من نصائحي الذكورية في المسائل العاطفية (1)

من نصائحي الذكورية في المسائل العاطفية (1)

11 اغسطس 2020
+ الخط -

ـ لاتصارح حبيبتك بماضيك أيا كانت درجة سواده أو رماديته، حتى لو سلمتك النسخة الأصلية من صك الغفران، فهناك أكاذيب كثيرة مدمرة عرفها التاريخ، أكثرها تدميراً أكذوبة: "احكي لي كل حاجة عن حياتك وأنا هاقدر صراحتك وهاسامحك".

ـ لا تستهن بتأثير الأفكار العنصرية المتوارثة عن معايير الجمال، وقدرتها على التغلغل في عقولنا جيلاً بعد جيل رجالاً ونساءً، لذلك إذا كنت ستلتقي امرأة من المحتمل أن تحبها أو تتزوجها، وقالت لك إنها تعتبر نفسها بيضاء، فلا تتطوع بالتصحيح وتقول لها إنها قمحية، واترك للزمن فرصة تغيير فكرتها عن نفسها وعن الجمال العابر للألوان.

ـ لاتقل لزوجتك أو حبيبتك أبداً إن نيكول كيدمان جميلة، إلا إذا كنت لا تريد أن تتفرج على أفلام نيكول كيدمان بقية حياتك.  ومهما تغير اسم الممثلة أو جنسيتها أو عمرها، اجعل إجابتك على سؤال "رأيك إيه في شكل الممثلة دي" إجابة ثابتة دائماً: "مش مهتم بشكلها خالص.. أنا باحب تمثيلها بس".

ـ لاتعترف لزوجتك أو حبيبتك أنك أخطأت ونظرت إلى تلك المرأة التي تسير إلى جواركما في الطريق حتى لو وجدوا عينيك ملتصقتين بجسد تلك المرأة. في الحياة العاطفية على عكس الحياة الواقعية: الكذب منجاة، وجريمة الإنكار دوماً تفيد.

ـ إذا كنت في حاجة إلى إجازة عزوبية طارئة لتجديد النشاط العاطفي، لا تظهر موافقتك الفورية أو فرحتك الغامرة إذا طلبت منك زوجتك أن تقضي يومين عند والدتها، تصنع الزعل على فراقها، وسيصبح اليومان الذين تبيتهما هناك ثلاثة وربما أربعة، عندها ستريح زوجتك منك وتستريح.

لا تتزوج امرأة عاملة لأنها بالتأكيد ستهملك، ولاتتزوج امرأة لا تعمل لأنها ستعمل على شقائك، باختصار دع ربنا يعمل لك الذي فيه النصيب

ـ إذا كان بمقدورك أن تختار حقاً وحيداً لا يمكن التنازل عنه في عش الزوجية، اكتب في وثيقة الزواج حقك في التحكم في ريموت التلفزيون مدى الحياة، ولاتتنازل عن هذا الحق أبداً.

ـ إذا سألتك شريكة حياتك عن رأيك في أغنية تحبها هي وأنت لاتحبها، فبالغ في مدح الأغنية، وستقول لك مستاءة: "مش للدرجة دي يعني"، وعندها لن تكسب فقط راحة البال من سماع تلك الأغنية كل خمس دقائق، بل ستكسب راحة البال إلى الأبد إذا طبقت نفس المنهج على كل شيئ تحبه هي أكثر من اللازم وتكرهه أنت أكثر من اللازم.

ـ لا تتورط قبل الزواج في إصدار وعد قاطع بغسل الأطباق بعد الزواج. جربه أولا قبل أن تعد بذلك لأنه ليس أمرا سهلا كما قد تظن عند مشاهدتك لإعلانات مدام نظيفة.  كن حذرا فيما تعد به لأنك سيطلع بوزك وأنت تفي به.

ـ فيما يخص الجوانب الأيروتيكية المرتقبة والمأمولة للطرفين، لاتعد بأي شيئ قبل الزواج حتى لو كنت تظن أنك تستطيع الوفاء بوعدك، لأنك ستجد نفسك ذات يوم غير قادر على الوفاء بوعدك. تذكر أنك تعيش في بلادنا ذات السر الباتع والأوضاع السياسية القادرة على إخصاء قطيع من الثيران الهائجة بين عشية وضحاها.

