لطالما اعتادت جماهير كرة القدم على مشاهدة بعض المفاجآت المدوية في بطولات كأس العالم، والتي تتمثل في إقصاء بعض المنتخبات التي تملك تاريخاً طويلاً في ميدان اللعبة، لا سيّما في الدور الأول من المنافسات، التي يحاول فيها جميع المنتخبات تقديم أفضل ما لديه مندفعة بالحماسة، خصوصاً، تلك التي نادراً ما تشارك في العرس الكروي.
وكعادة بطولات كأس العالم السابقة؛ لم يخلُ "مونديال 2014 الذي يُقام في ملاعب كرة القدم البرازيلية من المفاجآت، وتحوّل في دوره الأول إلى مقبرة حقيقية لعمالقة الكرة، بعد إقصاء كل من المنتخبين الإنجليزي والإيطالي عن المجموعة الرابعة، ناهيك عن بطل العالم، منتخب إسبانيا، عن المجموعة الثانية.
وبعد أنّ شهدت البطولة العالمية في دورها الأول عدداً كبيراً من النتائج غير المتوقعة التي أثبتت تغير موازين القوى في عالم كرة القدم؛ تداركت المنتخبات الكبرى التي تصنف في خانة "المرشحين" وضعها بسرعة في الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم، واستخلصت العبر سريعاً من النتائج التي آلت إليها مباريات الدور الأول.
ورغم أنّ المنتخبات المرشحة واجهت مصاعب جمّة في تخطي الدور ثمن النهائي، حيث امتدت خمس من المباريات الثماني بدور الـ 16 إلى وقت إضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، كما لم يكن الوقت الإضافي كافياً في مباراتين منها ليتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح من أجل الحسم.
إلا أنّ المنتخبات الأقوى أو بالأحرى المنتخبات الثمانية التي تصدرت مجموعاتها في الدور الأول لمونديال 2014، أثبتت جدارتها بعد أن صعدت إلى دور ربع النهائي لبطولة كأس العالم المقامة حالياً في البرازيل، وذلك للمرة الأولى منذ بدء تطبق النظام الحالي للبطولة في 1986.
وكان الدور الثاني رحيماً بالمنتخب البرازيلي، صاحب الأرض والجمهور، بعد أن تفادى منتخب "السيلساو" هزيمة محققة عندما فاز على خصمه تشيلي بركلات الترجيح (3 – 2)، في افتتاح مباريات الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم.
وقاد مهاجم كولومبيا جيمس رودريجيز، منتخب بلاده لتجاوز عقبة الدور ثمن النهائي في بطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك من خلال تسجيله هدفي الفوز على منتخب "الأوروجواي" في المباراة التي حسمها المنتخب الكولومبي لمصلحته بهدفين دون مقابل.
أما المنتخب الهولندي، فقد انتظر حتى الدقائق الأخيرة ليخطف بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، إذ أطاح منتخب "الطواحين" بأحلام منتخب المكسيك في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، ونجح في تحويل تأخره بهدف إلى فوز بهدفين، ليبلغ الدور ربع النهائي بفوزه على نظيره المكسيكي (2 – 1).
وأثبت منتخب كوستاريكا بدوره أنه الحصان الأسود لهذه البطولة، إذ نجح في التأهل لدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك إثر فوزه على نظيره اليوناني بركلات الجزاء الترجيحية.
في وقت انتزع المنتخب الفرنسي بطاقة التأهل لدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم، إثر فوزه المتأخر على منتخب نيجيريا بهدفين نظيفين، من جانبه بلغ المنتخب الألماني ربع نهائي كأس العالم بفوزه الصعب على المنتخب الجزائري بهدفين مقابل هدف.
وبصعوبة بالغة، تمكن منتخب الأرجنتين من التأهل للدور نفسه، بعد فوزه على نظيره السويسري بهدف دون رد، في حين أحرز المنتخب البلجيكي هدفين في الوقت الإضافي ليفوز على الولايات المتحدة ويتأهل لدور الثمانية من البطولة العالمية.
وستتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في شتى بقاع الكرة الأرضية الأسبوع المقبل صوب الملاعب البرازيلية، إذ سيكون بانتظار عشاق هذه اللعبة أكثر من موعد يصلح لأن يكون مواجهة نهائية مبكرة، لا سيّما أنّ المنتخبات الثمانية تتمتع بنفس الحماس والرغبة في إحراز اللقب وإن كانت بدرجات متفاوتة.
وسيشتعل الصراع على البطاقات الأربع المؤهلة للمربع الذهبي بين المنتخبات الثمانية المتأهلة (البرازيل، وكولومبيا) (هولندا، وكوستاريكا) (فرنسا، وألمانيا) (الأرجنتين، وبلجيكا)، حيث ستُقام مباريات هذا الدور على مدار يومين، على أن يتواجه الفائزون في اليوم الأول بنصف النهائي، والفائزون في اليوم الثاني في نفس الدور الذي يقام أيام الثلاثاء والأربعاء 8 و9 يوليو/تموز قبل مباراة تحديد المركز الثالث يوم 12 يوليو والنهائي المنتظر يوم 13 من الشهر نفسه.