من ملامح الوجه الآخر لكبار كتّاب مصر (3/4)

من ملامح الوجه الآخر لكبار كتّاب مصر (3/4)

05 نوفمبر 2019
+ الخط -
في جانب آخر من كتابها الممتع (شاهدة ربع قرن) تستعرض الكاتبة عايدة الشريف بعض الآراء الصادمة التي لا يقوم بعض كبار كتّاب مصر بإعلانها، منعاً لإغضاب زملائهم أو هروباً من ما يمكن أن تثيره عليهم تلك الآراء من سخط، خصوصاً حين تتعلق تلك الآراء بكاتب يمتلك سطوة ثقافية معنوية، مثل توفيق الحكيم الذي تقول عايدة الشريف إن زميله ومجايله الأستاذ يحيى حقي كان يتمنى ألا يقرأ شباب مصر كتابات الحكيم، لأنه رفع شعار مجد الفراعنة في روايته (عودة الروح) بدلاً من أن يستفز روح الحداثة والحضارة في الشباب المصري، وأنه حز في نفسه أن يجعل الحكيم في روايته مسئولية الدفاع عن مصر من نصيب مؤرخ فرنسي وليس من نصيب واحد من أبناء مصر!

في هجاء الحكيم أيضاً تنقل عايدة الشريف عن أستاذ الأدب العربي البارز الدكتور محمد يوسف نجم رأيه أن أدب الحكيم أدب تلفيقي، مستشهداً بأصول الحكيم الفكرية المستقاة من الأدب الذي قرأه الحكيم خلال إقامته في فرنسا، وتنقل عن أستاذها الدكتور محمد مندور قوله إن الحكيم انتهى من حيث ابتدأ، مشيرة إلى أن مندور تم تكليفه ذات مرة بكتابة حوار مع توفيق الحكيم لإحدى المجلات العربية، لكن الحكيم أخلف عشرات المواعيد التي قطعها له ربما خوفاً من أسئلة مندور المحرجة، فقال مندور لعايدة: وما هو الجديد الذي كان سيدلي به الحكيم؟ وأخذ يتصور الإجابات التي كان الحكيم سيجيب بها على أسئلته، وقام بكتابة الحوار ونشره ولم يعترض الحكيم على الحوار، وهي سابقة ستستهوي الكثير من عشاق الفبركة، والذين لم يكونوا بحاجة إلى الاستشهاد بمحمد مندور لتبرير إدمانهم للفبركة.


تتطرق عايدة الشريف إلى ذكر المعركة الصحفية التي دارت بين الكاتب الكبير محمد عودة وبين الأستاذ توفيق الحكيم بعد أن أصدر كتابه المثير للجدل (عودة الوعي)، فرد عليه عودة بسلسلة مقالات جمعها بعد ذلك في كتابه (الوعي المفقود) والذي استهله عودة بقصة عن موسيقار شاب سئل عن رأيه في الموسيقار الكبير توسكانيني فقال إنه بالنسبة لتوسكانيني الفنان يحني رأسه، أما بالنسبة لتوسكانيني الإنسان فهو يخلع حذاءه لينهال به عليه. وعقب صدور كتاب عودة عام 1975 ورد إلى صحيفة (الجمهورية) التي كان عودة يعمل فيها محرراً سياسياً خطاب مفتوح من قارئ وصفته عايدة بأنه "قارئ ريفي"، ذكّر فيه عودة بكتاباته السابقة التي مدح فيها توفيق الحكيم واتهمه بالازدواجية، فرد محمد عودة بعنف على القارئ "الريفي" وطلب منه أن يتفرغ للزرع والقلع ويترك الفكر لأهله، وهو أسلوب انتقد عليه البعض محمد عودة لأنه لا يتسق مع مواقفه المنحازة للبسطاء، ثم تروي عايدة أنها التقت بعد أيام مما جرى بالأديب ثروت أباظة صديق توفيق الحكيم الصدوق، فقال لها متفاخراً: "أرأيتِ كيف تمكنت من استفزاز محمد عودة"، معترفاً أنه الذي كتب خطاب القارئ الريفي الذي أخرج عودة عن شعوره، وهي واقعة لم يكذبها ثروت أباظة عقب صدور الكتاب مع أنه كان شغوفاً في تلك السنين بمقاضاة كل من يأتي بسيرته، وقام بالفعل في سنواته الأخيرة باستصدار أحكام بالحبس والغرامة بحق عدد من الكتاب الذين انتقدوه.

