مواقف دولية وعربية مؤيدة للضربات الأميركية في سورية

مواقف دولية وعربية مؤيدة للضربات الأميركية في سورية

07 ابريل 2017
وقفت دول عدة مع خطوة قصف المطار (الأناضول)
+ الخط -
أظهرت مجموعة من الدول الأوروبية والعربية، اليوم الجمعة، تأييدها الضربات الأميركية، والتي استهدفت قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري، بأكثر من 50 صاروخاً.

فقد أعلنت قطر، اليوم، تأييدها العمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية يستخدمها النظام السوري في شن هجماته على المدنيين الأبرياء.

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، إن استمرار الجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق، والتي أودت بحياة الآلاف، بينهم أطفال ونساء، تتطلّب منا تكثيف الجهود لوضع حد لمأساة الشعب السوري الشقيق.

كذلك حمّلت الخارجية القطرية النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية.

ودعت المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته لوقف جرائم النظام واستخدامه الأسلحة المحرمة دولياً، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة الدولية، وإيجاد حل للأزمة يستجيب لإرادة الشعب السوري، وتشكيل حكومة انتقالية تضمن الحفاظ على وحدة سورية ومؤسساتها.

كما عبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، حسب وكالة الأنباء الرسمية "واس"، عن تأييد المملكة الكامل العمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سورية، والتي جاءت ردًا على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين الأبرياء وأودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء.

وحمّل المصدر النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية، كذلك أشاد المصدر بهذا "القرار الشجاع للرئيس الأميركي دونالد ترامب".

في السياق، رحّبت وزارة الخارجية البحرينية بالعمليات العسكرية الأميركية ضد ما قالت إنها "المواقع التي انطلق منها الهجوم الكيمياوي الذي استهدف مدينة خان شيخون بالجمهورية العربية السورية"، مؤكدة أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء.

وأشادت الوزارة، في بيان نشرته وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، بمضامين كلمة ترامب، والتي تعكس العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله، منوهة بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في هذا المجال، ومؤكدة وقوف مملكة البحرين إلى جانب الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب أينما وجد وبكل حزم.

وأكدت وزارة الخارجية أن هذا الموقف الأميركي الواضح يشكل دعمًا لجهود إنهاء الأزمة السورية، وهي تشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بإعلاء مصلحة الشعب السوري الشقيق والعمل بكل جدية وشفافية لإنهاء معاناته، وأن تتضافر كافة الجهود من أجل ضمان وقف إطلاق النار، والتهيئة لمفاوضات تفضي إلى حل سياسي شامل.

وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها الكامل أيضاً، واعتبرت أنها "جاءت ردًا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين الأبرياء"، حسب ما أوردت وكالة الأنباء الإماراتية.  

وحمّل وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور بن محمد قرقاش، النظام السوري مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري.

بدوره، وصف وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الجمعة، القصف بأنه "رد ضروري ومناسب على استهداف النظام السوري للأبرياء".

وجدد الصفدي في تغريدة عبر صفحته على "تويتر" موقف بلادة بضرورة وقف القتال لإيجاد حل سياسي يقبله السوريون.

وكان الأردن قد دان الهجوم على منطقة خان شيخون، واصفاً الهجوم بغير الإنساني والهمجي، معتبراً الهجوم الذي وقع بالأسلحة الكيمياوية وخلف عشرات القتلى والمصابين جريمة مروعة.

وعلى عكس المواقف العربية، والتي جاءت في مجملها سريعة وداعمة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، ظهر اليوم، بيانًا متأخرًا ومرتبكًا بشأن الضربة الأميركية على سورية، قالت فيه إنها تتابع بقلق بالغ تداعيات ما وصفتها بـ"أزمة خان شيخون"، وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة.

ودعت "الخارجية" المصرية كلّاً من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية إلى "التحرك الفعّال على أساس مقررات الشرعية الدولية، وما تتحلى به الدولتان من قدرات، لاحتواء أوجه الصراع والتوصل إلى حل شامل ونهائي للأزمة السورية".

وأضاف البيان: "تتابع جمهورية مصر العربية بقلق بالغ تداعيات أزمة خان شيخون التي راح ضحيتها عشرات المدنيين السوريين الأبرياء، بتأثير الغازات السامة المحرمة دوليًا، وما ترتب على ذلك من تطورات خطيرة".

وأردف: "تؤكد مصر على أهمية تجنيب سورية ومنطقة الشرق الأوسط مخاطر تصعيد الأزمة، حفاظاً على سلامة شعوبها، وترى ضرورة سرعة العمل على إنهاء الصراع العسكري في سورية، حفاظاً على أرواح الشعب السوري الشقيق ومقدراته، وذلك من خلال التزام كافة الأطراف السورية بالوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى مائدة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة".

كذلك، أعلن ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى"، المؤلف بالمناصفة بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يترأسه علي عبدالله صالح، إدانته للقصف الأميركي ضد قاعدة جوية يستخدمها النظام في سورية

واعتبر المجلس السياسي للحوثيين وصالح، في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التي يديرها الحوثيون، أن ما أسموه "العدوان الأميركي السافر على سورية هو امتداد لعدوانهم على اليمن، وعلى المنطقة ككل"، معتبراً أنه "يأتي كرد فعل على ضربات الجيش السوري وحلفائه المسددة ضد تنظيم داعش". وأضاف أن الأخير يحظى بـ"رعاية من قبل أميركا وإسرائيل، بالإضافة إلى دعم من "النظام السعودي"، حد وصفه

وجاء في البيان "نعتبر هذا العدوان مساسا باستقلال وسيادة سورية، وخطرا يهدد أمن واستقرار المنطقة، وأن من حق سورية أو اليمن أو أي دولة الدفاع عن أمنها واستقرارها". 




