مكافحة الإرهاب في بريطانيا وأميركا... لترهيب المدونين؟

مكافحة الإرهاب في بريطانيا وأميركا... لترهيب المدونين؟

28 نوفمبر 2014
هل يتحول التدوين والتغريد إلى جريمة؟ (GETTY)
+ الخط -

امتلأت صفحات المغردين الأميركيين والمقيمين في الولايات المتحدة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بالانتقادات والتحذيرات المعبرة عن القلق العميق من أن تحذو أميركا حذو بريطانيا في استخدام قانون مكافحة الإرهاب لمحاكمة بعض مستخدمي "تويتر" أو التضييق على حرياتهم عن طريق رفع سوط قانون مكافحة الإرهاب في وجوههم.

وأورد مئات المغردين روابط في صفحاتهم لخبر نشرته كبريات الصحف الأميركية والبريطانية عن إحالة شابة مسلمة في بريطانيا للمحاكمة بتهمة التحريض على الإرهاب ونشر مضامين يطالها العقاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ومن المقرر وفقاً للخبر أن تمثل الشابة عُلاء عبدالله السيد (22 عاماً) أمام محكمة ويستمينستر في لندن في العاشر من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وكانت عُلاء السيد قد اعتقلت في يونيو/حزيران الماضي بعدما نشرت على صفحتها على "تويتر" روابط لصور وفيديوهات فهمت منها السلطات البريطانية أنها تشجع على الإرهاب لكنها أفرجت عنها بضمانة.

واعتبرت الشرطة أن وضع الروابط على صفحتها بمثابة توفير خدمة لذوي النزعة الإرهابية لارتكاب جرائمهم أو تشجيعهم عليها، وهو ما اعتبره المغردون إفراطا في حرف الحقائق عن مسارها.

واتجهت معظم التغريدات إلى القول بأن قوانين مكافحة الإرهاب في كل من بريطانيا والولايات المتحدة قوانين فضفاضة، متوقعين أن يسقط عدد كبير من الضحايا لهذه القوانين قبل أن يستيقظ أنصار الحرية لإنقاذ الأبرياء من القوانين الجائرة.

يشار إلى أن الجالية المسلمة في الولايات المتحدة على وجه التحديد، تتمتع بحريات واسعة تضمنها تعديلات الدستور الأميركي والقوانين السارية التي سنها المشرعون الأميركيون بعد مرحلة من النضال الطويل بذلتها أقليات أخرى على رأسها الأميركيون الأفارقة.

ولكن القوانين التي صدرت في السنوات الأخيرة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب من الواضح أن المستهدف منها بالدرجة الأولى هم أعضاء الجالية المسلمة. ولهذا السبب من المرجح أن يستغرق تعديلها بما يلائم قيم الحرية والعدالة وقتا طويلا،  نظراً لأن الأقليات ذات التأثير القوي داخل المجتمعات الغربية، ليست معنية كثيرا بالأمر، أو لم تكن تبدي اكتراثاً بهذا الملف، غير أن ناشطين غير مسلمين ومدافعين عن حقوق الإنسان بين الأقليات الأخرى بدأت أصواتهم المتعاطفة تتزايد وترتفع دفاعا عن الضحايا المسلمين، سواء كانوا من ضحايا الإرهاب أو من ضحايا مكافحته.ِِ

المساهمون