نافذة تعز تغلق باختفاء حمدي البكاري

نافذة تعز تغلق باختفاء حمدي البكاري

28 يناير 2016
أطلقوا سراح حمدي البكاري (مواقع التواصل)
+ الخط -
*تحديث: تم الإفراج عن "البكاري" في ساعة مبكرة من صباح اليوم
مراسل "الجزيرة"حمدي البكاري بعد الإفراج عن الطاقم: الحوثيون اختطفونا


حمدي البكاري من الصحافيين اليمنيين القلائل الذين وهبوا حياتهم من أجل اليمن، اليمن الذي غابت عنه أغلب العدسات ورجال الصحافة والإعلام وخذلوه ما عدا قلة مثل هذا الرجل الذي لم يخذل وطنه تحت أي مبرر، لهذا أطلقت عليه قناة الجزيرة أفضل صحافي خلال العام 2015، كيف لا، وحمدي يتجول في مسرح الحرب بين الرصاص والقذائف والقصف المرعب ناقلاً معاناة شعب بأكمله.


ليست الكلمات وحدها من تتحدث عن حمدي البكاري بل الصورة ومقاطع الفيديو التي أظهرته وبكثرة في تغطيته لأحداث مأرب وعدن وتعز التي اختطف فيها. معروف أن الإعلام اليمني غُيب تماماً في هذه الحرب ولأول مرة في تاريخ اليمن والعالم، لكن حمدي أصر على مقاومة هذه الظروف فغاب الجميع وحضر حمدي.

غياب حمدي البكاري اليوم لا يعني غياب رجل بل غياب تفاصيل حرب بأكملها، غياب شكل ظهور لحملات واسعة أطلقها الشباب في وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وواتساب وتويتر، ومواقع أخبارية أخرى، وبرزت صور حمدي على حائط صفحات معظم الصحافيين اليمنيين.

"حمدي البكاري ليس مجرد خبر عاجل" هكذا يقول الصحافي غمدان اليوسفي وبعض رفاقه مضيفين "اختفاء حمدي يعتبر اختفاء لتعز وآلامها، وعدم نقل معاناة مدينة وشعب كامل"، يذهب الكاتب اليمني الدكتور خالد الرويشان بالقول إن صور حمدي تصدرت قنوات العالم قبل أن تبدأ قناة الجزيرة حملتها، مضيفاً: للأطراف والجهة التي أقدمت على خطف وإخفاء البكاري بأنها فتحت جحيماً فضائياً على رؤوسهم، محذراً إياهم بسرعة الإفراج عن البكاري ورفاقه قبل أن تفتح الجزيرة عينيها.

اعتاد ملايين اليمنيين انتظار حمدي البكاري ليطل عليهم من على قناة الجزيرة بمعاناة تعز وجراحها، مشياً على الأقدام وتحت حرارة الشمس يجتاز الجبال والطرق الوعرة ساعياً لنقل صور الحصار والموت التي تفرضه مليشيا جماعة الحوثي والمخلوع صالح منذُ عشرة أشهر على مدينة تعز وسط اليمن، لم يكن حمدي كبقية الصحافيين المتواجدين في تغطية الحرب بتعز بل كان صوت الكلمة والحقيقة الأكثر لمن يبحث عن أخبار تعز داخل الوطن وخارجه.

من خارج اليمن المخرج التلفزيوني اليمني أحمد الشميري يتحدث: "حمدي البكاري هو النافذة التي ننظر بها إلى تعز، هو صوت الحقيقة الوحيد في تعز"، ويضيف: "هناك عدة قنوات فضائية تقوم بتغطية الأحداث في تعز، لكنها لا تحظى بالرغبة والمتابعة لتفاصيل مايدور داخل المدينة فالصور التي تعرض فيها معظمها تكون أرشيفية ليست كالصور المباشرة التي يطل بها حمدي البكاري من بين الركام والموت والبارود".

"أطلقوا سراح حمدي البكاري، أطلقوا صوت الحقيقة" بهذه العبارات وغيرها تعالت الأصوات في شوارع مدينة تعز اليمنية مطالبةً بالإفراج عن حمدي، أطفال ونساء وشيوخ هتفوا جميعاً حمدي.

لن يفتقد حمدي المحيط الصحافي والإعلامي وناشطون وسياسيون فقط... بل تلك الأرصفة الموجوعة وتلك الطرق الوعرة وعجائز تعز وأطفالها، التي لخص حمدي الإنسانية في تعامله معهم ونقل قضاياهم... ويبقى السؤال هنا عن حال ومصير حمدي ورفاقه وهم في قبضة خاطفيه وهل ستسخر الأقدار يداً تعجل من الإفراج عنهم؟

(اليمن)

المساهمون