مونديال 2018 في روسيا: حدث رياضي واستثمار سياسي

مونديال 2018 في روسيا: حدث رياضي واستثمار سياسي

14 يونيو 2018
المونديال كسر عزلة روسيا(الأناضول)
+ الخط -


مع بدء العد العكسي لانطلاق المباراة الافتتاحية للمونديال (2018)، مساء اليوم الخميس، بين المنتخبين الروسي والسعودي بملعب "لوجنيكي" في موسكو، تتجه الأنظار إلى روسيا التي تستضيف هذا الحدث الرياضي الأكبر وسط استمرار الأزمة في علاقاتها مع الغرب، وتسعى لاستثمار البطولة لكسر عزلتها وتحسين صورتها أمام العالم.

وعلى الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية، إلا أن روسيا تمكنت من تجنب مقاطعة سياسية واسعة للمونديال، أو إعادة النظر في نتائج التصويت بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إذ توجه إلى موسكو عدد من قادة الدول الأجنبية الذين سيعقدون محادثات ثنائية على هامش البطولة.

وفي هذا السياق، ذكّرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" بأن موسكو فازت بالحق في استضافة المونديال في ظروف كانت مختلفة كثيرة عن الظروف الراهنة، أي قبل تظاهرات "الميدان الأوروبي" في كييف، وضم شبه جزيرة القرم، والحربين في أوكرانيا وسورية، وفضائح المنشطات واستبعاد الرياضيين الروس من الألعاب الأولمبية.


وفي مقال بعنوان "بطولة العالم: وسيلة وليست هدفاً"، نُشر في عددها الصادر اليوم، أشارت الصحيفة إلى أن الأحداث الرياضية الكبرى تشكل لدول مثل روسيا والصين "اعترافاً رمزياً بطموحاتها"، معتبرة أن المونديال-2018 يشكل "كسراً للعزلة المتزايدة". 

من جانب آخر، تبدو فرص روسيا في تحقيق نتائج رياضية كبيرة في المونديال محدودة بعد أداء متواضع للمنتخب الروسي وتراجعه إلى المرتبة الـ66 في تصنيف "فيفا"، وسط تشكيك في قدرته على تجاوز حتى دور المجموعات التي سيواجه فيها كلاً من: السعودية ومصر وأوروغواي.

ومع ذلك، لم تستبعد "نيزافيسيمايا غازيتا" أن يحقق المنتخب مفاجأة، وخلصت في الوقت نفسه إلى أن "أداء المنتخب لم يكن جزءاً من الاستراتيجية أو الرؤية أو الفكرة الموحدة، بل جاء عام 2018 بمثابة محطة نهائية"، دون الاستعداد للارتقاء بمستوى الكرة في حد ذاتها.

من جهتها، رأت صحيفة "فزغلياد"، أن كأس العالم ليس مجرد حدث رياضي، وإنما سياسي أيضاً من شأنه الترويج لـ"الصورة الحقيقية" لروسيا وعقد محادثات ولقاءات على أعلى مستوى، لا سيما على ضوء التوقعات بحضور المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في حال وصول منتخبي بلديهما إلى الدور النهائي أو نصف النهائي.

وفي مقال بعنوان "بطولة العالم لكرة القدم حققت نصراً لروسيا"، أشارت الصحيفة إلى فشل المقاطعة البريطانية للمونديال على خلفية قضية تسميم العميل المزدوج، سيرغي سكريبال، في مارس/آذار الماضي، إذ لم تنضم إلى المقاطعة سوى أوكرانيا وإيسلندا. 



وتطرقت "فزغلياد" أيضاً إلى المشاركة الواسعة للدول الإسلامية والعربية المتمثلة بكل من إيران ومصر وتونس والمغرب والسعودية، التي يحضر ولي عهدها، محمد بن سلمان، المباراة الافتتاحية، فيما تعتبر خامس زيارة له إلى روسيا في غضون ثلاث سنوات. وخلصت الصحيفة إلى أن "روسيا حققت فوزاً جيوسياسياً مؤكداً بصرف النظر عن الفائز بالملاعب".

يذكر أن مباريات المونديال 2018 ستستمر حتى 15 يوليو/تموز المقبل، وذلك في 12 ملعباً بـ11 مدينة روسية وبمشاركة 32 فريقاً يمثلون مختلف قارات العالم.