تروي عايدة الشريف أن الكاتب الفرنسي الأشهر في عالمنا العربي جان بول سارتر رفض خلال زيارته لمصر مع صديقته الكاتبة سيمون دي بوفوار في عام 1967 أن يحرجه الصحفيون بأسئلتهم له عن رأيه في أدب الحكيم، لأنه يتحرج من إبداء رأيه فيمن يكبره سناً، وفي حين قال البعض إن إجابة سارتر كانت لأنه لم يقرأ كتب الحكيم، ترد عايدة بأن ما يثبت أن سارتر قرأ أعمال الحكيم هو قوله له مداعباً إن قراءة الطريقة التي كتب بها عن المرأة في مسرحياته يمكن أن توحي بأن الحكيم "نرجسي مازوخي"، لكن سارتر اختار الصمت حين تم سؤاله عن رأيه في كتابة الحكيم، تروي عايدة أيضاً أن الحكيم رفض التقاط صور له مع سيمون دي بوفوار خلال إحدى حفلات العشاء التي أقيمت على شرفهما، لكن الحكيم في الوقت نفسه استاء حين سمع مع قولة الشيخ محمد أبو زهرة التي قالها تعليقاً على زيارة سارتر وسيمون: "عجبت لشعب مسلم يصفق لرجل وعشيقته"، وهاجم الشيخ أبو زهرة بشدة على تلك المقولة.

في موضع آخر من كتابها تقول عايدة الشريف إن توفيق الحكيم استاء حين قرأ خبراً نشره كمال الملاخ في الصفحة الأخيرة في (الأهرام) يقول إن الدكتور طه حسين لم يعرف بزيارة سارتر وسيمون إلا من الجرائد، ليقول الحكيم حين قرأت له عايدة الخبر منفعلاً: "من هو طه حسين هذا؟ من أين تنظرون إليه أيها الشبان؟ ما هو فكره في نظركم؟ لقد آن أن تنزلوه من فوق قممكم السامقة؟"، ثم قام الحكيم باتهام طه حسين وزوجته الفرنسية سوزان بأنهما لا يعرفان الواجب لأنهما لم يرسلا لسارتر باقة ورد، برغم أنه بلديات سوزان، كان الدكتور حسين فوزي حاضراً في تلك الجلسة، وتقول عايدة إنه رد بقوة على الحكيم قائلاً: "على رسلك يا توفيق على البنت التي تخجل من الرد عليك لصغر سنها، وإذا كانت هي تخجل فلأصارحك أنا بالحقيقة، أليس طه حسين هذا من قلت عنه ذات يوم عندما قدّم مسرحيتك (أهل الكهف) بأنه وفّر عليك عشرات السنين من الدعاية عن أدبك؟ ألم تكن تذهب إليه بميناء الاسكندرية تستقبله بعد عودته من كل مصيف لتحمل له حقائبه وتسنده من الباخرة إلى رصيف الميناء؟"، فرد الحكيم على حسين فوزي بضيق قائلاً: "والله انت كده يا حسين تقلب واطيها عاليها"، ثم قال لحسين وعايدة إنه عرض على سارتر اللقاء بطه حسين، وشرح له ظروفه الصحية، فقال له سارتر إنه يفضل اللقاء بالأدباء الشبان لكي لا يرهق أحداً.

