موريتانيا تحتضن قمة دول الساحل بمشاركة ماكرون

موريتانيا تحتضن قمة دول الساحل بمشاركة ماكرون لتقييم الحرب على الإرهاب

30 يونيو 2020
القمة لن تستمر سوى لساعات فقط (غيوم هوريكاويلو/فرانس برس)
+ الخط -

تحتضن العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الثلاثاء، قمة لرؤساء دول الساحل الخمس، الذي يضم إلى جانب البلد المضيف، كلا من مالي وتشاد وبوركينا فاسو، والنيجر، إلى جانب مشاركة عدد من الدول الأوروبية من بينهما فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وهي الدول التي تشارك بفرق عسكرية في محاربة الإرهاب في الساحل الأفريقي.
وقمة نواكشوط هي أول قمة فعلية مباشرة يتم عقدها في زمن كورونا بعد أن فرض الوباء عقد قمم افتراضية خلال الأشهر الماضية.
وتتميز القمة بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز. كما ستشهد القمة حضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكفونية لويز موشيكيوابو، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، إضافة إلى عدد من رؤساء الحكومات وشخصيات أخرى سيشاركون عبر تقنية الفيديو من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الإيطالي كيسيب كونت، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

 

ويتصدر موضوعا الأمن والتنمية قائمة القضايا الرئيسية التي ستناقشها القمة. ومن المتوقع أن يتم تحديث خطة تعزيز القوة المشتركة لمجموعة الدول الخمس في الساحل.

تنعقد قمة نواكشوط في ظرف استثنائي ناتج من تزايد الهجمات الإرهابية في مالي والنيجر وبوركينافاسو

وأكد مصدر مطلع، طلب عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن القمة ستلتئم تحت رئاسة مشتركة بين الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشيراً إلى أنها ستخصص لمتابعة خارطة طريق قمة "بو" التي عقدت بفرنسا في يناير/كانون الثاني الماضي، وستناقش خطر الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي.
وبحسب المصدر، فإن القمة لن تستمر سوى لساعات فقط، بسبب الإجراءات الأمنية والصحية التي يفرضها الظرف الحالي، معتبراً أن الإصرار على عقد القمة في ظرف استثنائي يؤكد عزم دول الساحل على دحر الإرهاب وتحقيق الاستقرار.
ولم تعقد الاجتماعات التحضيرية التي يشارك فيها الوزراء والخبراء والعسكريون وتستبق عقد قمم الرؤساء عادة، حيث فرضت إجراءات السلامة الصحية إلغاء الاجتماعات التحضيرية والاكتفاء بالقمة الرئيسية وليوم واحد.
وسيعقد على هامش القمة اجتماع ثنائي بين الرئيس الموريتاني ونظيره الفرنسي لبحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، وآخر بين الغزواني ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي ستقدم بلاده على هامش القمة شحنة من المواد الطبية والوقائية لمساعدة موريتانيا في حربها ضد وباء كورونا.
وقد اتخذت السلطات الموريتانية إجراءات أمنية وصحية مشددة بهدف ضمان سلامة المشاركين في القمة، حيث أجرت عملية فحص لجميع الأشخاص المخول لهم الدخول لقصر المؤتمرات حيث ستعقد القمة، بمن في ذلك البعثات الدبلوماسية وكبار المسؤولين وموظفو القصر الرئاسي وعمال التشريفات ورجال الأمن والصحافيون.

وتنعقد قمة نواكشوط في ظرف استثنائي ناتج من تزايد الهجمات الإرهابية في مالي والنيجر وبوركينافاسو، وتسعى فرنسا التي تشارك في محاربة التنظيمات المتطرفة في مالي بقوة "برخان"، إلى تأمين دعم دولي لحكومات الساحل، خصوصا إلى مالي وبوركينافاسو اللتين تعانيان بسبب عدم استقرار مناطقهما الشمالية مما أثر على الأوضاع الداخلية في البلدين.
وفي مالي أقال الرئيس إبراهيم بوكبر كيتا الحكومة بعد تظاهرات غاضبة طالبته بالرحيل، ووعد بتشكيل حكومة وطنية سعياً منه لامتصاص غضب الشارع الناقم على كيتا بسبب فشله في وقف العنف وتنفيذ اتفاق السلم والمصالحة الموقعة منذ 2015.
أما في بوركينافاسو فتعيش البلاد أزمة سياسية حادة مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس مارك روش كابوري، واستعداد البلاد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتدخلت فرنسا عسكرياً في مالي عام 2013 لطرد الجماعات المسلحة التي سعت للسيطرة على الشمال وتحديدا إقليم أزواد، واستمرت قوة "برخان" الفرنسية في تنفيذ عملياتها العسكرية في شمال ووسط مالي، وقد تمكنت، أخيراً، من تصفية زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عبد المالك درودكال، وعدد من مرافقيه.
وتعد قوة "برخان" أكبر قوة فرنسية في أفريقيا يصل تعدادها إلى 5 آلاف جندي، وتكبدت القوة خسائر كبيرة في سعيها لملاحقة الإرهابيين الفارين في المناطق الحدودية بين مالي والنيجر، حيث قتل 41 جندياً فرنسياً في مالي منذ بداية التدخل الفرنسي في هذا البلد من الساحل الأفريقي عام 2013.

المساهمون