Skip to main content
موجة الحر تزيد من معاناة العراقيين... دجلة والفرات ملاذهم
أكثم سيف الدين ــ بغداد
محمد ملحم ــ بغداد

شلّت موجة الحرّ التي تضرب العراق، الحياة في عدد من محافظاته، بينما فرّ مواطنون إلى الأنهار، هرباً من درجات الحرارة المرتفعة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لمدة 18 ساعة يومياً، بالإضافة إلى شحّ المياه الصالحة للاستخدام.

ووفقا لدائرة الأحوال الجوية العراقية، فإنّ "مدينة العمارة مركز محافظة ميسان، حلت اليوم في المراتب الأولى، إلى جانب مناطق أخرى بأعلى درجات الحرارة في العالم، بلغت 51 درجة".

وأضافت في بيان لها، أنّ "محافظة البصرة سجلت 50.8 درجة، بينما سجلت مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين 50.5 درجة، وبلغت درجة الحرارة في غرب العراق 50 درجة".

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في شلل هذه المحافظات وغيرها، ما دفع إداراتها المحلية إلى تعطيل الدوام الرسمي فيها. وعطلت ميسان والبصرة الدوام الرسمي بسبب درجات الحرارة.

وقال المسؤول المحلي في محافظة صلاح الدين، عادل الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "درجات الحرارة مرتفعة جدا وشلت الحياة في المحافظة، إذ خفت الحركة في الشوارع والأسواق، والتزم الأهالي منازلهم بسبب موجة الحر"، وهم يطالبون بتعطيل الدوام الرسمي مراعاة لظروف الحر، بالنظر لكون الدوائر الحكومية تفتقد إلى المكيفات، والتيار الكهربائي أصبح ضعيفا جدا، وساعات الانقطاع زادت، بحسب الجبوري.

في غضون ذلك، تسبب ارتفاع درجات الحرارة في انقطاع خط نقل الطاقة من إيران إلى محافظة ديالى. وقال رئيس الحكومة المحلية بالمحافظة، علي الدايني، إنّ "خط سربيل زهاب وقبله خط ميرساد أفقدا المحافظة 70 بالمائة من التيار الكهربائي، ما تسبب بأزمة طاقة في عموم المحافظة، وزيادة كبيرة في ساعات قطع التيار".

ويحمّل العراقيون الذين لجأوا إلى الأنهار هربا من موجة الحر، الحكومة مسؤولية عدم توفير الطاقة الكهربائية، وكذلك المياه الصالحة للاستخدام، الأمر الذي شل الحياة في أغلب المحافظات العراقية.

وقال سامر الجاسم، لـ"العربي الجديد"، إنّه "على مدى 15 عاما مضت، لم تستطع الحكومات المتعاقبة توفير أبسط الخدمات للعراقيين، فلا كهرباء ولا ماء صالح للاستخدام"، مبينا أنّه "لو كان الماء والكهرباء متوفرين في منازل العراقيين لما أثرت فيهم موجة الحر وشلّت حياتهم".

وأكد أنّ "الحكومة والأحزاب لا تشعر بهذه المعاناة، فموازنات العراق المالية تحت سيطرتها، ووفرت لنفسها كافة وسائل الراحة، لذا فهي لا تشعر بالمواطن البسيط الذي لا يعرف أين يذهب هربا من حرارة الجو". 

من جهته، قال جعفر الأسدي (30 عاماً) لـ "العربي الجديد": "في كل عام نمرّ بموجة من الحر في العراق، وبالمقابل تقلل وزارة الكهرباء من تزويدنا بساعات التشغيل للكهرباء الوطنية، وبات جلياً أن موجة الحر تفضح الفساد المستشري في الحكومة العراقية".

أما منتظر غني (25 عاماً)، فقد أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ درجة الحرارة تصل إلى (50) درجة مئوية أوقات الظهيرة وتتجاوزها، بينما تصر الحكومة على أنها لا تتجاوز 45 درجة".

وتابع: "من حقي أن أتمتع بالثروات التي أنعم الله بها على وطني، بما فيها الثروات النفطية، غير أن الفساد المستشري يجعل هذا الحق مجرد حلم، فأنا لا أملك المال ولم أحصل على وظيفة بعد إكمال دراستي، وهذا حالي أبيع على بسطة في درجة حرارة تزيد عن (50) مئوية من أجل لقمة العيش".