مهند حيال: "شارع حيفا" ينقل معاناة الحرب الطائفية

المخرج مهند حيال: فيلم "شارع حيفا" ينقل معاناة الحرب الطائفية

03 ديسمبر 2019
حصد العمل جائزة أفضل فيلم/ فئة "آفاق سينمائية" (Imdb)
+ الخط -
حصل الفيلم العراقي "شارع حيفا" على جائزتين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 41 التي اختُتمت فعالياتها أخيراً؛ إذ حاز جائزة أحسن أداء تمثيلي، وحصل عليها بطل العمل علي ثامر، كما حصل على جائزة سعد الدين وهبة لمسابقة آفاق السينما العربية. "العربي الجديد" التقت المخرج مهند حيال.


- ما شعورك بحصول فيلمك على جائزتين في المهرجان؟
* أعتقد أني أول مرة أكون سعيداً بمثل هذه الدرجة، لأن الجائزة جاءت من مهرجان مصري ولجنة تحكيم مهمّة تعي جيداً ما تختاره. لجنة تضم خبراء يملكون باعاً سينمائياً طويلاً. أهدي الجائزة إلى شهداء وطني الحبيب العراق، وأتمنّى أن نمر من أزمتنا على خير.


- ماذا تقول عن جائزة الممثل علي ثامر؟
* علي يستحقها عن جدارة؛ إذ مثّل في الفيلم شريحة الشباب الذين يقفون في وجه رصاص المليشيات المتطرفة، أتمنّى أن نمضي نحو مزيد من الجوائز، سواء عن هذا الفيلم أو غيره.


- لماذا اخترتم اسم "شارع حيفا" تحديداً عنواناً للفيلم؟
* لأنه واحد من أهم الشوارع، فهو بمثابة القلب النابض بالحياة المدنية في بغداد، وكان يسكنه المشاهير، ولكن للأسف تحول منذ عام 2006 مع اشتعال الحرب الطائفية إلى شارع قاسٍ حتى عاد من جديد إلى ما كان عليه.


- ما رسالة العمل الأساسية؟
* كنا نودّ أن يشاركنا المشاهدون بصدق وبشكل حقيقي في التعرف إلى الحرب الأهلية الطائفية بشكل مقرب، فنحن نقلنا على مدار 80 دقيقة من قلب شارع حيفا كمّ المعاناة التي وُلدت من رحم الحرب الطائفية وكمّ الضغوطات التي عايشها العراقيون، فلم يكن هدفنا كصناع عمل تسليط الضوء على السياسة بل على الشكل الاجتماعي للعراقيين في هذه الحقبة الزمنية وإلى أي حد كانوا متأثرين بالحرب.


- هل واجهتك صعوبات أثناء التصوير؟
* لا يوجد أثناء التصوير أي صعوبات، ولكن الفيلم مثله مثل كثير من الأفلام التي واجهت في البداية بعض الصعوبات الإنتاجية، خاصة أنه العمل الروائي الأول لي، ولكل من شارك في صناعته. لذا، كنا لا نملك الخبرة الجيدة. في النهاية، أنتج العمل بعض المؤسسات المستقلة، بعدما تم رفْض المشروع كاملاً بكثير من الحجج غير المقنعة على الإطلاق، وقد يكون ما حدث معي بمثابة رسالة إلى كل الموهوبين السينمائيين؛ ألا ينتظروا دعماً من أحد، وأن عليهم أن يخرجوا بمشاريعهم إلى النور؛ لأن السينما في العراق ينظر إليها من قبل الدولة والمسؤولين أنها ترفيه فقط.

- يوصف الفيلم بأنّه قاسٍ، هل كان ذلك متقصّداً منك؟
* نعم، أعلم أنه كانت فيه قسوة، لكنه رصد للواقع المعيش فترة 2006 في العراق. عانيت كثيراً، وشاهدت مآسي كثيرة في هذا الشارع؛ لأن كلية الفنون الجميلة التي كنت أدرس فيها موجودة في هذا الشارع، لذا فهذا المكان بشكل خاص له وقْع على قلبي وعلى قلب كل عراقي لأنه يقع في وسط المدينة.

- هل لديك مشروعات سينمائية جديدة حالياً؟
* لدي فيلم عن بغداد بعد الحرب، ولكن لم يدخل بعد حيز التنفيذ الفعلي. نحن في التحضيرات الأولية، ولن يتم البدء في التصوير قبل عامين على الأقل.

الجدير بالذكر أن الفيلم الذي حصد من قبل ست جوائز عالمية خلال عرضه في مهرجانات مختلفة حول العالم، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط. تدور أحداثه عام 2006 في بغداد التي يمزقها الاقتتال الطائفي، وشارع حيفا التاريخي الذي تحوّل إلى مركز للصراع. يصل أحمد بسيارة أجرة في طريقه إلى منزل حبيبته سعاد ليطلب يدها للزواج، فتصيبه رصاصة أطلقها سلام، القناص القابع فوق إحدى البنايات حيث يعيش جحيمه الخاص.

المساهمون