مليشيا "الحشد الشعبي" تستهدف مساجد بيجي

مليشيا "الحشد الشعبي" تستهدف مساجد بيجي

22 أكتوبر 2015
"الحشد الشعبي" متهمة بارتكاب انتهاكات كبيرة(Getty)
+ الخط -
تستمر المعارك بين القوات العراقيّة المدعومة بمليشيات "الحشد الشعبي" وتنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) في محافظة صلاح الدين وبلدة بيجي التابعة لها، بينما يركز الحشد على قصف المساجد في المدينة والتي دمّر العديد منها.

وقال مصدر محلّي في بلدة بيجي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المعارك الدائرة في البلدة تسببت بضرر كبير في بنيتها التحتيّة، فضلاً عن الأضرار والخسائر البشريّة التي لحقت بها"، مبينا أنّ "مليشيا الحشد ركّزت خلال المعركة الأخيرة، على استهداف المساجد في البلدة بالقصف المدفعي والصواريخ والهاونات وحتى القاذفات".

كما أوضح أنّه "حتى الآن تم تدمير نحو 18 مسجدا في البلدة، ومنها مساجد الفتاح والفاروق والصدّيق والحمزة والكريم والنور والمالحة ومسجد قرى السلام والعصريّة ومكحول وغيرها"،
مشيراً الى أنّ "بعض تلك المساجد تم تفجيرها بحجة أنّ المليشيات في ذلك بأنّ عناصر داعش يتواجدون في تلك المساجد".

إلى ذلك، أكّد "عدم صدقيّة هذه التبريرات، وعدم وجود داعش في المساجد، والدليل على ذلك أنّ طيران التحالف الدولي الذي يستهدف مقرات داعش ولديه معلومات استخباريّة عنها؛ لم يقصف أيّ مسجد في العراق".

من جهته، اعتبر عضو الوقف السنّي العراقي، الشيخ محمد المشهداني، استهداف المساجد "محاولة من المليشيات لتأجيج الفتنة في محافظة صلاح الدين وعدم تحريرها".

ودعا في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أهالي المحافظة إلى "عدم الانجرار وراء دعاة الفتنة الطائفية التي تضرّ بكل مكونات الشعب العراقي"، مؤكداً أنّ "الوقف سيأخذ دوره في تهدئة النفوس وتطييبها، وسيعيد إعمار تلك المساجد بعد انتهاء تحرير المحافظة".

بدوره، انتقد مجلس عشائر صلاح الدين استهداف المساجد من قبل المليشيات، مؤكّدا أنّ "عملية الاستهداف هي عمليّة منظمّة وتجري وفق خطة مدروسة، بدليل تعمد الاستهداف".

وقال عضو المجلس الشيخ عبد الله الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي محافظة صلاح الدين وبيجي، يحاولون قدر المستطاع التعاون مع القوات العراقيّة في ضرب داعش وتحرير مناطقهم، لكن لا يجدون مجالا إلى ذلك".

اقرأ أيضا: اتفاق عراقي–أميركي: تكثيف ضربات التحالف مقابل منع التدخل الروسي 

وأشار إلى أنّ "المليشيات تقف حاجزاً بين القوات العراقيّة والعشائر، وتحاول قطع أيّ طريق للتواصل خشية أن تأخذ العشائر دورها في المعارك وتتصدّى للتنظيم، وتحصل على التسليح والدعم"، مضيفا أنّ "المليشيات وفوق كل ذلك تسعى إلى تأجيج الفتنة الطائفيّة من خلال استهداف المساجد وكتابة الشعارات الطائفية على الجدران لاستفزاز أهالي المحافظة".

وأكّد أنّ "أهالي المحافظة رغم كل ذلك لم يظهروا لهم العداء ولم يتعاملوا معهم وفق تصرفاتهم حرصا على اللحمة العراقيّة"، مناشدا رئيس الوزراء بـ"أخذ دوره ومحاسبة المليشيات على هذه الإساءات".

يذكر أنّ مليشيات "الحشد الشعبي" متهمة بارتكاب انتهاكات كبيرة في المناطق المحرّرة في تكريت وديالى وجرف الصخر، إذ إنّها منعت عودة النازحين وهجّرت عوائل كثيرة في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي في تلك المناطق، كما ترتكب أعمال خطف وقتل بشكل مستمر".