ملتقى النيلين... مخاوف سكان سودانيين من سدّ النهضة
عند مصنع في الهواء الطلق على ضفة النهر، عند التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق، في السودان، يشكل محمد أحمد الأمين وزملاؤه الآلاف من قوالب الطوب يومياً من الطمي الذي يخلفه فيضان النهر في الصيف. يقول الأمين، وسط عمال يشكلون الطوب بأيديهم ويتركونه يجف تحت أشعة الشمس: "لم أنفصل عن النيل منذ مولدي... آكل منه وأزرع به وأستخرج هذا الطوب منه".
لكنّ العمال على جزيرة توتي في العاصمة السودانية الخرطوم يخشون من أن يهدد السدّ العملاق الذي تقيمه إثيوبيا قرب الحدود بين البلدين سُبل عيشهم. فهم يخشون من أن يُضعف "سد النهضة العظيم" المُقام في أعالي النهر تدفق المياه في النيل الأزرق مما يهدد صناعة يقول السكان إنّها تمد الخرطوم بالطوب لبناء المباني العامة الحديثة منذ نحو مائة عام.
ولدى صُنّاع الفخار مخاوف مشابهة، في حين يتوقع سكان آخرون، نزحوا بسبب الفيضان الصيف الماضي، فوائد من بناء سدّ ينظم تدفق مياه النهر. يقول معتصم الجيري (50 عاماً)، وهو صانع فخار في قرية خارج مدينة أم درمان، حيث يشكل العمال الأواني الفخارية من طمي النيل، إنّ السدّ "سينظم النيل ويقلل الفيضانات... لكن من ناحية أخرى سنحصل على طمي أقل وماء أقل، فالمزارعون وصناع الطوب والفخار سيتضررون بشدة".
كذلك، يشعر المزارعون وملّاك الأراضي بالقلق من أنّ تقليل السدّ قوة تدفق مياه النهر سيحدّ من المياه اللازمة لريّ الأراضي.
(رويترز)
(الصور من: فرانس برس، Getty)