مهرجانات وجوائز: حفلات تكريم أم عرض أزياء؟

مهرجانات وجوائز: حفلات تكريم أم عرض أزياء؟

29 يونيو 2018
كرمت "بياف" الممثلة التركية مريم أوزرلي 2016 (فيسبوك)
+ الخط -
ينشغل لبنان كما معظم الدول العربية بصيف المهرجانات والحفلات الفنية الموزعة على كافة المحافظات. أسماء كثيرة ستزور بيروت هذه السنة. شاكيرا، المغنية من أصول لبنانية، ستكون حاضرة يوم الثالث عشر من الشهر الجاري ضمن فعاليات مهرجانات الأرز الدولية. ليست المرة الأولى التي تزور فيها شاكيرا بيروت أو لبنان. قبل سنوات زارت لبنان ومسقط رأسها مدينة زحلة، وعزمت على تلبية دعوة مهرجان الأرز هذه السنة مقابل أن تحيي ليلة غنائية في افتتاح المهرجان للسنة الثالثة.

على الضفة المقابلة، حفلات من نوع آخر تقام في لبنان، وتحمل طابعا فنياً، لكنها في النهاية مجرد حفلات تكريم، لا تعدو كونها استعراضاً واضحاً من قبل الحاضرات لأزيائهن. وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي عند كل مناسبة من هذا النوع بانتقادات ساخرة، ربما لا تهم القائمين على الحفل، بقدر ما هي تعبير عن الضيق والملل الذي يصيب المشاهدين لمثل هذا النوع من الفعاليات.
رغم حصر مهرجانات الجوائز في لبنان خلال السنتين الأخيرتين، بجائزتي "موركس دور" و"بياف". لا تزال هذه الحفلات تُقام من دون معايير تحدد شكل الفائز، والأعمال المُرشحة لذلك. أسئلة كثيرة تُطرح عند كل موسم تخرج به لجان أو جمعيات أو حتى أفراد للإعلان عن حفل جوائز وتكريمات مجانية، في ظل رعاية رسمية من قبل بعض الوزارات اللبنانية، أو حضور رسمي خلال الحفل.
قبل شهرين، أقيم في بيروت حفل تسليم جوائز "موركس دور". تحظى هذه الأخيرة باهتمام عربي ولبناني واسعين. لأكثر من 17 عاماً تحولت هذه الجائزة إلى تقليد سنوي يسعى معظم الفنانين اللبنانيين والعرب للحصول عليها. رغم كل الانتقادات والاتهامات التي واجهت الجائزة الذهبية، استمر الأخوان فادي وزاهي حلو في تنظيم عمل الجائزة، والثبات على موقف واحد يرد كافة الاتهامات الموجهة التي تعترض الجائزة، خصوصاً أن بعض الفنانين في لبنان يقاطعونها، مثل نجوى كرم، وفارس كرم، وكارين رزق الله، وغيرهم الذين يعتبرون أن هذه الجائزة تحديداً لا تثمن جهودهم، نظراً للمحسوبيات التي تُمنح بناءً عليها. ويقول البعض الآخر أن هناك بدلاً مادياً يدفع من قبل شخصيات للفوز بالجائزة.

قبل عامين، اتُّهم رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة بدفع مبلغ للجنتي "موركس دور" و"بياف" بعد أن نال جائزتين في السنة نفسها كونه أفضل رجل أعمال، بحسب ما أعلن وقتها. وتساءل البعض: كيف يحق لرجل أعمال أن يدخل في حفل يقوم على نجوم الغناء والتمثيل في العالم العربي؟
على مدى يومين، هما 28 و29 يونيو/ حزيران الجازي، تحتفل جائزة "بياف" اللبنانية بدورتها التاسعة وسط العاصمة بيروت، في ساحة النجمة. حفل تنقله أكثر من أربع محطات تلفزيونية، منها المستقبل اللبنانية، وCBC المصرية وOSN، لمجموعة من الفنانين أو المشاهير من العالم يتسلمون جائزة تكريمية عن مجمل أعمالهم.
ليست المحاولة الأولى من قبل القائمين على جائزة "بياف" للفت الأنظار، لطالما حلم الطبيب اللبناني ميشال ضاهر مؤسس الجائزة ومطلقها بتقديم سهرات لافتة، كل سنة، والخروج من تفصيل أو تقييم الأعمال السنوية، لمنحها جائزة أو شهادة تقدير، بل اتجه ضاهر إلى تكريم الشخصيات عن مجمل أعمالها الفنية، ولم يكتف بوجوه من لبنان، بل عرج على العالم العربي، ومنه إلى العالم، في إطار تركيز قيمة الجائزة المعنوية أمام المتابعين ووسائل الإعلام، وحاول ضاهر الخروج من الإطار المحلي عبر بعض النشاطات التي كان يقيمها ترافقًا مع سهرة الختام أو توزيع الجوائز، لكن نادراً ما يصيب "الدكتور" ضاهر وينجح في أفكاره. في عام 2016، حاول أن يفرش شوارع بيروت بأطول سجادة حمراء آملاً أن يحرز رقماً قياسياً ويدخل موسوعة غينيس العالمية، لكنه فشل فشلاً ذريعًا وانتُقد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للأسباب التي دفعته إلى افتراش الشوارع بالقماش الأحمر من دون دراسة هندسية تدرك جيداً كيفية تنفيذ مشروع كهذا وتطبيق الشروط الواجب مراعاتها أمام الشركة الخاصة بـ"غينيس" التي تسلمها ضاهر كي يحجز اسمًا في الكتاب.
لا معلومات حول تنظيم الحفل المتوقع أن يقام ليلة أمس واليوم، لينقل مباشرة على الشاشات، في وقت ينشغل فيه العالم بتحديات المونديال الكروي، ولا وقت لأحد في متابعة ما ستسفر عنه نتائج جوائز "بياف" هذه السنة.
كل ما في جعبة المنظمين بعض الأسماء التي يتم تداولها، هيفا وهبي أعلنت أنها ستحضر للغناء. في الحفل، ستغني وهبي قديمها وجديدها، على أن تكرم عن بعض أدوارها التمثيلية التي قدمتها في السنوات السابقة، مثل "مريم" و "كلام على ورق"، إضافة إلى فيلم "حلاوة روح"، ومؤخراً مسلسل "لعنة كارما"، فضلاً عن إنتاجها الغنائي، وتكرم الجائزة المطربة المصرية أنغام عن مجمل أعمالها الغنائية. لأكثر من 27 عاماً قدمت أنغام سلسلة من الألبومات والحفلات والمهرجانات الغنائية، واستطاعت أن تحرز موقعًا هامًا في الساحة الغنائية العربية بحسب ما يؤكد أعضاء لجنة "بياف"، ويُكرم أيضاً الكوميدي اللبناني هشام حداد بعد ثماني سنوات من عمله في محطات تلفزيونية لبنانية، وبناء على نجاح برنامجه الساخر "لهون وبس" للسنة الثالثة يستحق بحسب "بياف" الفوز بجائزة تكريمية.
وفاز المغني الأسترالي فايدي، وهو من أصول لبنانية، بجائزة ايضاً وسيقدم عرضاً في ساحة النجمة ليختتم المهرجان سهرته مع المغني اللبناني وائل كفوري.

المساهمون