خصصت عايدة الشريف في كتابها فصلاً كاملاً للحديث عن وقائع زيارة جان بول سارتر وصديقته سيمون دي بوفوار إلى القاهرة في مارس 1967، اختارت له عنوان (هل آن الأوان لفتح ملف زيارة سارتر إلى القاهرة؟)، معتبرة أن تلك الزيارة التي استمرت 16 يوماً كانت فاشلة ومن الواجب تحليلها لدرء أخطائها بعد ذلك مع مفكرين آخرين. كانت عايدة قد رافقت سارتر ومرافقيه في الزيارة بوصفها مراسلة لمجلة الآداب، وحظيت بمساعدة صديقيها وحيد النقاش وعبد الملك خليل الذي كان رفيقا ملازما لسارتر ومن معه، لكن ما كتبته عن الزيارة لم ينشر في (الآداب)، لأن سارتر حين زار إسرائيل بعد زيارته لمصر، أصدر تصريحاته بتأييده لوجودها مع تأييده لحق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وهو ما جعل (الآداب) تقرر عدم نشر ما كتبته عايدة عن الزيارة، برغم أن سهيل إدريس طلب منها في البداية توجيه دعوة باسم (الآداب) لسارتر وصاحبته وصُحبته لزيارة بيروت.


كانت مجلة (الطليعة) برئاسة تحرير لطفي الخولي هي التي وجهت الدعوة لسارتر، من أجل "معايشة التجربة المصرية الثورية التي يقيم بها الشعب العربي المصري تجربته الاشتراكية"، والتعرف على المعلومات الدقيقة عن القضية الفلسطينية، ليقوم سارتر ومن معه بزيارة منطقة غزة قبل شهرين من وقوع الهزيمة التي أوقعت قطاع غزة في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، لكن سارتر اشترط لقبول الدعوة أن يصحب معه المثقف الصهيوني كلود لانزمان، وقام بقبول دعوة لزيارة إسرائيل فور انتهاء زيارته لمصر، وحين أعلن سارتر مواقف مخيبة للآمال العربية خلال زيارته، حجبت (الآداب) ما كتبته عايدة عن زيارته لمصر، لكن سهيل إدريس لم يتوقف في الوقت نفسه عن نشر كتب سارتر وسيمون في دار الآداب، وكما تروي عايدة فإنه حين نشرت الدار كتاب (قوة الأشياء) الذي كتبته سيمون وترجمته زوجته عايدة مطرجي، وتحدثت فيه سيمون عن علاقة الحب التي ربطتها بكلود لانزمان، قام سهيل إدريس خلال مراجعته للعمل بإلغاء عدة صفحات تنقل فيها سيمون آراء لكلود لانزمان يتحدث فيها بانبهار عما حققته إسرائيل من إصلاحات زراعية واستيطانية وتمنياته لها بالمزيد من الإصلاحات، وللأسف لم يجد سهيل إدريس حرجا في التفاخر بوصايته كناشر على القارئ العربي الذي يفترض أن إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية، لن يتأثر بسبب بضعة سطور كتبها مثقف صهيوني.

