منسق"6 إبريل":ما حدث في 3 يوليو انقلاب

منسق"6 إبريل":ما حدث في 3 يوليو انقلاب

21 فبراير 2014
+ الخط -

حمّـل منسق حركة "شباب 6 إبريل"، عمرو علي، النخبة السياسية المدنية والإسلامية مسؤولية عودة الحكم العسكري، مؤكدا ضرورة إيجاد "صيغة تفاهم" للخروج من المأزق الراهن، ليس من بينها عودة الرئيس محمد مرسي، الذي عزله الجيش 3 يوليو/تموز الماضي، إلى منصبه ولو لفترة مؤقتة. لكن "ما يُهدد جهود المصالحة هو عدم رغبة السلطة الحاكمة في إنهاء الأزمة"، حسبما قال علي في حوار لـ "العربي الجديد"، فإلى نص الحوار.

بداية، من تفاعل مع المبادرة التي أطلقتها الحركة مؤخرا؟

تشمل المبادرة 3 أطراف هي جماعة الإخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية وباقي القوى السياسية، وعندما أعلنت عنها الحركة قبل الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير، فضلت الأطراف كافة إرجاء الإعلان عن موقفها منها بعد انتهاء فعاليات إحياء الذكرى التي توقع البعض أن تكون نواة لموجة ثورية جديدة، فيما تخوف آخرون من أن تنتهي بترسيخ وضعية الجيش في الحياة السياسية وتمكنه بشكل أكبر. ما حدث أن 25 يناير 2014 لم يكن يوما قويا على النحو المتوقع.

لماذا لم يكن 25 يناير يوما قويا؟

لعدة أسباب أهمها الدعاية المكثفة التي بثتها وسائل الإعلام الحكومية والخاصة، المملوكة لرموز النظام السابق، لتشويه كافة الحركات الداعية إلى التظاهر والمطالبة باستكمال أهداف الثورة وتصحيح مسارها هذا اليوم، فضلا عن وجود الإخوان في الشارع مما تسبب في خوف بعض من كانوا ينوون النزول من الخلط بين تظاهراتهم وتظاهرات الإخوان، وخوفهم أيضا من الإفراط في استخدام العنف لفض التظاهرات، كما عزف الشباب غير المسيس عن المشاركة بعد أن خذلتهم النخبة السياسية التي نكصت بوعودها بعد وصولها إلى الحكم عقب 30 يونيو/حزيران.

لكن ألم تحقق فعاليات 25 يناير أي نجاح يذكر؟

على الرغم من أنه لم يكن يوما حاشدا، إلا أنه حقق جزءاً من النجاح المطلوب بإظهار أن هناك معترضين في الشارع، ولم يقتصر المشهد على المؤيدين فقط.

هل تواصلتم مع أي من القوى الفاعلة بعد 25 يناير؟

تواصلنا بالفعل مع بعض القوى المدنية قبل ذكرى الثورة، لكنها، كما قلت في السابق، فضلت إبداء رأيها بعد 25 يناير، ثم تجاهلت المبادرة بعد ذلك لأنها ربطتها بفعاليات إحياء الذكرى التي فشلت من وجهة نظرها.

ماذا عن المسؤولين الرسميين؟ هل تواصلتم مع أي منهم؟

بعد 30 يونيو/حزيران الماضي، كنا نتواصل مع مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس المؤقت، عدلي منصور، لكن لا نستطيع التواصل معه الآن فهو مؤمن بأن النظام الحالي على صواب دائما وأن أي اعتراض على أدائه يعني المطالبة بعودة الإخوان إلى الحكم وبالتالي لا يتواصل مع معارضي النظام، و"6 إبريل" جزء من هذه المعارضة.

أكدت قيادات في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أنهم يتواصلون معكم، ما حقيقة الأمر؟

غير صحيح، فتحركاتهم تختلف عن أهدافنا، وترى الحركة أن أي تقارب معهم يضر بالمشهد أكثر مما يفيده؛ فهم يطالبون بعودة نظام ثار ضده المصريون وهو ما يعطي ذريعة للسلطة الحاكمة لأية تحركات في الشارع.

