موقع موال للسيسي يهاجم أمين مراسم الرئاسة

صراع الأجهزة: موقع موال للسيسي يهاجم أمين مراسم الرئاسة

17 ديسمبر 2019
"القاهرة 24" مملوك للاستخبارات من وراء الستار (فيسبوك)
+ الخط -

تحت عنوان "تحرش أمين مراسم رئاسة الجمهورية يُثير أزمة في منتدى شباب العالم"، نشر موقع "القاهرة 24" المملوك للاستخبارات المصرية من وراء ستار، تقريراً يهاجم فيه الأمين العام لرئاسة الجمهورية، كريم الديواني، على خلفية نشره تدوينة على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، يتعرض فيها للفتيات الموجودات في "منتدى شباب العالم" المنعقد حالياً بشرم الشيخ.

وقال الديواني في تدوينته "في مؤتمر شباب العالم، حيث البنات من هنا ومن هناك، وبخصوص اللي كتبته آخر مرة، وهو إذا كانت البنات احلوّت، ولا أنا اللي نفسي بقت حلوة... لأ الصراحة أنا اللي نفسي بقت حلوة أوي، بس خلاص، اتسدت تماماً".

واستشهد الموقع الموالي للرئيس عبد الفتاح السيسي بردود بعض المنظمين للمنتدى على الديواني، ومن بينهم مروان فرج، الذي قال "يعني والله مش عارف أقولك إيه، إحنا طالع عينا في المنتدى، وبنشتغل بكل جهد وتركيز، وأنت بتهرج".

كما عقب أيمن مهدي قائلاً "الناس اللي مش مقدرة ولا فاهمة أي حاجة عن المجهود والتعب اللي من المشاركين في التنظيم... لا تعليق!". وقال عدنان رضا "دولة بتبذل مجهود، وبتعمل مؤتمر فيه 8 آلاف شخص من كل دول العالم عشان تبعث رسائل للسلام، وتثبت قدرتها على احتواء وقيادة القارة، وييجي واحد شهواني يدمر كل ده ببوست... محتاجين إعادة النظر في العقول دي".

وأشار الموقع إلى أن هذه الأزمة ليست الأولى للديواني، الذي هاجم الصحافيين إبان أزمة اقتحام قوات الأمن لنقابتهم والقبض على بعض الصحافيين المعتصمين داخلها عام 2016، بقوله: "للتنويه: لو صدر أي كلام مكتوب على الأكونت (الحساب) بتاعي يهاجم المطاريد اللي استخبوا زي الفئران في نقابة الصحافيين، أو أي ابن (...) بيدافع عنهم من لاحسي الأقلام، فتأكدوا أن ده مش فيروس ولا حاجة... ده أنا".

وقبل أيام قليلة بعث السيسي ببرقية تهنئة إلى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فاوستن أركانج تواديرا، بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي للبلاد، إذ أوفد الديواني إلى سفارة أفريقيا الوسطى للتهنئة بهذه المناسبة، ومن قبلها إلى سفارة الجمهورية التونسية بالقاهرة، لكتابة كلمة في سجل التعازي بالنيابة عنه، في وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

وكان الموقع نفسه قد نشر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن المتحدث الرسمي السابق للجيش المصري، العميد محمد سمير، وراء الحملة التي تقودها بعض قيادات حملة "تمرد" سابقاً على موقع "فيسبوك"، ضد ضابط الرئاسة المنتدب من الاستخبارات، المقدم أحمد شعبان، والتي اتهمته بـ"استغلال النفوذ"، و"التربح مالياً من وراء وظيفته بالحصول على رشاوى وعمولات"، نقلاً عن مصادر مجهلة في "جهات سيادية".

واشتعل صراع الأجهزة في مصر إثر إعلان القبض أخيراً على رجل الأعمال وضابط الاستخبارات السابق ياسر سليم، أحد الشخصيات الرئيسية الفاعلة في عملية سيطرة الاستخبارات العامة على الصحف والقنوات الفضائية المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، بدعوى اتهامه بإصدار شيكات من دون رصيد لصالح "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية".

وجاء التخلص من سليم بتعليمات من دائرة السيسي، التي يقودها مدير الاستخبارات العامة اللواء عباس كامل، ونجل الرئيس العميد محمود السيسي، في إطار إعادة هيكلة التصرفات المالية والإدارية على الهياكل الخاصة بالمؤسسات الإعلامية التابعة للاستخبارات، ونقل الأسهم من حوزة بعض الضباط والشخصيات، الذين يستخدمون كغطاء أو واجهة للأعمال، إلى آخرين جدد.


وعُرف سليم منذ دخوله مجال الإعلام عام 2014 بأنه واجهة للاستخبارات العامة، وبعد عام من شرائه أكبر حصة من صحيفة "اليوم السابع" أوكلت له الرقابة الإدارية على إنتاج البرامج الرئيسية في التلفزيون المصري، وهو ما تبعه الاستحواذ على موقعي "دوت مصر" و"صوت الأمة" عام 2016، وشراء شركة "بلاك إند وايت للدعاية والإعلام"، وضم تلك الكيانات جميعاً لمجموعة "إعلام المصريين".

أما العميد محمد سمير، فقد انحسرت الأضواء عنه بعد الفشل الذريع الذي صاحب إطلاق الاستخبارات لشركة "دابسي" للنقل التشاركي في مصر، والتي بدأت العمل فعلياً في السوق المحلي منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، إذ شغل متحدث الجيش السابق منصب رئيسها التنفيذي، وتولت زوجته إيمان أبو طالب منصب المستشارة الإعلامية لها.

وكان سمير قد شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة "شيري ميديا" لصاحبها إيهاب طلعت، والتي استحوذت على إدارة شبكة قنوات "العاصمة" من مالكها نائب البرلمان سعيد حساسين في عام 2017، وذلك بالتزامن مع اقتحامه مجال الكتابة الصحافية، ونشره العديد من المقالات التي أثارت جدلاً واسعاً، ومنها مقال بعنوان "الرعاع"، هاجم فيه المنتقدين لزيجيته الثالثة.

المساهمون