من أجل رؤية الواقع
من أجل رؤية الواقع

عماد الحسين (سورية)
في ظلِّ الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من سبع سنوات، والتي تحمّل الشّعب السوري تبعات كثيرة لها على مدى هذه السنوات بكلِّ مرارة وألم. وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة والمتعاقبة، في كل مرة تخرج علينا أصوات تنادي بالقبيلة والوحدة العشائرية، سواء كانت مؤيدة لهذا الطرف أو ذاك، معتبرة بذلك القبيلة أو العشيرة هي المرجع الأساسي لحلِّ جميع القضايا والمشكلات الموجودة في سورية، والتي أصبحت حلولها ضمن إطار تفاهم دولي إقليمي بين جميع الدول التي لها نفوذ في سورية، وبعد قراءة الوقائع التَّاريخية للقبيلة منذ القدم، ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع تبيّنّ لي أن الحياة الاجتماعية للأفراد منذُ العصر العباسي مالت إلى المدنية، وبدأ يتلاشى مفهوم القبيلة وشيخ القبيلة المعروف لدى العرب الذي ينصر المظلوم وينجد الملهوف، ويقيّم على إكرام الضّيف وإحقاق الحق بين أفراد القبيلة جميعا، ليصبح شيخ القبيلة أداة بيد السّلطان، ومطية للطغاة والمتآمرين على بلده، وهمه الوحيد حبُ الظّهور وكسب الرّضا من ولاة الأمر الذين اختاروه ووضعوه في هذا المكان، ليكون صوتهم الذي ينادون به، والتاريخ حافلٌ بهم من الشيوخ الذين وضعتهم فرنسا في سورية إلى الشيوخ الذين وضعتهم بريطانيا في العراق فكان اعتماد الطغاة على تحييد الشرفاء وتسييد الأراذل. طبعا هناك شيوخ شرفاء، لكن تم ويتم تغييبهم دائما، وبقي هذا الأمر واضحاً وجلياً إلى يومنا هذا ليكون المفهوم القبلي وشيخ القبيلة مجرد تراث للتفاخر به دائما في المجالس والمحافل والمناسبات، وأيضا رابط أسري ضيق يقوم على أشخاص بعينهم. وبقيت المجتمعات القبلية الممسكة بعصبيتها بهدف التنافس فيما بينها في جهل وتخلف وتراجع إلى يومنا هذا، في حين ارتقت المجتمعات المدنية إلى العلم والتطور والحداثة الذي اتخذته معيار للتنافس فيما بينها. ونرى أن التجارب الوطنية السليمة في الحكم هي أنجع وأكثر نجاحاً من التجارب القبلية الخبيثة التي تحولت إلى حكم أسرة واحدة، لا يهمها إلا تكريس الحكم لها، ومصادرة الرأي وكم الأفواه وإبعاد أبناء العمومة والمقربين عنها خشية أطماعهم بالحكم والسلطة .
وخلال هذه الطفرة من التطور والعلم والنت الذي دخل بيوتنا، يبحث أطفالنا وأبناؤنا اليوم عن أفضل نوع موبايل، وأفضل برامج أنترنت، مبتعدين عن القبيلة وشيخ القبيلة الذي أصبح من التراث والتاريخ الذي نسمع عنه.
ومما زاد الضعف في الاهتمام القبلي، انتقال الناس من الأرياف إلى المدن وانشغالهم بالحياة اليومية القائمة على العمل والمدارس والجامعات والتسوق والنت والتلفاز وتأمين الاحتياجات اليومية للعائلة بعيدا عن القبيلة التي نادراً ما يتذكرها الآباء ويذكروها أمام الأبناء إلا ما ندر، لينشّأ جيل لا يعرف من القبيلة إلا اسمها.
وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا، نحن المثقفون وأبناء القبائل، تعزيز المفهوم القبلي والعودة به إلى أصله المعروف، بما يخدم ديننا الحنيف وأخلاقنا الحميدة بتعزيز الصفات الطيبة التي اقترنت بها القبيلة منذ القدم من التراحم والأرحام، والوقوف فيما بيننا عند الشدائد ونبذ الفرقة والحقد والكراهية والعصبية القبلية بين الأفراد والمجتمعات والوقوف وقفة حق مع جميع القضايا العادلة والتبرؤ من المخادعين والكذابين الذين وضعهم الطغاة والمستبدين لتكريس اسم القبيلة لصالح أهدافهم.
وخلال هذه الطفرة من التطور والعلم والنت الذي دخل بيوتنا، يبحث أطفالنا وأبناؤنا اليوم عن أفضل نوع موبايل، وأفضل برامج أنترنت، مبتعدين عن القبيلة وشيخ القبيلة الذي أصبح من التراث والتاريخ الذي نسمع عنه.
ومما زاد الضعف في الاهتمام القبلي، انتقال الناس من الأرياف إلى المدن وانشغالهم بالحياة اليومية القائمة على العمل والمدارس والجامعات والتسوق والنت والتلفاز وتأمين الاحتياجات اليومية للعائلة بعيدا عن القبيلة التي نادراً ما يتذكرها الآباء ويذكروها أمام الأبناء إلا ما ندر، لينشّأ جيل لا يعرف من القبيلة إلا اسمها.
وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا، نحن المثقفون وأبناء القبائل، تعزيز المفهوم القبلي والعودة به إلى أصله المعروف، بما يخدم ديننا الحنيف وأخلاقنا الحميدة بتعزيز الصفات الطيبة التي اقترنت بها القبيلة منذ القدم من التراحم والأرحام، والوقوف فيما بيننا عند الشدائد ونبذ الفرقة والحقد والكراهية والعصبية القبلية بين الأفراد والمجتمعات والوقوف وقفة حق مع جميع القضايا العادلة والتبرؤ من المخادعين والكذابين الذين وضعهم الطغاة والمستبدين لتكريس اسم القبيلة لصالح أهدافهم.