نازحو العراق يتحولون إلى ورقة انتخابية: استغلال سياسي لمأساتهم

نازحو العراق يتحولون إلى ورقة انتخابية: استغلال سياسي لمأساتهم

06 ديسمبر 2017
يضطر سكان المخيمات للتجاوب مع كل سياسي يزورهم(العربي الجديد)
+ الخط -

من ملف منسي تنخره آفة الفساد والطائفية والتمييز الحكومي والسياسي بالعراق، تحول نازحو العراق إلى مادة دسمة للكتل السياسية التي ترغب بحشد الأصوات لصالحها.

يتضح ذلك من كثرة الزيارات إلى معسكرات النازحين ومخيمات اللاجئين في مناطق صحراوية قاحلة، أو إطلاق التصريحات التي تطالب بعودتهم لمدنهم المحررة إذ ترفض مليشيات "الحشد الشعبي" ذلك منذ سنوات، وتتخذها معاقل رئيسة لها كما في بلدات جرف الصخر ويثرب والعويسات وبيجي وغيرها من المدن شمال وغرب ووسط العراق.

وسجل خلال الأسبوعين الماضيين زيارة أكثر من 30 مسؤولاً وسياسياً لمخيمات النازحين، بينهم من حمل هدايا معه كعلب البسكويت والحليب أو الأغطية، فيما دخل آخرون مع شعارات فقط يعدون فيها النازحين بأنهم سيعودون إلى منازلهم بعد انتخابهم، بحسب مدير إحدى المنظمات الإنسانية العراقية.

ويضطر سكان تلك المخيمات إلى التجاوب مع كل سياسي يزورهم ويقطعون الوعود بدعمه في الانتخابات بحسب رئيس منظمة "رافد" الإنسانية الدكتور خليل حمادي، الذي اتهم السياسيين بأنهم يستغلون وضع النازحين في وعود غير قادرين على تنفيذها لقاء أصواتهم".

ويضيف حمادي لـ"العربي الجديد" أن " 3 ملايين ونصف مليون نازح بالعراق يمثلون وجبة دسمة للسياسيين، لكن عليهم أن يتأكدوا أن إعادتهم لمنازلهم ليست شعارات بل هي حقوق وواجبات"، مضيفا أن "على الحكومة التدخل في وقت مهزلة اقتحام السياسيين وأهل الأحزاب المخيمات، للتملق والنفاق للنازحين، ولو كانوا صادقين فلماذا تركوهم كل السنوات الماضية وحضروا الآن".

وطالب الحكومة أيضاً بـ"إصدار توجيهات للشرطة بمنع دخولهم، ومن يرغب بمساعدتهم يمكن له أن يرسل المساعدات بدون أن يقف هو خلفها ويلتقط الصور معها".

في هذه الأثناء، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى عبد القهار السامرائي إن الإجراءات الحكومية بشأن إعادة النازحين إلى مناطقهم لا تسير بالشكل المطلوب، مؤكدا استمرار رفض حكومة محافظة بابل المحلية عودة نازحي بلدة جرف الصخر (شمال المحافظة).

ودعا في تصريح لمحطة تلفزيون محلية عراقية اليوم الأربعاء، إلى إعادة النازحين لمدنهم ومنازلهم دون قيد أو شرط، والتوقف عن استخدام ملفهم سياسيا كونه ملفا إنسانيا بالدرجة الأولى.

إلى ذلك، انتقد الزعيم القبلي حسن الجنابي صمت الحكومة العراقية عن إصرار مليشيا "الحشد الشعبي" على عدم السماح لنازحي جرف الصخر بالعودة إلى منازلهم التي أرغموا على تركها قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وأكد الجنابي لـ"العربي الجديد" أن،" مأساة النازحين تحولت إلى ورقة للدعاية الانتخابية من قبل المليشيات التي تسعى لتبرير وجودها، من خلال افتعال الأزمات والادعاء بأن جرف الصخر ما تزال غير آمنة، وكذلك من قبل بعض السياسيين السنة، الذين علا صوتهم بشأن النازحين مع قرب الانتخابات".

وطالب كل من يتحدث عن النازحين بالذهاب إلى جرف الصخر والاطلاع عن قرب على المآسي التي تحدث هناك على يد المليشيات، داعيا رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى إصدار قرار يعيد النازحين إلى مناطقهم على غرار قراره الأخير بإعادة النازحين الأكراد الذين غادروا منازلهم قبل أسابيع، على خلفية أزمة استفتاء الانفصال الذي أجري في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي.

وحذر الخبير بالشأن السياسي العراقي علي البدري من استمرار أزمة النازحين، سواء تلك المتعلقة بالعراقيين السنة أو الأكراد والمسيحيين"، مؤكدا لـ "العربي الجديد" أن البعض يحاول استغلال هذه المسألة لتحقيق مكاسب انتخابية على حساب مئات الأسر النازحة التي تركت مناطقها مجبرة بسبب أعمال العنف وسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، على مدن ومناطق عدة منتصف عام 2014.