لكن القيادي في التحالف، الدكتور خالد سعيد، يتهمكم بإنكار التواصل معهم، ما رأيك؟

إذا حدث اتصال معهم لن ننكره، والتحالف يصر على الترويج على وجود قنوات اتصال مفتوحة مع "6 إبريل" وغيرها من الحركات الاحتجاجية لتجميل صورته وتصدير فكرة أن الحراك في الشارع لا يقتصر على الإخوان فقط، لكننا نرفض الزج بنا في تحركاتهم.

هل تخشون اتهام الحركة بأنها منظمة إرهابية إذا أعلنتم تواصلكم مع التحالف؟

لا علاقة للأمر بالقضية المرفوعة ضد الحركة. في الماضي تحالفنا مع الإخوان. كنا نثق فيهم وأعلنا دعمنا لمحمد مرسي في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، لكنهم خذلونا فلا مبرر للتواصل معهم مرة أخرى. ليست مناورة سياسية من جانبنا، لكننا ببساطة لن نكرر أخطاء الماضي.

متى ستحكم المحكمة في دعوى حمدي الفخراني؟

لم تحدد المحكمة، في 14 يناير/كانون الثاني الماضي، ميعاد الجلسة القادمة للنظر في دعوى اتهام الحركة بأنها منظمة إرهابية. أتوقع أن تكون مجرد ورقة ضغط لإرهاب الحركة تخلت الحكومة عنها بعد أن تيقنت من عدم جدواها.

هل تتواصلون مع الدكتور محمد البرادعي؟

التقينا به آخر مرة في حزب الدستور قبل أيام من 30 يونيو/حزيران. أبدينا تخوفنا من استغلال العسكر للتظاهرات وبسط سيطرتهم على المشهد، لكنه طمأننا بدعوى أن الجيش لا يرغب في العودة إلى الحكم، وأكد لنا وقتها أن التحرك سيقتصر على القوى المدنية فقط، وهو ما حدث بشكل صوري، حيث تولي رئيس المحكمة الدستورية العليا منصب الرئيس وشكًل التيار المدني للحكومة، فيما أمسك العسكر بخيوط اللعبة.

كيف ترى سفره إلى الخارج بعد تعقد المشهد في البلاد؟

لا أرغب في التفتيش في نوايا البرادعي أو غيره. قد يكون رأى أن وجوده لن يحقق أية فائدة، لذلك فضل الابتعاد عن مصر خلال هذه الفترة.

التقيتم بالحكومة على الرغم من مطالبتكم بتشكيل حكومة إنقاذ اقتصادي؟

نعترض على أداء الحكومة، وتضمنت مبادرتنا بالفعل بندا بتشكيل حكومة إنقاذ اقتصادي، لكنّ مبدأنا تحقيق الهدف وليس تبني الموقف الرافض لسياسات الحكومة طوال الوقت، ولقاؤنا بعدد من الوزراء تم بناء على دعوة من وزارة التضامن الاجتماعي التي قالت إنها تريد الوصول إلى حلول بعد عزوف الشباب عن التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة، الذي جرى منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وانسحبنا عندما اكتشفنا أن اللقاء غير جاد.

ماذا عن لقائكم بأعضاء من المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي وصفه مؤسس الحركة أحمد ماهر بـ "مجلس حقوق السيسي"؟

التقينا بمن نثق فيهم من أعضاء المجلس، وتمكنا من انتزاع اعتراف منهم، وهو إحدى الجهات الحكومية، بوجود تعذيب في السجون وهو ما تضمنه تقرير أصدره المجلس بعد زيارته إلى سجن طرة.

