مِل غيبسون... يُطارد أشراراً ويُنقذ جنوداً

مِل غيبسون... يُطارد أشراراً ويُنقذ جنوداً

20 يونيو 2016
(لقطة من "أب دموي")
+ الخط -

بعد الصحراء الأسترالية، التي تشهد مغامراته القديمة في "ماد ماكس" (1979)، بـ "قيادة" المخرج الأسترالي جورج ميلر، يجد مل غيبسون نفسه، هذه المرّة، في صحراء المكسيك الجديدة، "من أجل ابنته"، التي "تختفي" من حياته منذ سنين عديدة، قبل أن تتصل به مجدّداً، لمساعدتها في التخلّص من تجار مخدّرات، يطاردونها بهدف قتلها، لكشفها أسراراً متعلّقة بجرائمهم.

جون لينك (غيبسون)، المحكوم السابق بتهم مختلفة، والكحوليّ الذي لم يعد يتعاطى الكحول، يعمل حالياً في مجال رسم الأوشام، ويُقيم في "عربة مقطورة" ضائعة وسط المكسيك الجديدة. لكن، ما إن يعلم أن ابنته في خطر، لن يتردّد لحظة عن استعادة حياته السابقة، لإنقاذها من أشرارٍ يعرف عوالمهم جيداً.

بين مطاردات وإطلاق نار، والاستعانة ببندقية تذكّر بأجواء "ماكس المجنون 2" (1981) لميلر أيضاً، كتحية للفيلم ولبطله الأساسيّ (غيبسون)، فإن "أب دموي" للفرنسي جان ـ فرنسوا ريشيه "ثريلر لاهث"، تبدأ عروضه التجارية الدولية في 31 أغسطس/ آب 2016.

إلى ذلك، يُخرج غيبسون Hacksaw Ridge، المستند إلى قصّة حقيقية للطبيب العسكري ديزموند توماس دوسّ (1919 ـ 2006)، أول رافض للخدمة العسكرية، الذي ينال ـ على الرغم من هذا ـ "ميدالية الشرف"، لإنقاذه 75 جندياً أثناء معركة "أوكيناوا" عام 1945.

لمل غيبسون تجارب إخراجية عديدة، تبدأ في العام 1991، بتحقيقه وثائقياً بعنوان "مل غيبسون يعود إلى المدرسة"، لحساب المحطة التلفزيونية الأميركية HBO.

لكن "شهرته" في الإخراج تنطلق مع "رجل من دون وجه" (1993)، المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه تُصدرها كاتبتها الأميركية إيزابيل هولاند (1920 ـ 2002) في العام 1972: جاستن ماكليود (غيبسون) له وجه مشوّه ومخيف بسبب حادث سير قديم، يقيم في منزله منعزلاً عن العالم.

يحمل ذكرى أليمة وقاسية، بسبب مقتل أحد تلامذته أثناء وقوع الحادث، فتُوَجَّه إليه تهمتين: جريمة قتل، والتحرّش بالصغار. بعد أعوام، يتسلّل إليه صبيّ يُدعى تشاك (نِك ستال)، يرغب في الالتحاق بالمدرسة العسكرية. العلاقة الجديدة بينهما تكشف حقائق لا يعرفها الناس عن الأستاذ المشوَّه، ويحصنّ الصبي في مواجهة أصعب مراحل حياته.

ثاني فيلم له كمخرج بعنوان "قلب شجاع" (1995)، يمثّل فيه دور ويليام والاس، مناضل إسكتلندي، يقود كفاحاً مسلّحاً ضد الإنكليز، إثر مقتل حبيبته، الذي يحدث بعد أعوام على مقتل عائلته. لكن السجال الفعليّ يحصل بإخراجه "آلام المسيح" (2004)، الذي لن يُمثِّل فيه كفيلمه الرابع "أبوكاليبتو" (2006).

فحدّة العنف في الأول (الأيام الـ 14 الأخيرة من حياة السيّد المسيح) تثير نفوراً لدى كثيرين، وجماعات يهودية عديدة تتّهمه بالـ "تحريض" ضد اليهود. في حين أن عنف الثاني (المرحلة الأخيرة من حياة حضارة الـ "مايا") لن يكون أقلّ حدة. وهذا كلّه، من دون تناسي الجماليات المختلفة في الفيلمين، درامياً وفنياً وأداءً ولغة، إذ تتحدّث شخصيات الأول باللغة الآرامية، والثاني بلغة الحضارة المندثرة.

المساهمون