ممدوح فرج.. ابتسامة داخل حلبة مصارعة

16 اغسطس 2014   |  آخر تحديث: 20:23 (توقيت القدس)
يعود الفضل لممدوح فرج في نشر لعبة المصارعة عربيا(twitter)
+ الخط -

فقد الوسط الرياضي المصري والعربي أحد أبطاله القلائل الذين وصلوا للعالمية في لعبة مغمورة تحولت بفضله الى لعبة شعبية من المحيط للخليج، بعدما غيب الموت مصارع القرن ممدوح فرج عن عمر يناهز 63 عاما بعد صراع مع المرض.

وخسر فرج معركته الأخيرة في حلبة الحياة في يوم عيد ميلاده، ليخلف وراءه ذكريات جميلة يحتفظ بها كل عاشق للمصارعة الحرة، رغم الصورة التقليدية العنيفة عن المصارعين، كان فرج متمسكا بابتسامته وخفة ظله، لذا كان معشوقا للأطفال قبل الكبار، وكان يرسم البسمة على وجوه الجميع بفضل تعليقاته الساخرة على المباريات، لذلك كان تقليدا في بيوت المصريين والعرب السهر لساعات متأخرة من أجل الاستماع اليه منذ عقد التسعينيات وحتى وافته المنية.

وعرف عن فرج ايضا سعة صدره وتقبله للنقد، حتى حين تحول لمادة للسخرية بسبب أخطاء في نطق أسماء المصارعين أو في ترجمة الحوارات داخل الحلبة، وحتى بعد ظهور جيل جديد من المعلقين على مباريات المصارعة أكثر دراية باللغات الأجنبية وخبرة بكواليس اللعبة، الا أن فرج كان الاختيار الأول دائما للمستمعين مهما تنقل بين القنوات الفضائية.

إنجازات عالمية
وسجل فرج العديد من الإنجازات في اللعبة، فقد فاز بخمسة القاب في بطولة العالم للوزن الثقيل، إضافة إلى العديد من البطولات التي توج بها على الصعيد الأوروبي في ألمانيا والنمسا وفرنسا وإنجلترا وإسبانيا، وإنجازه الأعظم الذي طالما تباهى به هو لقب "مصارع القرن".

وبدأ ممدوح فرج مشواره بعد فوزه ببطولة بناء الأجسام للناشئين، حين كان في الـ 17 من عمره، كما برع في لعبتي الجودو والملاكمة، لكنه شق طريقه في عالم الاحتراف على أرض النمسا ومنها خاض العديد من النزالات مع مشاهير المصارعة في مختلف دول القارة العجوز وانتصر على كثير منهم.

وفي لعبة طالما التصقت بممارسيها اتهامات بالتمثيل، كان ممدوح فرج بهيئته الجسمانية الضخمة وطبيعة شخصيته المرحة اختيارا مغريا للمخرجين السينمائيين، فقام ببطولة فيلم "علقة موت" الذي جمع بين الكوميديا والأكشن، وشاركه البطولة بطل بناء الأجسام السابق الشحات مبروك، كما ظهر في السنوات الاخيرة في العديد من الإعلانات التجارية التي كانت تحمل دوما طابعا ساخرا.

ورحل ممدوح فرج الذي يعود اليه الفضل الكبير في نشر لعبة المصارعة بين أجيال متعاقبة في الوطن العربي ممن سيشتاقون لابتسامته خارج الحلبة، وستبقى ذكراه خالدة بينهم.

المساهمون