دوليا، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الضربات الصاروخية الأميركية وراءها "نية مفهومة" لمنع وقوع مزيد من الهجمات الكيمياوية، لكنه شدد على أن التوصل لحل عن طريق التفاوض هو السبيل الوحيد للخروج من الصراع، وفق ما أوردته "رويترز".

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، باسم التكتل المؤلف من 28 دولة: "أبلغت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي أنها نفذت ضربة على قاعدة الشعيرات الجوية في سورية، بنية مفهومة هي منع ودرء انتشار واستخدام الأسلحة الكيمياوية الفتاكة". وأضافت: "أبلغتنا الولايات المتحدة أيضًا بأن هذه الضربات محدودة".

من جانبه، قال رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، إن بلاده تؤيد تمامًا الضربات الجوية الأميركية في سورية، وتدين كل أشكال استخدام أسلحة كيمياوية، وستواصل دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة هناك.

وأضاف ترودو، في بيان نقلته "رويترز"، أن "كندا تدعم تمامًا التحرك المحدود والمركّز الذي قامت به الولايات المتحدة لتقليل قدرات نظام الأسد على شن هجمات بأسلحة كيمياوية ضد المدنيين الأبرياء، ومنهم الأطفال". وتابع: "لا يمكن تجاهل استخدام الرئيس الأسد أسلحة كيمياوية ولا الجرائم التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه".

بدوره، أثنى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على الضربة الأميركية، ووصفها بالتطور المهم، لكنه قال إنها غير كافية، وإنه ينبغي اتخاذ "خطوات جادة" لحماية الشعب السوري.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أردوغان قوله، خلال تجمّع حاشد في إقليم هاتاي بجنوب البلاد: "نراها خطوة إيجابية وملموسة ضد جرائم نظام الأسد. هل هي كافية؟ لا أراها كافية. حان الوقت لاتخاذ خطوات جادة لحماية الشعب السوري البريء".

وتابع الرئيس التركي قائلًا: "يملك المجتمع الدولي القدرة على وقف النظام والمنظمات الإرهابية. أتمنى أن يكون الموقف الفعال الذي أبدته الولايات المتحدة في إدلب بداية في ما يتعلق بمثل هذه التطورات".

ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، حسب ما نقلت وكالة "رويترز"، إن بلاده تنظر بإيجابية للضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية، وإن المجتمع الدولي يجب أن يبقى على موقفه ضد "وحشية" الحكومة السورية. 

وأضاف في مقابلة مع قناة "فوكس تي. في." بالتركية، أنه يجب معاقبة الحكومة السورية عقاباً تاماً على الساحة الدولية، مشيراً إلى أنه ينبغي إسراع وتيرة عملية السلام في سورية.

ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، إلى إقامة مناطق آمنة في سورية. وخلال تقييمه الضربة الأميركية، أكد كالن ضرورة إحياء المنطقة الآمنة التي كانت قد اقترحتها أنقرة في وقت سابق، بالقول: "لقد تم تدمير قاعدة الشعيرات بشكل كامل، ونعتبر هذه الخطوة إيجابية كي لا تبقى مهاجمة المدنيين بالسلاح الكيمياوي دون رد، ويجب إحياء منطقة آمنة وحظر طيران بشكل عاجل لمنع أي تكرار للمجازر".

من جهته، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، إلى توسيع المناطق الآمنة الموجودة في سورية، وأوضح أنها "تكتسب الآن أهمية أكثر من أي وقت مضى، وعلينا أن نوسّع هذه المناطق الآمنة".

وخلال إجابته على أسئلة الصحافيين في مدينة أنطاليا التركية على المتوسط، أكد جاووش أوغلو أن أنقرة علمت بالضربة العسكرية في وقت مبكر فجر اليوم، وقال: "لقد اتصل السفير الأميركي في أنقرة جون باس، بمستشار الخارجية أوميت يالجين (لإبلاغه بالضربة)"، مضيفاً: "إن المعلومات حول الهجوم (الأميركي) تم تمريرها عبر التحالف الدولي ولا توجد مشاكل في ذلك".

وأشار جاووش أوغلو إلى أنه تحدّث هاتفيا مع كل من وزيري الخارجية الفرنسي والألماني، لافتا إلى أن الاتصالات بدأت مع كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون.




وشددت بريطانيا، من جهة أخرى، على أهمية الخطوة، وأكدت أنها تدعم كلياً الخطوة الأميركية من أجل ردع النظام السوري عن ارتكاب المزيد من الجرائم. 

وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة، في بيان نقلته وكالة "فرانس برس"، إن هذه الضربة "تشكل رداً مناسباً على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيمياوي الذي ارتكبه النظام السوري". وأوضح أن المملكة المتحدة "مصممة على منع أي هجوم جديد" من النظام السوري.

من جهتها، أيّدت فرنسا خطوة ترامب، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقاً بالضربة الصاروخية على مواقع عسكرية سورية. وأضاف: "أبلغني (وزير الخارجية الأميركي) ريكس تيلرسون خلال الليل. استخدام الأسلحة الكيمياوية أمر مروع ويجب أن تتم المعاقبة عليه لأنه جريمة حرب". وقال إن روسيا وإيران بحاجة لإدراك أنه لا معنى لدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن فرنسا لا تسعى لمواجهة مع هاتين الدولتين.

بدورها، قدمت اليابان موقفاً شبيهاً، إذ قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إن بلاده تساند التحرك الأميركي، وذلك للحيلولة دون انتشار الأسلحة الكيمياوية.


(العربي الجديد)