من هو مسرور البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان الجديد؟

تعرّف على مسرور البارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان الجديد

11 يونيو 2019
يعتبر مسرور البارزاني مهندس مشروع الانفصال عن العراق(Getty)
+ الخط -
بعد يوم واحد من تسمية نيجيرفان البارزاني ابن شقيق زعيم الحزب الديمقراطي مسعود البارزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق، صوّت برلمان الإقليم صباح اليوم الثلاثاء لصالح مسرور البارزاني رئيسا لحكومة الإقليم، وبذلك تنتهي أزمة تشكيل الحكومة والمناصب الرئيسة في الإقليم، بعد قبول أطراف المعارضة بخارطة توزيع المناصب التنفيذية المهمة فيها.

وصوت برلمان الإقليم خلال جلسة مغلقة على مسرور البارزاني كمرشح لحكومة الإقليم بواقع 87 صوتا من أصل 97 نائبا حضروا الجلسة الخاصة ببرلمان الإقليم المؤلف من 111 نائبا يمثلون أربع محافظات هي أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة.

في وقت لاحق، سيكلف رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، رئيس الوزراء، مسرور البارزاني، بتشكيل الحكومة الجديدة في غضون ثلاثين يوماً.

وبعد تكليف مسرور البارزاني بتشكيل الحكومة، ستبدأ جولة جديدة من المفاوضات بين القوى والأحزاب السياسية، لتحديد أعضاء التشكيلة الجديدة. ووفقا للاتفاق سيكون قوباد الطالباني نجل الزعيم الكردي الراحل جلال الطالباني نائبا لرئيس حكومة الإقليم.

من هو مسرور البارزاني؟

ومسرور البارزاني، 50 عاما، هو الابن الأكبر لمسعود البارزاني الزعيم الكردي الأبرز في العراق ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الإقليم السابق، يجيد اللغات الكردية والفارسية والإنكليزية بطلاقة إضافة إلى فهمه للعربية. متزوج وله ثلاثة أبناء وابنة واحدة ويعتبر من الجناح الداعي للانفتاح على الغرب في الإقليم وينسب له فتح باب التطوع للنساء في القوات الأمنية وباقي الوظائف داخل الإقليم عام 2004.

شغل مسرور أدوارا مهمة مع والده حيث انضم كمقاتل في البشمركة وشارك بمعارك ضد الجيش العراقي عام 1988، وفر إلى إيران خلال ملاحقة القوات العراقية له، وهناك أكمل دراسته، وفي عام 1991 عاد إلى أربيل بعد خروجها عن سيطرة بغداد عقب حرب الخليج، ثم سرعان ما سافر إلى لندن وأكمل دراسته في معهد تعليم اللغة الإنكليزية ثم حصل على البكالوريوس في الدراسات الدولية من إحدى الجامعات الأميركية.

عاد عام 1998 إلى الإقليم مرة أخرى وتولى مناصب قيادية مهمة في الحزب مع والده، وانتخب من قبل المؤتمر السنوي للحزب الديمقراطي الكردستاني كعضو في اللجنة المركزية. وفي وقت لاحق من ذلك العام نفسه، أصبح جزءاً من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

في عام 2012، تم تعيينه من قبل والده رئيس الإقليم آنذاك مسعود بارزاني رئيساً لمجلس أمن إقليم كردستان للإشراف على الأمن والمخابرات العسكرية وأجهزة المخابرات الحالية، ضمن ما يعرف بجهاز الأسايش.

برز كعنصر فاعل في المعارك ضد تنظيم "داعش"، بسبب ترؤسه الوحدات الخاصة بقوات البشمركة والمخابرات التابعة لإقليم كردستان، ونجح في لعب دور قيادي مع التحالف الدولي خلال معارك البشمركة وتنظيم "داعش".

سرعان ما شارك مسرور بعمليات مع القوات الأميركية خارج حدود الإقليم كتحرير الرهائن في كركوك والإنزال الجوي لاعتقال أبو سياف قيادي "داعش" الأبرز عام 2015 ومن ثم إرسال قوات بشمركة إلى عين العرب السورية عام 2015 بطلب أميركي، لقتال "داعش"، وهو ما أثار انتقادات حادة له تلك الفترة بسبب مقتل عدد غير قليل من قوات البشمركة اعتبر أنه تطوع وزج بهم بمعارك لا علاقة للإقليم بها فقط من أجل إرضاء واشنطن عنه.

مهندس مشروع الانفصال عن العراق

يعتبر مسرور البارزاني من أبرز دعاة الانفصال الكردي عن العراق خلال السنوات الماضية التي أعقبت غزو العراق عام 2003، ونشر في عام 2016 مقالاً في الواشنطن بوست يدعو فيها إلى فصل ودي بين العراق والمحافظات الكردية (إقليم كردستان العراق)، واعتبر أن العراق دولة "فاشلة" ويجب عدم إجبار الكرد على البقاء معها، كاشفا عن بدء محادثات مع بغداد قبل إجراء الاستفتاء الشعبي لترتيب الانفصال بشكل مناسب.

وقاد مسرور قبيل تنفيذ مشروع الاستفتاء الشعبي للانفصال عن العراق حملة شعبية واسعة داخل الإقليم بالتزامن مع حملة في أوروبا ودول غربية مختلفة استعان خلالها بعدد من السياسيين والباحثين الغربيين، بينهم، فنسنت هاريس، المعروف بعدائه للفلسطينيين والعرب، وكذلك السفير الأميركي الأسبق في العراق، زلماي خليل زاد، والكاتب برنار هنري ليفي، والجنرال الأميركي المتقاعد، بيتر غولبريث.

ووفقا لمراقبين في بغداد، فإن وقع تسمية مسرور وإن لم يكن مفاجئاً فهو من ضمن خارطة اتفاق كردية مسبقة، إلا أن تزمته اتجاه كثير من الملفات قد ينعكس على العلاقة مع بغداد بشكل سلبي.

وأوضح الباحث والخبير بالشأن العراقي علي الجميلي لـ"العربي الجديد"، بأن تسمية مسرور البارزاني لرئاسة حكومة الإقليم بعد تسمية ابن عمه رئيسا للإقليم تعني تدشيناً فعلياً لمرحلة حكم الأحفاد في الإقليم وهم أكثر توجها نحو الدعوات الانفصالية وأقل علاقة مع قيادات العراق السياسية في بغداد".

وأضاف الجميلي أن "الحكومة الاتحادية في بغداد قد تواجه صعوبة في التعامل مع الأحفاد الحاكمين للإقليم اليوم في الفترة المقبلة".