موسكو تقارن نفسها بهافانا: حين تخنق أميركا كوبا بـ"العناق"

موسكو تقارن نفسها بهافانا: حين تخنق أميركا كوبا بـ"العناق"

18 ديسمبر 2014
خلال زيارة بوتين إلى هافانا ولقائه راؤول كاسترو (Getty)
+ الخط -

شغلت وسائل الإعلام العالمية، كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما، التي توجّه خلالها إلى الشعب الأميركي، أمس الأربعاء، معلناً عن تطبيع العلاقات مع كوبا، كما أثارت اهتمام الأوساط السياسية الروسية، وردود فعل حذرة بين المسؤولين الروس.

قال أوباما في كلمته، إن "الولايات المتحدة تغير اليوم، علاقاتها مع شعب كوبا. لقد بدأنا بتطبيع العلاقات بين بلدينا". واعترف أن "نظام العزل لم يعمل وقد آن أوان نهج جديد".

وقد سبق إعلان أوباما لهذا القرار التاريخي، مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الكوبي راؤول كاسترو، استغرقت أكثر من 45 دقيقة، وقد أعلن ممثل البيت الأبيض أنها شكلت "الاتصال الأول بين زعيمي البلدين منذ أكثر من 50 سنة". مع العلم أن العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن تم قطعها سنة 1961، بعد قيام الثورة الكوبية التي استمرت من سنة 1953 حتى 1959. وبنتيجة الثورة، تم تأميم مئات الشركات الأميركية العاملة في كوبا. وقامت الولايات المتحدة بحصار كوبا اقتصادياً، كما مُنع المواطنون الأميركيون من زيارة هذه الجزيرة.

وطوال سنوات المواجهة بين كوبا والولايات المتحدة، تلقت هافانا دعماً من موسكو، إلا أنها عانت صعوبات اقتصادية كبيرة مع انهيار الاتحاد السوفييتي، إلى أن تذكرها الكرملين هذه السنة. ففي يوليو/تموز 2014، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوماً يقضي بإلغاء ديون كوبا لروسيا الاتحادية البالغة 32 مليار دولار. وتبيّن بعدها أن روسيا حصلت على إمكانية العودة إلى استخدام مركز "الرادار" في لورديس القريبة من هافانا.

وفي ردود الفعل الروسية على تطبيع العلاقات بين واشنطن وهافانا، كتب نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، على حسابه في "تويتر" أنه "منذ الآن، سيقومون بالخنق (أي خنق كوبا) عن طريق العناق". كما نقلت وكالة "إنترفاكس" عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قوله، إن "إعلان اليوم يلقى لدينا صدى إيجابياً. فنحن لا نرى أن اتخاذ الأميركيين لعقوبات من جانب واحد، أينما كان، له أساس قانوني. وبالتالي، فنحن نرحب بالإعلان الذي تم، وسوف نراقب ما سيحصل لاحقاً في هذا المجال". كما نقلت وكالة "تاس" عن رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، فلاديمير جبّاروف، قوله إن "هذا مهم بالنسبة لكوبا، فالبلد يخرج من العزلة التي حشره فيها الأميركيون على الدوام. وأظن أن هذا مثال جيد على أن العقوبات لا تؤدي الدور الذي يراهن عليه من يفرضها أبداً".

كما أعلن مدير "معهد الولايات المتحدة وكندا" في أكاديمية العلوم الروسية، سيرغي روغوف، عن وجهة نظره في الأمر لوكالة "تاس" قائلاً: "وجهت روسيا نشاطها في السنوات الأخيرة نحو أميركا اللاتينية. ولم يكن إلا أن يلاحظوا ذلك في واشنطن. ومع ذلك، فمعظم بلدان أميركا اللاتينية تربطها علاقات اقتصادية وسياسية بالولايات المتحدة الأميركية أقوى مما تربطها بروسيا. وكوبا الآن، بعد عودة العلاقات الدبلوماسية، ستكف عن أن تكون استثناء من هذه القاعدة".