خلال حديثها عن علاقة الحب التي ربطت سيمون بكلود لانزمان، بعلم من سارتر، تروي عايدة أنها استغربت أن توفيق الحكيم لم يكن يعرف شيئاً عن طبيعة العلاقة الثلاثية التي تربط سارتر وسيمون وكلود لانزمان، وأنه استنكر ما قالته له عايدة عن اعتراف سيمون بهذه العلاقة في كتابها، وهاجم عايدة قائلاً لها: "كيف تتطاولين على هؤلاء الفلاسفة العظماء، هل هم أناس عاديون حتى تخوضين أنت في هذا السن في سيرتهم هكذا وبهذه الطريقة المشينة غير الصادقة"، وحين أتى الكاتب أحمد بهجت مسرعاً بعد أن سمع صوت الحكيم عالياً، قال له الحكيم: "تعال واستمع لما تقوله هذه الفتاة، هل تصدق أن علاقة ما يمكن أن تنشأ بين السيدة المسنة الوقور ورفيقهم الشاب الصغير، تصور هذا الافتراء، أين سيقف سارتر من هذه العلاقة؟"، وحين قال له أحمد بهجت أن عايدة تعرف ما تقوله ويمكن أن تأتي له بما كتبته سيمون عن الموضوع ليتأكد، ظل الحكيم متعجباً مما سمعه، وحكى لعايدة ولأحمد عن احترام سارتر وسيمون الشديد له، وهو ما دفع أحمد بهجت لأن يسأله بنبرة ساخرة: "هل تعتقد يا أستاذ توفيق أنك معروف في فرنسا على المستوى الجماهيري؟" فقال له الحكيم إنه في زيارته الأخيرة لفرنسا ركب المترو، ولم يجد فيه مكاناً فارغاً، ووجد شاباً في المترو يتفحصه ملياً، ثم قام له عن كرسيه، فانفجر أحمد بهجت ضاحكاً وقال: "يا أستاذنا تفسر ذلك بأنه دليل شهرتك بينما لائحة المترو توجب على الشباب أن يقوموا للشيوخ"، وفر هارباً من أمام الحكيم بعد ما قاله، وحين عادت عايدة في اليوم التالي للحكيم بما كتبته سارتر في مذكراتها عن علاقتها بلانزمان والتي كان سارتر على علم بها، ذهل مما قرأه، ثم قال "أمامنا مئة سنة على الأقل حتى نكتب أو نحيا أصلاً مثل هذه التجارب".

تصف عايدة الشريف وقائع زيارة سارتر لمصر بأنها اتسمت بالمبالغة الشديدة، حيث "رفعناه إلى أعلى الآفاق، وعلّقنا عليه أعظم الآمال"، مما أعطى تأثيرا عكسيا على الرجل الذي كان وجهه يفيض بالسخرية أحيانا، حين يقرأ له علي السمان مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس مانشتات الصحف التي تصفه بالبطل والرائد والحر والإنسان، وحين ترجم له عنوان المقدمة التي وضعها الأستاذ مجاهد عبد المنعم مجاهد للعدد الخاص من مجلة (الفكر المعاصر) الذي صدر عنه، حيث وصفه بـ "سارتر ضمير العصر"، تساءل سارتر متعجبا: "إلى هذا الحد أمثل أنا ضمير العصر كله؟ أنا لست حتى ضمير نفسي"، ثم طلب ضاحكا من كلود لانزمان أن يتحمل عنه بعض هذه الألقاب، ولم تكن سخريته تنم عن طبيعة عدوانية كما ترى عايدة، بل عن تواضع أصيل وحرص على التأكيد بأنه لم يأت ليعلم الناس أسس الوجودية وإنما جاء ليتعرف على التطبيق العربي للاشتراكية.

بعد زيارة الأهرامات والنيل والأقصر وأسوان وخان الخليلي وشارع محمد علي والحرانية وجامعة القاهرة وأكاديمية الفنون والمعبد اليهودي وحي مار جرجس بمصر القديمة والمسرح القومي وقرية كمشيش وجامعة الإسكندرية والاتحاد الاشتراكي، زار سارتر وصحبته معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في غزة، وحدث له هناك موقف أخرجه عن هدوئه، حين جرى نحوه طفل بيده لفة مستطيلة وسلمها له، ففضها سارتر تلقائيا، ليجري إليه لانزمان ويقول له أن ما بيده هو علم المقاومة الفلسطينية، فثار سارتر وجرى وراء المصور الصحفي الذي التقط الصورة وأصر على إخراج الفيلم وتعريضه للضوء، وكان له ما أراد، لكنه في الوقت نفسه بدا عليه التأثر حين زار معسكرات اللاجئين واستمع إلى إجابات عدد من اللاجئين على أسئلته عن قضاياهم ومظالمهم، وحين سألهم عما ينوون فعله حين ينتصرون على الإسرائيليين، وهل سيقومون برمي الإسرائيليين في البحر كما تقول الإذاعات العربية؟ أجابه لاجئ اسمه عز الدين السقا: "سوف ننتصر أولا ثم نحقق ما نراه"، فقال له سارتر: "لكن لا بد لكل ثورة من فلسفة، فمن الأفكار تنبع أكبر القوى وأغناها".

