو تحقق نبوءة كاتب؟