موجة الحرّ فاقمت صعوبات الحياة على الفلسطينيين

04 اغسطس 2015
الألعاب المائية تخفف من وطأة الحر في غزة(فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



ألقت موجة الحرّ الهندية القاسية التي تضرب بلاد الشام بظلالها على الفلسطينيين، وضاعفت من ظروفهم الصعبة التي يعيشونها بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، التي فاقمت من حالة الفقر والبطالة وضيق حياتهم الاقتصادية.

وعلى الرغم من أن فلسطين تقع على أطراف الموجة الحارة، والأقل تضرراً منها، إلا أن أعلى درجات الحرارة سجلت في منطقة الأغوار، حيث لامست الـ 50 درجة مائوية، وسجلت أكثر من 40 درجة في المعدل العام لبقية المدن الفلسطينية، الأمر الذي جعل الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة الحرّ وظروفه الصعبة، لا سيما الفقراء منهم الذين لا يملكون المقومات الحياتية التي تساعدهم على توفير وسائل التبريد المختلفة.

ويقول أيمن المصري، مدير موقع طقس فلسطين لـ"العربي الجدديد": "إن كافة الفلسطينيين يعانون من شدة الحرّ، وإن الموجة الهندية صعبت من حياتهم". وأشار إلى أنها جلبت معها درجات حرارة قياسية نادرة لم تسجل منذ 60 شهراً، وهي غير معتادة وغير محتملة في فلسطين.

وبحسب المصري فإن درجات الحرارة المرتفعة ستستمر، حتى نهاية الأسبوع القادم، وستنخفض قليلاً ثم ستعود إلى الارتفاع، السبت والأحد القادمين، وتعتدل يوم الاثنين القادم، في الوقت الذي ستبقى فيه الأجواء حارة، حتى منتصف الشهر القادم. ولم يستبعد المصري أن يشهد الشهر الحالي موجات مماثلة عدة، قد تكون شديدة الحرارة.


ويلجأ الفلسطينيون إلى "المكيفات" للتبريد على أنفسهم، الأمر الذي أدى إلى نفاد كميات كبيرة من المكيفات، فاقت التوقعات من السوق الفلسطينية، بحسب ما قاله إحسان العاوري صاحب مؤسسة إحسان للتكييف في رام الله لـ"العربي الجديد".

ويقول العاروري: "إن الإقبال على المكيفات، مع موجة الحر، شديد جداً، وحجم الطلب لم يكن بالحسبان، فمع موجة الحرّ الشديدة، التي نشعر بها لأول مرة، فإن بعض العائلات التي لديها أطفال وكبار في السن لا يحتملون تلك الأجواء فيلجأون إلى تركيب مكيفات".

وأضاف، أن هذه العائلات ضغطت على أنفسها من الناحية المادية لتركيب المكيف، والذي يبلغ متوسط تكلفته قرابة 600 دولار. وأشار إلى أن كميات كبيرة من المكيفات في السوق قد نفدت، حيث وصل الأمر إلى بيع مكيفات ذات جودة منخفضة، ومعدوم عليها الطلب في الأجواء العادية من السوق.

وأدت زيادة الطلب على تلك المكيفات، إلى رفع أسعارها في السوق الفلسطينية نتيجة استغلال أصحاب الشركات المصنعة، لا سيما الإسرائيلية منها، وبعض الموردين للحالة الجوية.

وتبقى المكيفات، وعلى الرغم من الإقبال الشديد عليها في متناول العائلات "الغنية" والتي لديها دخل كاف، بينما النسبة الأكبر من الشعب الفلسطيني في حالة فقر، ويعتمدون على المراوح ذات السعر المنخفض لتخفف عنهم ولو قليلاً من شدة الحر، والتي بدورها نفدت من المحال التجارية.

وفي رام الله، التي وصلت فيها درجات الحرارة إلى 40 درجة مائوية، بادرت بلدية البيرة برش نحو 80 كوباً من الماء البارد على المارة في أحياء وأسواق المدينة، بغرض التبريد عن الناس الذين أعربوا جميعاً عن سعادتهم في تلك الخطوة التي وصفوها بالجميلة، لا سيما في المناطق المكتظة بالناس وفي الأسواق، حسب ما قال صقر حناتشه، مدير العمليات الميدانية في بلدية رام الله لـ"العربي الجديد".