ناصيف زيتون يرقص على "تيك توك": ما الغاية الفنية؟

ناصيف زيتون يرقص على "تيك توك": ما الغاية الفنية؟

02 سبتمبر 2019
هل أصبح زيتون عرضةً للأساليب التجارية؟ (فيسبوك)
+ الخط -
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحَت بواباتها المختلفة طريقاً للفنان، كي يتواصل بشكلٍ أقرب مع جمهوره، حتى باتت مساحاتها الواسعة مقصداً للفنانين وشركات الإنتاج، للتسويق لأعمالهم الدرامية والغنائية وغيرها، وذلك بأساليبٍ مختلفةٍ. حتى أنَّ بعضهم حمل طابعاً خاصاً، وهويّةً تختلف عن باقي الفنانين والشركات. فنرى النجوم ينشرون قصص يومياتهم عبر "الستوريز" على تطبيق إنستغرام. إذْ تتضمَّن التحضير لحفلاتهم وكواليس أعمالهم، إضافةً لرحلاتهم السياحية، حتى أن حياتهم الشخصية ظهرت، في بعض الأحيان، للعلن، فنرى مقاطع تجمعهم بعائلاتهم وأولادهم.

انتشر، أخيراً، تطبيق "تيك توك" الذي استخدمه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر مقاطع مضحكة مُركّبة على أصوات فنانين، أو على مقاطع مسجلة من الأغاني. حتى أن بعض المستخدمين يقومون بحفظ هذه المقاطع، لنشرها على فيسبوك وإنستغرام. تولّدت فكرة كانت بدايتها مع الفنان، نادر الأتات، الذي أطلق رقصةً حماسية على أغنيته "نطرتك" بأسلوب لطيف وحماسي، ليشاركه جمهوره الفكرة. وتأثّرًا بالأتات انطلق الفنان السوري، ناصيف زيتون، بتحدي رقصة جديدة على أغنيته التي أطلقها مُؤخَّراً "سلمي" على تطبيق "تيك توك". واجه زيتون رفضاً وانزعاجاً واضحاً، عبر عنهما محبوه في التعليقات، إذْ إنَّهم انتقدوا أسلوب الرقصة، حتى أن بعضهم علّق على موضوع دخول الفنان بشكل عام لعالم "التيك توك"، إذْ اعتبروا التطبيق ملعباً خاصاً للأشخاص العاديين، وليس للمشاهير.

من جهة أخرى، استلطف آخرون مشاركة فيديو ناصيف، وعبروا عن محبتهم، إذْ اعتبروه عفويّاً ولطيفًا، مشجعين وجوده على جميع التطبيقات التي يزورونها، داعمين فكرة أن مثل هذه الأفكار التفاعلية، تسهل عملية تقارب الجمهور مع نجمهم. في حين لا تعد ظاهرة الرقص جديدة، بل امتدت من ظاهرة "غانغام ستايل" عالمياً، وصولاً لأغنية "المعلم" للفنان المغربي سعد المجرد، قبل أن تدخل الموجة نطاق الشرق الأوسط، مصحوبة بفكرة التحديات التي باتت تنطلق عبر السوشل ميديا، وتمتدُّ للمواقع الإعلامية. وقد تنعكس أيضاً على المسرح، كما يفعل الفنان محمد رمضان برقصاته المصممة في الكليبات، والتي نقلها للأداء المباشر في المقابلات التلفزيونية والمسارح. وارتبطت في ذهن الجمهور بـ"كاركتر" خاص به، يماثل تقريبًا ظاهرة ارتباط المغني العالمي مايكل جاكسون برقصاته المميّزة.

وهذا يؤكد شدّة تراجع دور الأغنية في الحضور، الأغنية ككلام ولحن وموسيقى، أمام تعاظم دور الصورة والحركة والترويج للأغنية، كلعبة إعلامية أكثر من كونها قطعة موسيقية فنية متكاملة. لكن، هذا لا يلغي الأثر المضاعف للأغنية في حال استقطبت الجمهور بالحالتين. لكن النجاح في المستويين، هي حالة شبه نادرة في ظل سيطرة الإنتاج التجاري، وغياب المشاريع الموسيقية لصناعة نجوم يحفرون في التاريخ.

الجدير بالذكر، هو أنَّ ناصيف اختار أغنية " سلمي"، لتكون انطلاقته عبر تطبيق " تيك توك". إذْ كان إعلان الأغنية يظهر أنّها مخصصة للعرض على هذا التطبيق حصراً. كما أن شعار التطبيق يظهر بشكل واضح خلال الكليب الرسمي، ليضع ناصيف نفسه ضمن باقة من الأسئلة منها: هل أصبح عرضةً للأساليب التجارية، بعيداً عن الغاية الفنية؟ أم أن ما يقوم به ناصيف هو فقط ابتكار أفكار تساعده على تفاعل أكبر مع الجمهور؟

المساهمون