موريتانيّون يرمّمون بيوتهم قبل بدء العام الدراسي

21 سبتمبر 2016
موسم الترميم (العربي الجديد)
+ الخط -
تبدو العائلات الموريتانيّة وكأنّها تسابق الوقت للانتهاء من أعمال تجديد البيوت وترميمها، قبل بدء العام الدراسي الجديد، الذي يتطلّب تفرّغاً وهدوءاً. فهي ترغب في أن تكون بيوتها مناسبة للدراسة، وتؤمّن الهدوء والتركيز لأولادها. وتفضّل الأسر بمعظمها بدء الأعمال في هذه الفترة من كلّ عام، أي ما بين الإجازة الصيفية والأعياد وبداية العام الدراسي الذي ينطلق في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وفي بعض الأحيان، تتخلّى العائلات عن السفر في الإجازة الصيفيّة لتجديد البيت أو ترميمه، خصوصاً في حال كانت هذه الأشغال تتطلب وقتاً أطول وميزانية أكبر. بالتالي، تخصّص مدخراتها للترميم وتجديد الأثاث.

ويبدو أنّ ثقافة تجديد تصميم المنازل قد تحوّلت إلى تقليد لدى الموريتانيين في هذه الفترة من العام. ويراها كثيرون الفترة الأفضل لإصلاح كل ما يتعلق بالمياه أو الكهرباء وتجديد البلاط والطلاء وغيرهما. وتقول خديجة بنت بلاهي (33 عاماً)، وهي موظّفة، إنّها تستغلّ "هذه الفترة للقيام بأعمال توسيع بعض غرف البيت وتجديد أثاثه وإصلاح إمدادات المياه". وترى أنّ "هذه الفترة هي الأنسب لأعمال التجديد والترميم، لأنّ موريتانيين كثيرين يكونون في إجازة، بالتالي لا يُخشى إزعاج الجيران". وتأمل خديجة الانتهاء من الطلاء وتجديد الأثاث قبل بدء العام الدراسي، وقد وعدت العمال بمكافأة إذا ما أسرعوا في إنهاء أعمالهم، لافتة إلى أنّ "الفوضى الحالية في المنزل تؤثّر على انطلاقة أبنائي في العام الدراسي".

وتتطلّب أعمال تجديد المنزل ميزانيّة ليست بقليلة، تتفاوت بحسب مساحة البيت وحجم التغييرات والإصلاحات ونوعية الديكورات والأثاث. وعلى الرغم من التكاليف الباهظة في ظلّ استغلال التجار وعمال البناء والصيانة هذه الفترة من أجل رفع الأسعار، لا يتردّد الموريتانيّون في إصلاح وتجديد أجزاء من البيت، وإن اقتصر الأمر على تفاصيل بسيطة.

من جهته، يقول عيسى ولد محمد عالي (47 عاماً)، وهو عامل، إنّ "مصاريف الأعياد والعطل والسفر وبدء العام الدراسي أثّرت على مشاريع تجديد البيت. وقد اقتصر العمل على ما هو ضروري فقط، من قبيل بعض الإصلاحات في الكهرباء والمطبخ، وقد أرجأت الأعمال الأخرى إلى وقت أكون فيه قادراً على تحمّل المصاريف". يضيف أنّ "بعض الموريتانيّين يبالغون في أعمال تجديد البيت وتجهيزه، ويستعينون بمهندسين وفنيّين".

دلالات