تروي عايدة أنه حين انتبه لطفي الخولي إلى تلك الكبوة التي أحدثها حماس اللاجئين، أوعز إلى أحد الآنسات لكي تجيب على المخاوف التي أثارها سارتر عن مصير اليهود النازحين إلى فلسطين، فقالت له إن معاملة الفلسطينيين بعد النصر ستختلف معهم، فاليهود النازحون إلى فلسطين من الدول العربية، لن يكون عليهم أن يعودوا إلى دولهم، لأن فلسطين العربية ستكون لهم وطنا سواء بسواء، أما اليهود النازحون إليها من أوروبا، فعليهم أن يعودوا إلى بلادهم الأصليين، لأنهم وقبل كل شيئ أوروبيون متهودون، وتصف عايدة رد فعل سارتر على ما سمعه بقولها: "كانت هذه الكلمات تدخل أذن سارتر من جهة فيهدأ، وكانت كلمات لانزمان وملاحظاته عما رآه من دفع لطفي الخولي للآنسة تدخل أذنه الثانية، فيعود إلى التعادل، أما سيمون فكانت تراقب هذا المشهد بتوجس، ولكن كل ذلك لم يمنع سارتر من التفاعل، بل لقد استبد به الحماس برغم محاولة التبريد التي يقوم بها لانزمان، فأعلن بأنه لن يذهب لإسرائيل إلا بعد أن يتعهدوا له بأنه سيقابل كل العرب الذين يود رؤيتهم، وبخاصة الموجودين في السجون".

لم تحضر عايدة اللقاء الذي جرى بين عبد الناصر وسارتر، والذي كان من المفروض أن يقتصر على سارتر وسيمون دون لانزمان، لكنهما اشترطا حضوره، وأعلن عبد الناصر فجأة أنه لا يمانع في حضور لانزمان صاحب التوجه الصهيوني الواضح، وحين ذهبت عايدة في اليوم التالي إلى صحيفة (الأهرام) لكي تحصل على صور اللقاء، قال لها زملاؤها في قسم التصوير أن طلبها لن يجاب، مشيرين إلى أفلام محترقة، وحين نظرت في أطراف بعض الصور المحترقة وجدت أن لانزمان قد ذهب إلى اللقاء بقميص مفتوح، دون أن يرتدي الزي الرسمي، وأنه كان طوال اللقاء كان يضع رجلاً على رِجل، وخلال وقوف عبد الناصر معهم كان يضع يديه في جيبه، ومع أن عبد الناصر لم يتوقف عند هذه التفاصيل، لكن المشرفين على الزيارة اعتبروا ذلك تعجرفاً مرتبطاً بمواقف لانزمان الصهيونية، وشعروا أنهم تسرعوا بموافقتهم على شرط حضوره، وقرروا أنه لا داعي لنشر هذه الصور "التي تؤكد أن كرمنا العربي المتساهل تجاه مثل هذه الشخصيات المتعجرفة يورطنا"، لكن مصر بعد شهرين على انتهاء زيارة سارتر، كان لديها مشكلة أكبر من عجرفة لانزمان أو تصريحات سارتر المؤيدة لإسرائيل أو المعجبة بمصر وعبد الناصر، ولم يعد متاحاً لأحد زيارة غزة ومعسكرات اللاجئين فيها، لأنها أصبحت تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي هي وكامل أرض فلسطين المحتلة وسيناء والجولان، ولا عزاء للمغفلين وهواة الشعارات.

.....

نكمل الأسبوع القادم بإذن الله
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.