من القاع إلى القمة..حكاية ثلاثة نجوم على رادار الكبار

26 مارس 2015
+ الخط -


على خطى باستوري وبقية مواطني بلاد الفضة الذين يطرقون أبواب المجد ويبحثون عن التألق في الكالتشو الإيطالي، تيمناً بالأسطورة الخالدة دييجو أرماندو مارادونا وأيامه الخوالي في نابولي، فإن الفتى اللاتيني الصغير باولو ديبالا يأمل في تكرار هذه المحطات الناجحة، من خلال مشواره الرائع مع فريق باليرمو خلال الفترات الأخيرة، ليصبح أخيراً النجم الأول للروزانيرو، والهداف عاشق الشباك الذي يحمل أحلام المجانين من الجمهور الصقلي داخل المستطيل الأخضر.

ديبالا
يمتاز ديبالا بموهبة خالصة، تؤهله للتغلب على المدافعين في سباق الواحد ضد واحد، مع إمكانية صناعة الفرص لنفسه من دون الحاجة إلى انتظار الهدايا من زملائه، لذلك يعتبر نسخة قريبة من المهاجم الشهير كون أجويرو، خصوصاً في بداياته مع التألق رفقة أتليتكو مدريد. ويحصل باولو على دور المهاجم الصريح في طريقة لعب باليرمو 4-3-2-1، مع قدرته على التحول لدور المهاجم المتأخر ولاعب الوسط الهجومي في حالة الدفع برأس حربة كلاسيكي داخل مناطق الجزاء.

ومع دوره الرئيسي في تسجيل الأهداف وصناعتها، فإن ديبالا أيضاً يجيد التحول إلى الأطراف، من أجل الهروب من الرقابة والحصول على مساحات أكبر على الخط الجانبي للملعب، لذلك هو المهاجم القادر على شغل كافة مراكز الثلث الأخير من الملعب. مع عيوب بسيطة جداً تخص بنيته الجسمانية الضعيفة نوعاً ما، وعدم قوته في لعب الكرات الهوائية، لكنه يُعوَض ذلك بالحركة المستمرة الممزوجة بالقدرات التقنية الخالصة.

رقمياً. سجل ديبالا هذا الموسم في الدوري الإيطالي 12 هدفاً، وصنع 7 أهداف، مع إحصاءات مبشرة في المراوغة والعرقلة المشروعة، ليخطف أنظار الأندية الأوروبية الكبيرة سريعاً، وعلى رأسها فريق برشلونة، بعد تعيين الإيطالي أريدو برايدا كمستشار رياضي للنادي، وبالتالي زادت الأخبار التي تربط اللاعب بالعملاق الكتالوني، في انتظار تأكيدات قادمة بالميركاتو المقبل.

أمل شالكه
من بين كل بلدان أوروبا، تمتاز الدولة الألمانية بطاقة كروية غير عادية في السنوات الأخيرة، تتمثل في فوز المانشافت بكأس العالم الأخير، وتطور أداء فرق البوندسليجا في كافة البطولات الكبيرة، بالإضافة إلى ضخ مستمر لمواهب شابة تخطو بثبات نحو النجومية في الملاعب المختلفة، ومن بين هؤلاء، موهبة شالكه ونجم الفريق الأزرق ماكس ميير الذي تألق بشكل لافت في المواجهة الأوروبية الأخيرة أمام ريال مدريد.

يلعب ماكس في كل مراكز الوسط، بداية من لاعب الوسط الصريح على الدائرة إلى الارتكاز المساند الذي يربط بين الدفاع والهجوم، نهاية بلاعب الوسط المهاجم الذي يقوم بدور صناعة اللعب في طريقة 4-2-3-1، و3-5-2 التي يلعب بها شالكه أخيراً مع المدرب دي ماتيو. ويمتاز الشاب بنسبة التمريرات الدقيقة، مع الحفاظ على الكرة في أضيق الأماكن، وبالطبع التركيز على نقل الهجمة بأقصى سرعة أثناء لعبة التحولات من الخلف إلى الأمام.

ونتيجة لتألقه اللافت في البوندسليجا، وقيامه بالجمع بين الواجبات الدفاعية والهجومية في قالب واحد، فإن ميير بدأ يدخل أجواء المنتخب الأول بعد إعجاب المدرب لوف بقدراته، خصوصاً أنه يمثّل مركز صانع اللعب الحديث الذي يضع بصمته في المركز 10 مع عدم إهماله للشق الخلفي المطلوب، لذلك سجل اللاعب في الدوري خمسة أهداف وصنع هدف، مع عودة مستمرة للوسط من أجل مساندة لاعبي الارتكاز.

وبسبب هذه المقومات الرائعة، فإن أكثر من نادٍ أوروبي يضع نصب عينيه ماكس ميير، وفي مقدمتهم فريق يوفنتوس الإيطالي، النادي الذي يرغب في جلب أسماء جديدة من دون دفع مبالغ مالية فلكية، لذلك يراقب جوسيبي موراتا المدير العام للسيدة العجوز، لاعب شالكه ماكس ميير، لمحاولة إعادة تجربة التعاقد مع الشبان الصغار، مثل ما فعل يوفنتوس مع ألفارو موراتا لاعب الريال السابق.

أرجنتيني حائر
يدور صراع جديد بين أباطرة الكرة الأوروبية خلال الآونة الأخيرة، والسبب لاعب فياريال لوسيانو فييتو، مهاجم الغواصات الصفراء القادم من راسينج الأرجنتيني في الصيف الماضي. وخطف فيتو الأنظار سريعاً، وقدم نفسه كواحد من أفضل مهاجمي لا ليجا وأحد النجوم المميزين في بطولة الدوري الأوروبي، تحت قيادة المدرب مارسيلينو وتكتيكه الرائع الخاص بطريقة لعب 4-4-2، إذ يوجد فيتو في الأمام كمهاجم متقدم رفقة دوس سانتوس.

ورغم أن هذا الموسم هو الأول للأرجنتيني في الملاعب الأوروبية، إلا أنه اندمج سريعاً وقدم أداء مذهلاً نال استحسان الجميع، ليحصل على اهتمام خاص من جانب أكثر من فريق، خصوصاً الثنائي ريال مدريد وليفربول. ويمتاز فيتو بالسرعة الرهيبة في الهروب من الرقابة، والقدرة على تسجيل الأهداف من أي مكان في الملعب، نظراً لتمتعه بخاصية التسديد من بعيد، مع إمكانية ترجمة أصعب الفرص داخل منطقة الجزاء.

لذلك يعتبر اللاعب مهاجماً على الطريقة الحديثة، ويناسب بشدة اللاعبين المهاريين الراغبين في إحراز الأهداف، لأنه يتحرك باستمرار ويسحب معه المدافعين إلى الأطراف، تاركاً المجال أمام القادمين من الخلف. ويشبه كثيراً في طريقة لعبه الإيطالي روسي لاعب فياريال السابق، لكن مع نجاعة أكبر ورد فعل أسرع في التعامل مع الكرات القادمة من منطقة الوسط.

سجل فيتو 12 هدفاً بالليجا، وثمانية أهداف في الدوري الأوروبي، وهذه الأرقام تؤكد أنه تعاقد أكثر من ممتاز لفريق فياريال، وتشير إلى اقتراب خروجه من المدريجال إلى مكان أكبر خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ليسجل قفزة سريعة من الملاعب اللاتينية إلى أكبر مراكز الكرة الأوروبية.

المساهمون