ـ لاتبد رأيك في أي طعام طبخته زوجتك بشكل سلبي، لأنك ستظل تأكله بنفس عيوبه إلى الأبد، أظهر إعجابك الشديد بكل ما تطبخه أياً كان مستواه، ودع التطور البشري يأخذ مجراه إلى أن يأخذك الله أنت أو يأخذ زوجتك، أيهما أحبّ إليه.

ـ الاتفاق على "كوتة أسبوعية للديليفري" يغلق أبواباً يحب الشيطان فتحها، تذكر أنه لا أحد يمكن أن يموت من الجوع، لكن يمكن للإنسان أن يموت من القهر حين تضيع فلوسه في الأونطة.

ـ لاتتصور أن زواجك أو إنجابك من زوجتك بدل العيل ثلاثة وأربعة يمكن أن يغفر لك ولو لمرة نسيان الحلويات التي لابد أن تحضرها لأهل زوجتك في جميع المواسم، لاتحاول أن تسأل لماذا لا بد أن تأتي لأهل زوجتك بحلويات في ذكرى المولد النبوي، على أساس أنهم من آل البيت مثلاً، لا تسأل لماذا لايأتون هم لك بحلويات وأنت مسلم وموحد بالله مثلهم، فكل هذه أسئلة وجودية لا محل لها من الإعراب، "اشتري نفسك بكيلو حلاوة واخلص"، واحمد الله أننا لسنا من بني اسرائيل الذين كان لهم عشرات الأنبياء، وكان سيضيعك احضار حلويات في مولد كل منهم.

ـ لا تتطوع بتنظيف حمام البيت أبداً، وازعم ـ يستحسن قبل الزواج ـ أن الطبيب حذرك من ذلك لأنك أصبت في الصغر بفيروس خطير عندما ساعدت والدتك مرة في تنظيف الحمام، وأن تعرضك لهذا الخطر ثانية قد يودي بحياتك. أما إذا قالت لك زوجتك أنها أصيبت بنفس الفيروس، ابدأ في التفكير في إنهاء العلاقة فوراً، لأنها للأسف ليست أهلاً للثقة، فأنت تعرف أنه لاوجود لفيروس كهذا أصلا.

لا تتورط قبل الزواج في إصدار وعد قاطع بغسل الأطباق بعد الزواج. جربه أولا قبل أن تعد بذلك لأنه ليس أمرا سهلا كما قد تظن

ـ حاول دائما أن لاتكون تلقائيا في ردودك وأن تأخذ فرصة للتفكير فيما تقوله، يعني إذا سألتك زوجتك: "هوّ أنا لو مت هتتجوز عليا؟"، احذر من أي رد فعل تلقائي حتى لو كان ساخراً مثل: "طبعاً ده شرع ربنا" أو "ربنا يسهل.. موتي وهابقى أشوف"، عليك أن تعود مخك على أن يكون الرد التلقائي دائماً وأبداً: "ربنا يجعل يومي قبل يومك يا روح قلبي".

ـ في نفس السياق إذا سألتك زوجتك: "تفتكر أنا محتاجة أعمل عملية تجميل"، لا تفكر ولو لثواني، فالتفكير هنا قاتل ومهلك، عليك أن تدرب نفسك على أن تقول في لمح البصر: "أعوذ بالله.. مين الحيوان عديم النظر والتمييز اللي قال كده يا روحي؟" ولامانع من أن تضيف عبارات تراثية من نوعية: "ده انتي ربنا خلقك وكسر القالب"، وتذكر أن أي تأخير في الإجابة سيكلفك ثمناً فادحاً، حتى لو كانت زوجتك بحاجة إلى عملية إزالة وليس تجميل فحسب.

ـ لا تتزوج امرأة عاملة لأنها بالتأكيد ستهملك، ولاتتزوج امرأة لا تعمل لأنها ستعمل على شقائك، باختصار دع ربنا يعمل لك الذي فيه النصيب.

ـ  عندما تذهب إلى السينما مع زوجتك، احرص على أن تختار كراسي بعيدة عن العشاق الذين يشاهدون الفيلم وهم يحتضنون بعضهم بعضاً بدلال وغنج، ستقول لك زوجتك بضيق: "فاكر لما كنا بنعمل زيهم"، وستضطر لأن تقول لها بخنقة: "قبل ما تكوني نكدية وحالتك بالبلا"، وعندها لن يتفرج أحد على الفيلم، ستكون أنت الفرجة.

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.