ننتقل بالحديث إلى 30 يونيو/حزيران، هل توقعتم أن يستغل العسكر هذه التظاهرات للعودة إلى الحكم مرة أخرى؟

كانت لدينا تخوفات، وحذرنا آنذاك من خطورة استغلال المؤسسة العسكرية للموقف، لكن ْ لم يمنحنا الإخوان خياراً آخر، خاصة أنهم لم يلقوا بالا ً بتحذيرات بعض الناس لهم من ثقتهم المفرطة في الجيش.

علمتم بمشاركة الفلول ومع ذلك حشدتم لتظاهرات 30 يونيو/حزيران، لماذا؟

شاركنا في جمع استمارات "تمرد"، للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس وإجراء انتخابات مبكرة، من منطلق إيماننا بأهمية التخلص من نظام الإخوان، وجمعنا بالفعل مليونـَيْ استمارة وسلمناها إلى القائمين على الحملة. رفعنا شعار "يسقط كل من خان عسكر وفلول وإخوان" في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، لكن كما قلت لم يمنحنا الإخوان أي فرصة أخرى، لم نندم على ما حدث فلم نندم مثلا على دعم مرسي في انتخابات الرئاسة.

يتهمكم بعض الناس بأنكم لم تعترفوا بأن ما جرى في 3 يوليو/تموز انقلاب إلا بعد أن طالكم القمع، ما رأيك؟

لما يأت رد فعلنا متأخرا كما ادعى بعض الناس، فالبيانات التي أصدرتها الحركة قبل وبعد 3 يوليو/تموز تؤكد عكس ذلك، فقد أعلنـّا أكثر من مرة أن أي محاولة للسيطرة على السلطة من قبل المؤسسة العسكرية تعني الانقلاب، وعندما تأكدنا من نوايا الجيش اعترضنا على مساعيه، خاصة بعد أن ترددت أنباء عن نية وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي الترشح للرئاسة.

برأيك من تسبب في الحال الذي وصلت إليه الثورة بعد 3 سنوات من اندلاعها؟

تتحمل القوى المدنية والإسلامية مسؤولية ما حدث، أما الشباب فقام بدوره في التصدي للفساد والقمع لكن النخبة السياسية فشلت في تحويل أهداف الثورة إلى نظام حقيقي للحكم.

لكن هناك اتهامات بشأن عدم تأسيس شباب الثورة ائتلافاً يجمع القوى الاحتجاجية؟

غير صحيح. كان هناك ائتلاف شباب الثورة الذي جمع أبرز الحركات الاحتجاجية الفاعلة على الأرض، ومن بينها "شباب 6 إبريل"، وتوحد حول مطالب محددة أهمها القصاص للشهداء وتطهير مؤسسات الدولة، خاصة وزارة الداخلية، أما باقي الحركات فكانت مجرد أسماء لكيانات وهمية صنعها المجلس العسكري للادعاء بوجود شباب يؤيدون سياساته.

كيف يمكن الخروج من المأزق؟

لا بد من حل سياسي لإنهاء حالة الاحتقان الشعبي الذي يتصاعد يوما بعد يوم، وعلى القوى السياسية أن تدرك خطورة الوضع الراهن وتداعياته على مصداقيتها أمام الرأي العام، لذا يجب إيجاد صيغة للتفاهم بوضع قواعد لتداول السلطة، لكن المشكلة الحقيقية أن السلطة الحالية يبدو أنها لا تريد ذلك.

اقترح بعض الناس عودة الرئيس محمد مرسي شرفيا لفترة مؤقتة، ما رأيك؟

الموضوع أكبر من عمل مواءمة سياسية بعودة مرسي لمدة مؤقتة، حتى لو قبلنا هذا الطرح، فسيرفضه بالطبع من ثار ضده في 30 يونيو/حزيران.

متى تتوقع أن تصحح الثورة مسارها؟

طالما لم تتحقق أهداف الثورة سيظل الشارع في حراك دائم، وستتصاعد حدته في أي وقت وتندلع الموجة الثورية ضد عودة انتهاكات جهاز الشرطة وقمع المؤسسة العسكرية وتجاهل السلطة المطالب الاجتماعية.

