نازحو مخيم الركبان في بيوت طينية تهدّدها الأمطار

نازحو مخيم الركبان في بيوت طينية تهدّدها الأمطار

26 أكتوبر 2019
بيوت تحتاج للصيانة الدائمة (فيسبوك)
+ الخط -
كل عام ومنذ أن استبدل نازحو مخيم الركبان خيامهم بالبيوت الطينية، المعروفة ببيوت "اللبن"، يتوجب عليهم صيانتها قبل موسم الشتاء، خوفاً من انهيار جدرانها عليهم خلال هبوب العواصف التي تضرب المنطقة الصحراوية هناك. ويتحتم عليهم التأكد من متانتها وثباتها، حتى لا تقتلعها العواصف أو تغرقها الأمطار.

ومنذ نحو خمسة أعوام مضت، تتكرر حوادث انهيار البيوت الطينية في المخيم واقتلاع الخيم، لذلك، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، يتحتم على النازحين الانتهاء من عمليات الترميم والصيانة قبل قدوم العواصف.

ويقول الناشط الإعلامي المقيم في مخيم الركبان عماد غالي، الذي انتهى من ترميم منزله لـ"العربي الجديد"، إنه مع قدوم فصل الشتاء يبدأ النازحون في مخيم الركبان بعمليات ترميم للبيوت الطينية، وللخيام أيضاً، فالبيوت الطينية يتم بناؤها من تربة، نسبة الرمل فيها كبيرة جدا، لذلك تكون أقل متانة ويجب تدعيمها قبل أن تنهار على القاطنين فيها، وهناك ورشات متخصصة تقوم بهذا العمل.

وأضاف غالي "بالنسبة لي رممت منزلي مثلما أفعل كل عام. وأنا أعرف أين الأعطال ومن أين تسربت المياه في الشتاء الماضي، حتى يتم إصلاحها والتخلص من أي شيء يتسبب بضعف أو ضرر في البيت".

وعادة تكون جدران هذه المنازل سميكة نسبيا، فهي تتكون من لبنات على شكل طبقات، كون طبقة واحدة لا تكفي وتكون عرضة للانهيار بسرعة في حال تعرضت لأمطار غزيرة ورياح شديدة، وبحاجة لحرفية عالية في العمل، وليس بمقدور الجميع القيام ببنائها.

وأوضح المختص في بناء البيوت الطينية نشوان أبو تقي، الذي يقيم في المخيم، لـ"العربي الجديد" كيف يتم بناء هذه المنازل وترميمها، قائلاً: "العمل هو عمل يدوي بالكامل، من الطين وعمليات الطلاء والرسم على الجدران كله نقوم به بشكل يدوي". وأضاف "نحن نعتمد على الأشياء الموجودة في المخيم كالتربة الطينية، فرغم الظروف التي نعيشها في المخيم ورغم المعاناة التي نعانيها والحصار، نواصل العمل، ولولا نقص المواد الأولية في المخيم لأنجزنا أعمالا أجمل من تلك التي نقوم بها اليوم".

بينما يقول عضو تنسيقية تدمر، أيمن الحمصي لـ"العربي الجديد": "صيانة المنازل الطينية أمر ضروري جدا في المخيم، فالمياه تتسرب خلال المطر من أسقف المنازل والخيام، وتغمر أرضها في حال كان المطر شديدا، لذلك يستغل الأهالي الفرصة لإجراء الصيانة في هذا الشهر من العام وهذا العمل تكرر على مدار الأعوام الماضية منذ إنشاء المخيم".

ويقيم في المخيم، الواقع في منطقة الـ55 على الحدود السورية الأردنية، نحو 12 ألفا من النازحين في الوقت الحالي، إذ غادره جزء كبير من النازحين بعد الحصار المفروض عليه إلى مناطق سيطرة النظام.

المساهمون