مناجم فوسفات "الرديف" تهدد حياة التونسيين

مناجم فوسفات "الرديف" تهدد حياة التونسيين

13 مارس 2014
+ الخط -


تشتهر مدينة الرديف في أقصى جنوب غرب تونس بتاريخ طويل من المقاومة والنشاط السياسي، ولا يتوقف أهالي الرديف عن المطالبة بفرص عمل وتحسين أحوالهم المعيشية. ويساور سكان المدينة الواقعة ضمن ما يسمى الحوض المنجمي في تونس مؤخراً قلق بالغ من تلوث البيئة الناجم عن النشاط التعديني في مناجم الفوسفات شبه المتعطلة.

وقال حسن بن عبد الله المشرف على حزب العمال التونسي في الرديف، والذي سُجن في أعقاب احتجاجات بالمدينة عام 2008، "الفوسفات مخزن في أماكنه لأكثر من ثلاث سنوات ويخرج غازات تضر بالمواطن وبصحته".

وحذّر عامر عمروسية الأمين العام المساعد لحزب العمال، من تضاعف المخاطر الصحية بسبب تهالك مرافق البنية الأساسية قائلاً: "البنية التحتية متهالكة والمستشفيات باعتبارها المرفق العمومي المتعلق بالصحة حالته كارثية. والمستشفى الجهوي في قفصة لو شاهده الأوروبيون فإنهم لاشك سيرفضون استخدامه كمشفى لحيواناتهم الأليفة".

والفوسفات عنصر مهم لجسم الإنسان إذ يدخل في تركيب الحمض النووي ويساهم في توزيع الطاقة في الجسم، لكن زيادة معدلاته تضر الكلى وتسبب هشاشة العظام.

وقال هادي صدوق المسؤول النقابي بالمستشفى الجهوي في الرديف "عندنا تفاقم كبير لسرطان الرئة وأنواع السرطانات الأخرى.. العديد من الأمراض في الجهاز التنفسي نرصدها يومياً كأطباء، بينها الحساسية والربو.. كلها بسبب التراكمات المعدنية في المنطقة وتخزين الفوسفات".

ويتخلف عن عمليات استخراج الفوسفات من الأحجار نفايات فيها نسب مرتفعة من المعادن مثل اليورانيوم الذي يحتاج التعامل معه إلى احتياطات صارمة لئلا يتسرب إلى المياه الجوفية، ويستخدم الفوسفات في صناعة أنواع خاصة من الزجاج والمصابيح الكهربائية وفي إنتاج الصلب وفي الصناعات الحربية، ويدخل في تركيب مبيدات الآفات والمنظفات، كما يستخدم بصفة رئيسية في صناعة الأسمدة الزراعية التي تحتاج إلى كميات ضخمة من الماء.

وأدى التوسع في إنتاج الفوسفات في الحوض المنجمي في تونس إلى تراجع كبير في الموارد المائية بالمنطقة، وحسب نوفل كرو رئيس جمعية قفصة للبيئة والتنمية "منطقتنا واحة والواحة تعني نمط حياة مختلفاً. لكن الواحة مُهددة بشكل كبير جراء نقص الماء وتلوث الماء المتاح بالفوسفات.

وكانت شركة فوسفات قفصة تنتج ثمانية ملايين طن من الخام قبل انتفاضة 2011 تمثل أربعة في المئة من الدخل القومي التونسي وتسعة في المئة من الصادرات. لكن الإضرابات والاحتجاجات المتكررة أدت إلى تراجع الإنتاج إلى 2.6 مليون طن في 2012 قبل أن يرتفع قليلا إلى 3.2 ملايين طن في 2013.

دلالات

المساهمون