هل تتوقع أن تكون هذه الموجة أكثر دموية؟

لا يشترط أن تكون أكثر دموية، فالناس كانت محتقنة قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011 وحافظت على سلميتها رغم ذلك.

كيف ترى تصريحات سيف اليزل عن تمويل الجيش أحزاباً وحركات ٍ احتجاجية؟

أرجح أن تكون صحيحة لأن اليزل لا يقول فرقعات إعلامية، فهذه التصريحات وراءها مصادر موثوقة مما يؤكد صدق توقعاتنا بشأن تمويل المجلس العسكري بعض الائتلافات الوهمية في الفترة الانتقالية الأولى.

ما الحركات والأحزاب التي أشار إليها اليزل في تصريحاته؟

لا أعرفها على وجه الدقة لكن المؤكد أن هناك من يحظى بدعم الجيش، بدليل أنه لم يخرج أحد لينفي صحة تصريحات اليزل المعروف بقربه من المؤسسة العسكرية.

هل تتوقع قبول استئناف ماهر ودومة وعادل في جلسة 10 مارس/آذار المقبل؟

الحقيقة أن الحكم بحبس النشطاء الثلاثة، بتهمة خرق قانون التظاهر والاعتداء على قوات الأمن في محيط محكمة عابدين، 3 سنوات وتغريم كل منهم 50 ألف جنيه مسيَس.

استبشر المحامون خيرا وتوقعوا قبول الاستنئاف بعد تفنيد ادعاءات النيابة لكننا فوجئنا برفض الاستئناف، الذي قدمه محامو الناشط السكندري حسن مصطفى، الأحد الماضي، واستمرار حبسه وهو ما نخشى حدوثه مع ماهر وعادل ودومة.

كيف تفسر الاتجاه لإجراء الانتخابات الرئاسية أولا؟

تخشى السلطة إجراء الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية، حتى لا يتفتت تحالف 30 يونيو/حزيران الذي تعتمد عليه بشكل أساسي لتبرير ممارستها في الشارع، فالنظام المؤقت يدرك جيدا أن صورته بدأت تهتز في الشارع، وأن المصريين بدأوا يفقدون ثقتهم في قدرته على حل المشاكل لهذا حاولوا إنقاذ الموقف وإجراء الانتخابات الرئاسية أولا.

هل ستدعمون مرشحا بعينه في الانتخابات؟

لم نتخذ قرارا نهائيا في هذا الشأن، لكن الاتجاه العام داخل الحركة أن الأمر أشبه بالمسرحية الهزلية، وبالتالي لن تكون المشاركة مجدية بأية حال من الأحوال. نخشى تجييش الجيش أجهزة الدولة كافة، وفي مقدمتها بالطبع وسائل الإعلام، لدعم السيسي باعتباره المرشح الوطني واتهام من يعارضه بالعمالة والخيانة كما حدث في استفتاء يناير/كانون الثاني الماضي.

هل التقيتم بالمرشحين الرئاسيين المحتملين خالد علي وحمدين صباحي؟

لم نلتق بعلي، أما صباحي فقال، في تصريحات تليفزيونية، إنه لا يثق في "6 إبريل"، وبالتالي لا أتوقع أي تواصل معه.

كيف تقرأ المحاكمات التي تجرى للرئيس المنتخب محمد مرسي؟

اتهام مرسي بالتخابر إهانة للدولة المصرية، فكيف يُحاكم رئيس منتخب بممارسة التخابر أثناء فترة رئاسته؟ واحتجازه في قفص زجاجي محاولة للنيل من شخصه والتنكيل به وهو ما ترفضه الحركة.

ما يحدث نوع من أنواع العبث وهو استمرار لمسلسل الانتقام من الإخوان من الجناح التابع للنظام القديم في السلطة، وهو ما يظهر أيضا في تعذيب المعتقلين الإخوان بشكل مضاعف في أقسام الشرطة والسجون، مقارنة بغيرهم، فالأمر تحول إلى تصفية حسابات معهم.

المساهمون