تحول حلم المغرب في استضافة بطولة كأس العالم إلى حقيقة وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة التي قدمت فيها الدولة العربية نفسها بقوة من أجل خطف حلم الاستضافة. وهو الأمر الذي دفع بعدة دول منضمة للاتحاد الدولي لكرة القدم لإعلان دعمها لهذا الملف قبل شهر إبريل/ نيسان حيثُ من المقرر أن يُعلن "فيفا" اسم المرشح الفائز في جلسة خاصة.
الملف الكامل وفيفا
يسعى المغرب لأن يكون البلد العربي الثاني الذي يفوز بحقوق استضافة بطولة كأس العالم، وذلك بعد أن فازت قطر بهذا الشرف لحضن مونديال 2022 بعد أربع سنوات من الأن. وستتنافس المغرب مع الملف الذي قدمته الدول الثلاث المشتركة (أميركا، المكسيك وكندا).
وقدم كل المرشحين الملفات الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سيُقيمها بدوره ويبدأ عملية درسها. وستقوم لجنة متخصصة في زيارة البلد المرشح من أجل الوقوف على المعطيات المذكورة في ملف الترشح ومدى المصداقية التي يتعاطى فيها. كما وستدرس اللجنة مقومات الملف التي تسمح له بأن يكون مرشحاً لاستضافة حدث كروي بحجم المونديال.
وفي هذا الإطار قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في تصريحات نشرها موقع "فيفا": "لقد كنت أساعد في تقييم مثل هذه الملفات على مدى 20 سنة. وأتحدى أي مؤسسة رياضية أن تُقيم ملف ترشح بنفس الطريقة التي يُقيم فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم الملفات المقدمة لاستضافة بطولة كأس العالم 2018.
وتضمن ملف ترشح المغرب لمونديال 2026، حوالى 371 صفحة من ثلاثة أجزاء وخمسة محاور و24 بنداً تتحدث عن كيفية الاستضافة للحدث الرياضي الكبير من مرحلة التسويق وصولاً إلى يوم الانطلاق. الجزء الأول بعنوان رؤية الاستضافة والاستراتيجية والذي يتضمن بنود الميراث والدعم السياسي في البلد المُنظم.
المحور الثاني من الجزء الأول يتحدث عن معلومات البلد المُنظم تحت سبعة بنود: معلومات عامة، معلومات سياسية، معلومات اقتصادية، معلومات تتعلق بالإعلام والتسويق. أما الجزء الثاني من ملف الترشح فهو بعنوان المسائل الفنية ويتضمن سبعة بنود: الملاعب، المنتخبات والتحكيم، الاستضافة والسياحة ومقر فيفا الرسمي، المطارات، المواصلات والطرقات، التكنولوجيا والإنترنت، الأمن والسلامة العامة.
ثم هناك الجزء الثالث بعنوان "أحداث أخرى تتعلق بالتنظيم" وتتضمن سبعة بنود وهي: "التواصل، العلاقات العامة والترويج، مناطق المشجعين، الخدمات في المدن المُنظمة، المتطوعون، الأمور المتعلقة بالمسابقة، نظام الصحة والطبابة، المصاريف وعائدات بيع التذاكر. وأخيراً الجزء الرابع وعنوانه "إدارة الأحداث المستدامة، حقوق الإنسان وحماية البيئة" والذي يتضمن ثلاثة بنود وهي: الإدارة المستدامة، حقوق الإنسان ومعايير العمال، حماية البيئة.
وبعد أن ينتهي الاتحاد الدولي لكرة القدم من عملية تقييم الملف والمنشآت الرياضية بشكل كامل، يمنح علامة لكل ملف ويُعلم الدول التي ستصوت عن رأيه بكل ملف. يُذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيصوت على الملف في 13 حزيران / يونيو القادم أي قبل يوم واحد من انطلاق بطولة كأس العالم، وذلك في الكونغرس رقم 68 لفيفا".
ولن تكون عملية التصويت على مونديال 2026 محصورة فقط في لجنة الاتحاد الدولي لكرة القدم المؤلفة من 22 عضواً، إذ سيُصوت هذه المرة كل أعضاء "فيفا" والمؤلف من 211 بلداً، وذلك لجعل عملية الاختيار أكثر شفافية نظراً للمشكلة الكبيرة التي حصلت أيام الرئيس السابق سيب بلاتر عندما صوت 22 عضواً فقط.
مساندة ودعم
قبل حوالى شهرين من إعلان البلد المستضيف لبطولة كأس العالم 2016، بدأت الدول العضوة في الاتحاد الدولي لكرة القدم دعم ملفات الترشح التي تنوي التصويت لها. وبالنسبة للملف المغربي فهناك عدة دول أعلنت دعمها وهي من قارة أفريقيا: تونس، ساحل العاج، السنغال، مالي، نيجيريا، الكونغو، غينيا الاستوائية، غينيا كوناكري، الغابون، السودان، الرأس الأخضر، سوازيلاند، مدغشقر، الكاميرون، بوروندي، أفريقيا الوسطى، ليبيريا، سيراليون، نيجيريا، غينيا بيساو، البنين، بوركينا فاسو، ليبيا.
أما من قارة آسيا فأبدت الدول التالية استعدادها للتصويت لملف المغرب وهي: إيران، قطر، الكويت، الصين، الأردن، فلسطين، أوزبكستان، قيرغيزستان، طاجكستان، تركمنستان، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، سيريلانكا، سنغافورة. ومن أوروبا فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، مالطا، البرتغال وتركيا.
في المقابل كشفت الصحف المغربية عن أن السفير الروسي في المغرب أعلن عن أن بلاده تساند ملف المغرب في المونديال وقد تصوت لمصلحته يوم التصويت في "فيفا". وأعلن في مؤتمر صحافي عقده في الرباط أن المناخ المغربي مُشجع لجميع المنتخبات التي ستُشارك في المونديال. وأشار إلى أن الكرة المغربية تتطور كثيراً في السنوات الأخيرة وأصبحت أقوى اليوم.
وفي الجانب الأخر أكد موقع الجامعة الملكية المغربية على موقعه الرسمي أن نويل لوغاريت، رئيس الاتحاد الفرنسي، سيقف خلف ملف المغرب لاستضافة الحدث العالمي. وجاءت تصريحات لوغاريت تلك خلال اجتماعٍ اليوم الخميس مع نظيره فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي للعبة.
وذكر الموقع الرسمي عن أجواء الاجتماع: "فرنسا ستدعم الملف المغربي، لأن لديه مميزات وخصائص، إضافة إلى متانة العلاقات الثنائية بين البلدين".
وعّبر لقجع خلال الاجتماع عن أن ملف المغرب لاستضافة مونديال 2026 لا يمثل البلد لوحده بل هو يُعبّر عن أفريقيا قاطبة، مؤكداً في الوقت عينه استجابة بلاده لكافة الشروط التي يطلبها الاتحاد الدولي لكرة القدم.