موجة خسائر كبرى للنفط وبورصات الخليج والعالم بسبب كورونا

موجة خسائر كبرى للنفط وبورصات الخليج والعالم بسبب كورونا

11 مارس 2020
إرباك كبير في أوساط المستثمرين بالأسواق (فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال الأسواق المالية العالمية تتكبد خسائر هائلة بسبب تداعيات انتشار فيروس "كورونا" من جهة، وخلل التنسيق بين المنتجين من جهة أُخرى، وهذا ما تجلى اليوم الأربعاء أيضاً، بتراجع قوي لأسعار النفط ومؤشرات بورصات الخليج والعالم.

وهبطت أسعار النفط 4% اليوم، مع تجدد الضعف في أسواق الأسهم بعد أن قالت منظمة الصحة العالمية إن التفشي العالمي لفيروس كورونا هو الآن وباء، ومع إعلان منتجين كبار للخام عن خطط لتصعيد حرب أسعار، فيما نقلت رويترز عن مصادر أن شركة "بحري" السعودية تستأجر بصفة مؤقتة ما لا يقل عن 6 ناقلات عملاقة هذا الأسبوع لنقل حوالى 12 مليون برميل من الخام السعودي إلى الولايات المتحدة.

وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت جلسة التداول منخفضة 1.43 دولار، أو 3.8%، لتسجل عند التسوية 35.79 دولاراً البرميل، فيما تراجعت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.38 دولار، أو 4%، لتغلق عند 32.98 دولاراً، وفق بيانات رويترز.

وهوت الأصول العالية المخاطر طوال اليوم، لكن خسائرها تسارعت في أواخر التعاملات مع تزايد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا وتقييد دول كثيرة السفر، بينما خفضت كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وإدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتهما للطلب على النفط بسبب تفشي كورونا، وتتوقعان الآن أن ينكمش الطلب في الربع الأول من العام.
وأعلنت السعودية والإمارات عن خطط لزيادة الطاقة الانتاجية في أعقاب انهيار تخفيضات انتاجية منسقة من السعودية وروسيا ومنتجين آخرين. وأصدرت وزارة الطاقة السعودية توجيهات إلى شركة أرامكو المملوكة للدولة لزيادة طاقتها الانتاجية إلى 13 مليون برميل يومياً من 12 مليون برميل.

وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أنها سترفع إمدادات الخام إلى أكثر من 4 ملايين برميل يومياً في أبريل/نيسان وستعجل بخطط زيادة الطاقة الانتاجية إلى 5 ملايين برميل يومياً، وهو هدف كانت في السابق تخطط للوصول إليه بحلول 2030.

ومع زيادة الإمدادات، تضيف الرياض وأبوظبي 3.6 ملايين برميل يومياً في أبريل إلى السوق التي تعاني من تخمة بالفعل، مقارنة بالإنتاج الحالي الذي يقيده اتفاق مع روسيا ينتهي العمل به في نهاية مارس/آذار.

وبالإضافة إلى ذلك، قالت موسكو إن الشركات الروسية ستزيد الإنتاج بما يصل إلى 300 ألف برميل يومياً وقد ترفعه بما يصل إلى 500 ألف برميل.

وقال نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين في مقابلة مع رويترز اليوم الأربعاء، إن تهاوي سعر النفط هذا الأسبوع أصبح حتمياً وإنه لا جدوى من تعميق خفض انتاج الخام حتى يتضح حجم تأثير فيروس كورونا على الطلب.
أما وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك فقد قال اليوم، إن خطط السعودية لزيادة إنتاجها والخصم من أسعار خامها "ليست الخيار الأفضل على الأرجح" مع احتدام الخلافات بشأن سياسة الإنتاج بين الموردين الكبيرين.

الأسهم الأميركية

في وول ستريت، وسّع مؤشر داو جونز الصناعي خسائره إلى 20% في شهر واحد للمرة الأولى منذ الأزمة المالية في 2008 بعدما وصفت منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا بأنه وباء.

وأنهى داو جونز جلسة التداول منخفضا 1464.94 نقطة، أو 5.86%، إلى 23553.22 نقطة، بينما هبط المؤشر ستاندرد أند بورز 500 الأوسع نطاقا 140.85 نقطة، أو 4.89%، ليغلق عند 2741.38 نقطة. وأغلق ناسداك المجمع منخفضا 392.20 نقطة، أو 4.7%، إلى 7952.05 نقطة.

وقالت وزارة الخزانة اليوم، إن الحكومة الأميركية سجلت عجزاً قدره 235 مليار دولار في الميزانية في فبراير/شباط. وبحسب البيان الشهري للميزانية الذي تصدره الوزارة، فإن عجز الميزانية في الشهر نفسه من العام الماضي بلغ 234 مليار دولار.

