نازحو ريف حمص الشمالي عالقون بانتظار التهجير والمخاوف تلاحقهم

نازحو ريف حمص الشمالي عالقون بانتظار التهجير والمخاوف تلاحقهم

17 مايو 2018
مخاوف تنتاب العالقين الرافضين للتسوية (Getty)
+ الخط -
لا يزال أكثر من ألفي نازح سوري عالقين، لليوم الثاني على التوالي، عند النقطة صفر في بلدة السمعليل بمنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، بانتظار إتمام نقلهم إلى محافظة إدلب في الشمال السوري، ضمن عملية التهجير الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

مخاوف كثيرة تنتاب العالقين الرافضين خيار التسوية، دفعتهم إلى البقاء وانتظار الحافلات، وتشكيل وفد منهم للضغط على الروس لإتمام عملية الإخلاء.

آلاء الخضر، أمّ لثلاثة أطفال وزوجة لمنشق عن قوات النظام، تقول لـ"العربي الجديد": لم يعد بإمكاننا العودة، فالخوف كبير من الرجوع إلى مدينة تلدو والبقاء فيها، وهي مغامرة غير محسوبة العواقب، زوجي منشق عن الشرطة، وكل الضمانات التي جرى الحديث عنها سابقا مجرد كلام"، وتضيف "فضلنا الخروج والتضحية بكل شيء، حفاظا على أرواحنا وأرواح أطفالنا، فهم أغلى ما نملك، ونرجو أن تكون مغادرتنا للشمال السوري بداية لحياة جديدة، قد تكون أكثر أمنا".

أما محمد سعدو (23 عاماً)، هو أحد المطلوبين للخدمة العسكرية، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن الدوافع التي أجبرته على البقاء في نقطة المغادرة، قائلا: "نظام الأسد لن يتركنا وشأننا، وروسيا أولا وأخيرا قتلت أهلنا وقصفتنا بالصواريخ والطائرات، فهي من وجهة نظري وبقناعتي عدو، قررت الخروج وحسمت أمري، ومن الممكن أن نتظاهر للمطالبة بخروجنا من المنطقة".

ويتابع أن مجموعات الشبان في النقطة صفر يشاركونه نفس القرار، فالخوف يسيطر على الجميع، كما أنهم مقتنعون بكون التسوية وهمية.

أمّ ياسر التي شارفت على إتمام عامها الستين، توضح أن خوفها على أبنائها الأربعة وعائلاتهم من الاعتقال والملاحقة الأمنية، دفعها إلى الخروج معهم ومع أبنائهم، فهي لا تستطيع البقاء في الحولة دون أحفادها.

وتقول لـ"العربي الجديد": لم يعد يهمني أي شيء، فأبنائي وأحفادي أغلى لديّ من البيوت والأرض التي تركناها خلفنا، المهم أن نكون بأمان، فاعتقال أحد أولادي وتعذيبه هو أمر كارثي لا أستطيع تصوره".

بدوره، يوضح عبد الرحمن جوخدار، الشاب الذي فقد أحد إخوته في سنة 2016 بإحدى الغارات الجوية على منطقة الحولة، إنه مصرّ على الخروج، فهو لا يتخيل رؤية قتلة أخيه يمرون أمامه، وأن إرغامه من قبل قوات النظام أو مليشيا الدفاع الوطني على الالتحاق بصفوفها أو اعتقاله، هو سيناريو يتكرر لديه عندما يتبادر إلى ذهنه البقاء في الحولة".



ويتابع، لـ"العربي الجديد": نحتمل يومين أو ثلاثة لا مشكلة، المهم أن نغادر المنطقة، خصوصا أننا عرفنا ما الذي يحدث في الغوطة الشرقية مؤخرا، حيث يلاحق النظام الشبان ويجندهم ويزج بهم في المعارك، سأذهب لأتابع دراستي وسأرضى بالتهجير كي أزيح عن كاهلي هواجس الاعتقال أو التعذيب في حال بقائي".

المساهمون