مليشيات عراقية موالية لإيران تهاجم الأردن: تصويب على القمة الثلاثية؟

مليشيات عراقية موالية لإيران تهاجم الأردن: تصويب على القمة الثلاثية؟

31 اغسطس 2020
الخزعلي يتهم الأردن بتدريب عناصر عراقية بإشراف الولايات المتحدة (فرانس برس)
+ الخط -

لليوم الثالث على التوالي، توجه مليشيات مرتبطة بإيران، عبر وسائل إعلام مملوكة لها وتصريحات زعماء فصائل مسلحة، اتهامات للأردن بالضلوع في ما تزعم أنه "مخطط أميركي إسرائيلي" يجري تنفيذه في الأردن لتدريب عناصر على تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير، لـ"تشويه سمعة فصائل المقاومة"، بما في ذلك تنفيذ عمليات الاغتيال الأخيرة التي طاولت ناشطين عراقيين. 

ويرى مراقبون عراقيون أن التصعيد يأتي بعد القمة الثلاثية التي عقدت بين العراق والأردن ومصر، وما أسفرت عنه من تفاهمات واتفاقيات تتعلق غالبيتها بالتبادل التجاري بين الثلاث الدول،  لافتين إلى أن  دخول منافس جديد لإيران في السوق العراقية قد يكون سبباً كافياً للمليشيات المرتبطة بإيران لخلق أزمة مع عمّان في هذا الوقت تحديداً. 

واختتمت في العاصمة الأردنية، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، أعمال القمة الثلاثية التي جمعت الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وتضمن البيان الختامي للقمة عدة نقاط، من بينها توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة، بما يحقق مصالحها المشتركة. 

وأول أمس، السبت، اتهم قيس الخزعلي، زعيم مليشيا "العصائب"، إحدى أبرز الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران، في خطاب له بثته وسائل إعلام تابعة للمليشيا، الأردن بتدريب "مجاميع مسلحة من أشخاص عراقيين بإشراف المخابرات الأميركية والإسرائيلية، لتنفيذ اغتيالات وتفجير عبوات ناسفة ولاصقة".

وجاء تصريح الخزعلي في معرض نفيه اتهامات للمليشيات بأنها تقف وراء اغتيال الناشطين، مبيناً أن "هناك مجاميع من أشخاص عراقيين من محافظات مختلفة تم تجنيدهم وتدريبهم خارج البلاد، وأن أغلب المجاميع تم تدريبهم في الأردن، وبإشراف مشترك من المخابرات الأميركية والإسرائيلية".

ولفت الخزعلي إلى أنه تم تدريب المجاميع على عمليات الاغتيال بالكواتم (مسدسات مزودة بكاتم للصوت)، واستخدام العبوات اللاصقة وعمليات القنص، مضيفا أن "23 مجموعة تم تدريبها وتأمين احتياجاتها وهي موجودة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وتركز على محافظات النجف وكربلاء والبصرة وذي قار، وهي مسؤولة عن عمليات الاغتيال وتقوم بتصعيد الوضع الأمني".  

الخزعلي: 23 مجموعة تم تدريبها وتأمين احتياجاتها وهي موجودة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، وتركز على محافظات النجف وكربلاء والبصرة وذي قار، وهي مسؤولة عن عمليات الاغتيال وتقوم بتصعيد الوضع الأمني

في المقابل، اعتبرت كتلة "تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، أن الاتفاقات التي توصل إليهظا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الأردن ومصر في القمة الثلاثية، الأسبوع الماضي، يجب أن تمر عبر البرلمان ولن تكون نافذة بغير ذلك. 

ونقلت وسائل إعلام محلية عن النائب عامر الفايز قوله إن العراق غير ملزم بأي تعهد أو اتفاق مع الأردن ومصر، والحكومة مطالبة بإرسال محاضر جميع مذكرات التفاهم والاتفاقيات إلى البرلمان من أجل الاطلاع عليها وتحديد موعد للتصويت عليها في البرلمان، مبيناً أن "العراق لن يلتزم بأي تعهد خلال القمة الثلاثية دون التصويت على تلك الاتفاقيات من قبل البرلمان بحسب القانون". 

قناة الاتجاه الفضائية، التي تتبع لمليشيا "كتائب حزب الله" في العراق، تواصل شن حملة مضادة تجاه قمة عمان الثلاثية، معتبرة أن لا فائدة منها تذكر، وأن الأردن ومصر هما المستفيدتان منها فقط، وسيكون ذلك على حساب الاقتصاد العراقي، وقالت إن القمة عقدت بضغوط أميركية.  

وقال نائب في البرلمان العراقي إن سماع مثل هذه الافتراءات والقصص غير مستغرب كون القمة الثلاثية، العراقية المصرية الأردنية، أثارت تحسس إيران بفعل ما تشكله من تهديد يزيح جانبا من سيطرتها على السوق العراقية ويضمن التنوع فيها، مشيراً إلى أن من البديهي أن تتولى القوى المرتبطة بإيران داخل العراق الهجوم على الأردن تحديداً. 

وكشف، في حديث لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، أن كل التفاهمات مع الأردن ومصر ستمرر وهناك قرار حكومي بذلك والشهر المقبل سيتوجه وفد عراقي إلى الأردن لمتابعة بعض الملفات، لافتاً إلى أن التصعيد الإعلامي من قبل تلك الأطراف فقد تأثيره عملياً، كونه لا يستند لحقائق وبعيد عن توجهات الشارع العراقي ورؤيته. 

واعتبر أن الشراكة مع الأردن ستتيح للعراق خلق منفذ تصدير نفطي جديد بعيداً عن مضيق هرمز وميناء جيهان التركي، وهذا سيعطيه متنفساً وميزة كبيرة بالمستقبل، مشيراً إلى أن من الخطأ الاعتقاد بأن العراق لن يستفيد شيئاً مع تفاهماته مع الأردن، خاصة في ما يتعلق بأنبوب البصرة وميناء العقبة.

 بالمقابل، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، حملات موسعة تستهدف ضرب مخرجات القمة الثلاثية أيضاً من خلال حسابات مقربة من فصائل مسلحة وأحزاب مقربة من إيران. وأطلقت تلك الحسابات وسما بعنوان (قمة المجادية لحلب الكاظمي). 

وقال أبو جعفر المالكي: بعد القمة الثلاثية العراق راح يخسر نفط وحنطة وأموال ويربح صور جديدة للكاظمي. 

 وقال آخر، أبو جمال العبودي، نرفض الهبات التي يعطيها الكاظمي للدول الأخرى في ظل ما يعانيه الشعب العراقي من وضع معيشي مأساوي.  

وحول ذلك، يقول الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد الحمداني، إن كيل التهم وعودة التصريحات المعادية ضد الأردن أو مصر هي حالة قديمة تتجدد من قبل الأطراف المدعومة من إيران مع كل انفتاح عربي على العراق أو انفتاح عراقي على محيطه العربي. 

الحمداني: كيل التهم وعودة التصريحات المعادية ضد الأردن أو مصر هي حالة قديمة تتجدد من قبل الأطراف المدعومة من إيران مع كل انفتاح عربي على العراق أو انفتاح عراقي على محيطه العربي

ويضيف لـ"العربي الجديد"، أن توجيه الاتهامات لن يكون له تأثير داخل الشارع، مشدداً على أن الشارع يعرف مسبقاً من قتل الضحايا، وأن الحكومة تتعرض لضغوط من المليشيا التي تسعى لترسيخ تبعيتها للأجندة الإيرانية في العراق، حسب قوله. 

المساهمون