نازحون سوريون يحلمون بالوصول إلى أوروبا عبر تركيا

نازحون سوريون يحلمون بالوصول إلى أوروبا عبر تركيا

29 فبراير 2020
مئات يتجمعون على الحدود التركية للعبور إلى اليونان (Getty)
+ الخط -
يترقب كثير من النازحين السوريين في المخيمات القريبة من الحدود التركية، أن تتاح لهم فرصة الوصول إلى أوروبا، رغم أنّ عبور الحدود ليس سهلاً، كما أنّ التنقل في تركيا لمن يتمكن من العبور، يبقى أمراً غاية في الصعوبة.

وقال رامي الذي نجح، قبل أكثر من أسبوعين، بالعبور إلى تركيا، لـ"العربي الجديد"، إنه تم القبض عليه وجرت إعادته إلى سورية، موضحاً أنّ "العبور كان غاية في الصعوبة. توجهنا من منطقة حارم إلى الجدار الحدودي بين سورية وتركيا، في المرة الأولى لم يحالفنا الحظ بالعبور لأنّ قوات حرس الحدود التركية (الجندرما) كانت منتشرة في المنطقة، وأخبرنا المهرب أنّ علينا المحاولة في يوم آخر، وفي اليوم الثاني كان الضباب كثيفاً، فتوجهنا إلى الجدار، وتمكّنا من العبور بواسطة سلم".
وأضاف "كنا نسير في مجموعة مكونة من نحو 50 شخصاً، وبعد أن عبرنا الجدار الثاني، كان ينتظرنا شخص تركي، لكن فاجأتنا الجندرما في الأراضي الزراعية، وألقت القبض على قسم من الشبان، بينما هربت مع نحو 20 آخرين، وبعد ساعة تقريباً غادرت الجندرما، وكان الشخص التركي بانتظارنا، فأخذنا إلى بلدة الحامضة، ومنها ذهبت إلى مدينة الريحانية بإقليم هاتاي، للتوجه إلى مرسين".

وتابع رامي "في الطريق إلى مرسين، أوقفنا عناصر حاجز للشرطة التركية بمدينة كرخان، وطلبوا بطاقة الحماية المؤقتة، فأبلغتهم أنني لا أملكها، فاعتقلوني واقتادوني إلى السجن، وبعدها إلى مركز الترحيل، حيث وقعت على ورقة تمنع دخولي تركيا لمدة 5 سنوات".

وأشار إلى أنّ "الذهاب إلى أوروبا فرصة لا تعوض، وإذا أتيح الأمر فسأحاول العبور إلى تركيا مجدداً، ومنها إلى أوروبا، فلا مجال للبقاء في الشمال السوري حالياً، وإن تحررت مدينتي معرة النعمان من قوات النظام سأعود إليها بكل تأكيد".

وأكد الناشط السوري أسعد الحمصي، لـ"العربي الجديد"، أنّ عبور الحدود السورية التركية في الوقت الحالي "شبه مستحيل، فالحدود مغلقة منذ نحو 15 يوماً من جرابلس إلى عفرين، ومنها إلى معبر خربة الجوز بمنطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي".

وقال الحمصي إنّ "كثيراً من النازحين يتطلعون حالياً إلى فرصة يتمكنون فيها من العبور إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشونها في مخيمات ريف إدلب الشمالي".


وشهدت الحدود التركية اليونانية، أمس الجمعة، حركة تدفق كبيرة للاجئين يحاولون العبور إلى اليونان، بعد تأكيد مسؤول تركي أنّ بلاده لم تعد تعيق وصول المهاجرين إلى أوروبا.
وأفادت مصادر، لـ"العربي الجديد"، بأنّ عالقين على الحدود التركية مع كل من اليونان وبلغاريا، يعانون مشكلة في العبور، ويترقبون الفرصة السانحة لذلك، بعد أن قضوا ليلة أمس في العراء.

وأطلقت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع باتجاه مهاجرين احتشدوا على حدود البلاد مع تركيا، اليوم السبت. وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية للصحافيين: "ستفعل الحكومة كل ما بوسعها لحماية حدودها"، بينما قال مسؤول آخر بالحكومة إنّ ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف شخص تجمعوا على الجانب التركي من الحدود.

وقالت أنقرة، يوم الخميس، إنها لن تمنع من الآن فصاعداً مئات الآلاف من طالبي اللجوء من بلوغ أوروبا، وفور إعلان ذلك ظهرت حشود من المهاجرين متجهة نحو الحدود البرية والبحرية لليونان.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إنّ نحو 18 ألف مهاجر عبروا الحدود من تركيا إلى أوروبا.
وعبر قرابة مليون لاجئ ومهاجر من تركيا إلى الجزر اليونانية عام 2015، مما أثار أزمة هجرة في أوروبا، لكن هذا المسار أُغلق تماماً تقريباً، بعد أن اتفق الاتحاد الأوروبي مع أنقرة على وقف تدفق المهاجرين، في مارس/آذار 2016.

المساهمون