موقع فرنسي: تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي "خيانة أخرى"

موقع فرنسي: تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي "خيانة أخرى للفلسطينيين"

15 اغسطس 2020
تنديد واسع بالتطبيع الإماراتي (الأناضول)
+ الخط -

وصف موقع "ميديا بارت" الفرنسي اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، بأنه "عملية احتيال"، مستهجناً وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للاتفاق بأنه "اختراق هائل" و"اتفاق سلام تاريخي"، لأن الفلسطينيين كانوا مجدداً ضحية اتفاق دولي جديد.

وقال الكاتب رينيه باكمان، في تحليل نشره "ميديا بارت"، إنّ "شيئاً واحداً فقط، حتى الآن، واضح: الفلسطينيون، الذين يظهر اسمهم فقط في نص البيان الصحافي (للاتفاق) قبل النهاية بستة أسطر، هم كما في صفقة القرن، ضائعون وخاسرون، تعرضوا للخيانة مرة أخرى من قبل إخوانهم في الخليج. ووجودهم ومستقبلهم كشعب لم يرد ذكرهما في الوثيقة".

وشدد على أنّ "الاتفاق بين تل أبيب وأبوظبي لا يحتمل كل هذه الاحتفالية، فعلى عكس ما توحي نبرة الرئيس الأميركي وكلماته، التي عادة ما تكون ضحلة وقصيرة النظر في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، فإنّ هذا الاتفاق لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنف كـ"معاهدة سلام"، فهو لا يشبه معاهدة كامب ديفيد بين المصريين والإسرائيليين، ولا معاهدة وادي عربة بين الأردنيين والإسرائيليين، ببساطة لأنّ الإمارات وإسرائيل ليستا في حالة حرب!".

واعتبر الكاتب أنّ "هذه الاتفاقية الهزلية" التي لا يتجاوز نصها صفحة واحدة تحتوي فيها إعلان نوايا أكثر من الالتزامات، أضفت طابعاً رسمياً على العلاقات التي كانت لفترة طويلة مخزية وسرية. ومن أجل "بيع" المعاهدة بنصها الحالي للعالم العربي والمجتمع الدولي، أطلق مروجوها وعوداً، مثل توسيع وتسريع التعاون من أجل تطوير لقاح ضد فيروس كورونا على سبيل المثال.

وأضاف أنه في مقابل هذا التطبيع للعلاقات مع الإمارات، التي اشترت بالفعل في عام 2019 ما يقرب من مليار دولار من المنتجات الإسرائيلية، فإن تل أبيب "ستعلق إعلان سيادتها" على مناطق معينة في الضفة الغربية، المحددة في خطة ترامب كما عُرضت في يناير/ كانون الثاني الماضي، في إشارة منه لما يعرف بـ "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

"تعليق الضم" لن ينهيه فعلياً، فلماذا إذاً كل هذا الضجيج؟ يتساءل الكاتب، ليوضح أن "الرئيس الأميركي في وضع سياسي مقلق. قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، يواجه ترامب رياحاً غير مؤاتية للغاية بسبب عدم قدرته على إدارة وباء كورونا وعواقبه الاقتصادية والاجتماعية، وهو بأمس الحاجة ماسة لإحداث ضجة إعلامية إيجابية".

ومضى قائلاً إنه بعد فشل "صفقة القرن"، القائمة على تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وفشل محادثاته مع "صديقه" الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وانتكاساته مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، والملف النووي الإيراني، يعتقد ترامب أنه بحاجة إلى النجاح الدبلوماسي.

ولفت إلى أنه من هنا جاءت "اتفاقية التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي"، فهي غير مكلفة دبلوماسياً، "لأنه بين الإمارات وإسرائيل، ما يقرب من 25 عاماً من الاتصالات السرية، كما أشارت مجلة "نيويوركر" الأميركية في عام 2018، بين دبلوماسيين وأكاديميين، ثم بين الباحثين ورجال الاستخبارات، على خلفية المخاوف المشتركة بشأن الطموحات الإيرانية". 

على المدى الطويل، نشأت الثقة المتبادلة بين نتنياهو ومحمد بن زايد، اللذين لديهما تعطش مشترك للسلطة

وأضاف باكمان أن الاتصالات السرية "منذ عام 2012 بين الزعماء السياسيين، ولكن على أرض محايدة وسرية. وبعدها منذ عام 2014، عندما خلف ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان شقيقه خليفة، الذي أصيب بسكتة دماغية، ليصبح رجل النظام القوي، أخذت العلاقات انفتاحاً أكثر شملت تبادل زيارات على مستوى الوزراء، رجال الأعمال والرياضيين".

وتابع قائلاً إنه "استناداً بشكل أساسي إلى النفور المشترك الذي يحمله محمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو تجاه إيران واستراتيجيتها في التفوق الإقليمي، وهو نفور تشاركه إدارة ترامب كذلك، فقد اتخذت هذه العلاقات، بمرور الوقت، شكل تحالف ضمني، تعزز بالموقف المشترك في مواجهة النشاط الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن". 

ولفت إلى أنه "على المدى الطويل، نشأت الثقة المتبادلة بين نتنياهو ومحمد بن زايد، اللذين لديهما تعطش مشترك للسلطة، ونفس عدم الثقة في التطلعات الديمقراطية للمجتمعات العربية في المنطقة... وكل ذلك تم تحت رعاية "الصديق المشترك" الذي يسكن البيت الأبيض".