وبلغ إجمالي المصروفات في فبراير 423 مليار دولار، بزيادة 5% عن الشهر نفسه من 2019، بينما ارتفعت الإيرادات 12% إلى 188 مليار دولار.

وبلغ إجمالي العجز في الأشهر الخمسة الأولى من السنة المالية 625 مليار دولار، مقارنة مع 544 مليار دولار في الفترة نفسها من السنة المالية السابقة. وتبدأ السنة المالية في الولايات المتحدة في أول أكتوبر/تشرين الأول.

وقال رؤساء بنوك أميركية كبرى أثناء اجتماع مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، إن البنوك لديها قاعدة قوية لرؤوس الأموال ومستعدة لمساعدة الشركات الصغيرة والمستهلكين الأميركيين على اجتياز التفشي الحالي لفيروس كورونا.

ولفت الرؤساء التنفيذيون لـ"بنك أوف أميركا" و"غولدمان ساكس" و"سيتي" و"جيه.بي مورغان تشيس" وبنوك أخرى، إن المصارف في وضع جيد ولا توجد أزمة مالية وإن المصرفيين مستعدون لتقديم سيولة.

بورصات الخليج

وتراجعت معظم البورصات العربية والخليجية بنهاية تعاملات، الأربعاء، مع تراجع أسعار النفط بفعل زيادة الإنتاج المرتقب من جانب السعودية والإمارات، وتواصل حرب الأسعار بين كبار المنتجين، واستمرار التداعيات السلبية لفيروس "كورونا".

وانخفضت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، مع نزول مؤشرها الرئيس "تاسي" بنسبة 3.1% إلى 6552.5 نقطة، بعد تراجع أسهم "أرامكو" بنسبة 4.65%، و"مصرف الراجحي" 3.00%.

وهبطت بورصة دبي بنسبة 1.04% إلى 2207.95 نقطة، مع تراجع أسهم "إعمار العقارية" 1.38% و"شعاع كابيتال" 10%.

وانخفضت بورصة العاصمة الإماراتية أبوظبي بنسبة 0.64% إلى 4235.5 نقطة، وتصدر التراجعات أسهم "شركة منازل" بنسبة 10%، و"شركة الدار" 6.12%.

وهبطت بورصة البحرين بنسبة 0.27% إلى 1489.3 نقطة، وتصدر التراجعات أسهم "مصرف السلام - البحرين" بنسبة 2.27%، و"شركة زين البحرين" 1.94%.

وانخفضت بورصة الأردن بنسبة 0.22% إلى 1796.8 نقطة، بينما نزلت بورصة مصر مع تراجع مؤشرها الرئيس "إيجي أكس 30"، الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة، بنسبة 0.05% إلى 11194.1 نقطة.

في المقابل، ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 2.14% إلى 9613.4 نقطة، مع ارتفاع 39 شركة مقابل تراجع 7 شركات.

وارتفعت البورصة الكويتية مع صعود المؤشر الأول بنسبة 1.39% إلى 5246.2 نقطة، وصعد المؤشر الرئيس 0.16% إلى 4234.4 نقطة، وأغلق المؤشر العام رابحاً 1.03% إلى 4904.6 نقطة.

وأغلقت بورصة مسقط على ارتفاع بنسبة 0.90% إلى 3832.04 نقطة، وتصدر الارتفاعات أسهم "الأسماك العمانية" بنسبة 8.11%، و"الخليجية لخدمات استثمار قابضة" 3.64%.

أسواق أوروبا

وفي أوروبا، أغلقت سوق الأسهم عند أدنى مستوى في 14 شهراً اليوم، بعدما تخلت عن مكاسبها الأولية التي حققتها عندما اتخذ بنك إنكلترا المركزي إجراءات تحفيزية، بينما ساهم ضعف في الأسواق الأميركية في زيادة الخسائر.

وأنهى المؤشر ستوكس 600 القياسي جلسة التداول منخفضاً 0.7% بعد أن تحول الى الهبوط عندما أشارت العقود الآجلة الأميركية إلى خسائر لبورصة وول ستريت، ما يشير إلى أن الضبابية التي تكتنف التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا ستواصل إلحاق ضرر شديد بالأسواق.

ومن المفارقات أن الأسهم البريطانية كانت الأسوأ أداءً في جلسة اليوم، مع استمرار تضرر شركات كبرى للنفط، مثل بي.بي ورويال داتش شل، من الهبوط الحاد في أسعار الخام.

وتصدر قطاع السفر والترفيه القطاعات الخاسرة مع هبوط مؤشره 3.9%، في حين أغلق مؤشر شركات النفط والغاز منخفضاً 2%.

المساهمون