منظمة حقوقية تتهم هوليوود بممارسة الرقابة الذاتية لدخول الصين

منظمة حقوقية تتهم هوليوود بممارسة الرقابة الذاتية لدخول الصين

06 اغسطس 2020
تشمل الرقابة الذاتية تغييرات على السيناريو أو حذف مشاهد (روبين بيك/فرانس برس)
+ الخط -

اتهم تقرير أصدرته منظمة "بن أميركا"، يوم الأربعاء، هوليوود بأنها تمارس الرقابة الذاتية لكي تُمكّن أفلامها من دخول السوق الصينية الضخمة.

ولاحظت المنظمة التي تُعنى بالدفاع عن حرية التعبير، أنّ "كتّاب السيناريو والمنتجين والمخرجين يجرون تعديلات من كل الأنواع أملاً منهم في الوصول إلى المستهلكين البالغ عددهم 1.4 مليار في الصين". ويشمل ذلك إدخال تغييرات على نصوص السيناريو أو حذف مشاهد من الأفلام.

واستشهدت المنظمة على ذلك بأمثلة منها حذف علم تايوان عن سترة توم كروز في فيلم "توب غان: مافريك"، ومحو اسم الصين كمصدر لفيروس فتّاك في فيلم "وورلد وور زي" الذي عرض عام 2013.

كذلك أشار التقرير إلى تجنّب التطرق في الأفلام إلى مواضيع حساسة، كالتيبت وتايوان وهونغ كونغ وتشيجيانغ، وتفادي ظهور أشخاص مثليين أو متحولين جنسياً في الأفلام.

وشدد التقرير على أن "تطمين الحكومة الصينية والجهات المسؤولة عن الرقابة في الصين أصبح إحدى الوسائل" التي تتبعها هوليوود.

ولدى بكين نظام رقابة من الأكثر قمعية في العالم، وهو تابع لقسم الدعاية السياسية في الحزب الشيوعي الصيني. ويعود إلى جهاز الرقابة هذا أن يبت جواز عرض فيلم أجنبي في الصين. ولا يعرض بالفعل سوى عدد قليل جداً سنوياً من الأفلام الأجنبية في الصين التي ستشكّل قريباً السوق الأكبر للأفلام في العالم.

وحققت إنتاجات أميركية ضخمة منها "أفنجرز: إندغايم" و"سبايدرمان: فار فروم هوم" مداخيل في الصين أكثر مما حققت في الولايات المتحدة نفسها.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وأوضح تقرير "بن أميركا" أن "للحزب الشيوعي الصيني في الواقع تأثيرا كبيرا في إمكان أن يحقق فيلم هوليوودي إيرادات عالية أو لا، وهذا ما يعرفه مسؤولو شركات الإنتاج".

ولهذا السبب، اعتذر رئيس "ديزني" السابق، مايكل إيسنر، من السلطات الصينية بعد منعها عرض فيلم "كوندون" لمارتن سكورسيزي، علماً أن هذا الفيلم الذي يعود إلى العام 1997 يتناول حياة الزعيم الروحي للتيبت، الدالاي لاما، الموجود في المنفى.

وأضاف التقرير أن بعض الأشخاص في هوليوود "يبادرون من تلقاء أنفسهم وبملء إرادتهم إلى مراعاة هذه القيود، من دون أن يُطلب منهم"، في حين أن آخرين يوجهون الدعوات إلى مسؤولي الرقابة الصينيين لحضور التصوير.

وروى أحد المنتجين أنه "إذا قدمت مشروعاً يحمل انتقاداً علنياً"، قد "توضع أنتَ وشركتك على اللائحة السوداء".

ونبّهت "بن أميركا" إلى أن "مقاربة هوليوود القائمة على الانصياع للأوامر الصينية قد تشكّل قاعدة لبقية العالم"، وحذرت من تحوّل ذلك إلى "أمر طبيعي جديد" في دول تفخر بحرية التعبير فيها.

(فرانس برس)

المساهمون