مكاسب لانتخابات لبنان

مكاسب لانتخابات لبنان

01 مايو 2018
عرس ديمقراطي! (جوزيف عيد/ فرانس برس)
+ الخط -

المشاركة السياسية وتعزيز الحياة الديمقراطية والتماس تغيير الأوضاع غير المرضي عنها من خلال صناديق الاقتراع، أهداف تبدو مثالية جداً للانتخابات البرلمانية في بلد مثل لبنان.

يسلّم معظم المواطنين، حتى المنتمون إلى القوى المسيطرة وأنصارها، أنّ إمكانية التغيير من خلال صناديق الاقتراع معدومة. كذلك، فإنّ كثيرين لا تعنيهم الحياة الديمقراطية تلك بشيء كي يعززوها، فمعظمهم يعيش في عالم حزبي شمولي مختلف إلى أقصى حدّ عن الترويج البالي للبنان الديمقراطي. أما المشاركة السياسية تلك فأساسها تحريض يلعب على أوتار الحزبية والمذهبية في معظم الأحيان، مع ما فيهما من ارتباطات بمحاور خارجية لطالما رهنت القوى السياسية مصير الشعب اللبناني بها، لتكون مشاركة بالاسم، فاقدة حرية الاختيار التي هي أساس أيّ انتخابات... نظرياً.

هو واقع سنشهده يوم الأحد المقبل، بعيداً عن تسميات "العرس" الديمقراطي، فأيّ عرس يحمل "العرسان" أنفسهم كلّ مرة منذ عقود إلى المنافسة نفسها، كما لو كان بغير رضى من عرائس مللن الوجوه المرشحة الأزلية، مهما تأنقوا وتفاعلوا مع تقنيات العصر الحديث؟

مع ذلك، فمن الظلم ألاّ نغفل عن مكاسب تلك الانتخابات التي تحققت حتى الآن والتي يتوقع لها أن تكون الأحد.

أحد المكاسب من ناحية المرشحين والقوى السياسية وراءهم، الظهور والتنافس ولو عبر الأعلام والشعارات والدعاية التي ملأت المناطق، خصوصاً إذا ما كانوا من القوى الصغيرة نسبياً. أحد الأحزاب مثلاً قد لا تحقق لوائحه المتحالفة مع قوى سياسية أخرى الحاصل الانتخابي إلاّ في دائرة أو دائرتين من أصل الدوائر الخمس عشرة، مع ذلك تمتلئ الشوارع بشعاراته وأعلامه، فلو كانت النتائج بالأعلام والشعارات لحققت لوائحه الأكثرية.




كسب ناخبو الاغتراب، الأحد الماضي، مثلاً، تغذية تلك النوستالجيا المذهبية المغلفة بوطنية الكشك والتبولة والحمص في ذاكرتهم. لكنّ للناخبين في لبنان مكاسب أيضاً ترتبط مباشرة بالمرشحين. لا بدّ أولاً من الإشارة إلى أنّ الفساد واقع في قلب البنية الإدارية اللبنانية؛ رسمية، حزبية، اقتصادية، اجتماعية. ومع هذا الفساد لا تستحي القوى السياسية عن استخدام المال السياسي، والخدمات الانتخابية. هي بذلك، تتيح للناخبين مكسب موسم، فالشائعات تزعم أنّ الصوت الواحد تجاوز الألف دولار أميركي في بعض الدوائر مثلاً.

وبينما لا يحق للتلاميذ أن يقترعوا، فإنّهم كسبوا يومي إجازة إضافيين بسبب الانتخابات. وهو ما يجعل نهاية الأسبوع الانتخابي أربعة أيام إجازة ممتدة، بعيداً عن مدرسة تجهزهم للاندماج في مجتمع يعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها التي تحقق مكاسب مستدامة بدورها من فساد واقع... ومن انتخابات مهزلة.

دلالات

المساهمون