قُتل برلماني يمني موالٍ للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، الأربعاء، في معارك دامية مع الحوثيين بمحافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد، التي اشتدت فيها ضراوة القتال خلال الأيام الماضية، وسط خسائر واسعة بالأرواح من الجانبين.
وأكد مصدر عسكري حكومي لـ"العربي الجديد"، أن البرلماني والزعيم القبلي، ربيش علي وهبان العليي، قتل ومعه عدد من مرافقيه أثناء تصدره هجوماً برياً للمقاومة الشعبية بهدف استعادة مواقع سيطر عليها المسلحون الحوثيون في وقت سابق، بجبهة المخدرة، شرقي مأرب.
وأشار المصدر إلى أن الاشتباكات بين المقاومة والحوثيين كانت من مسافة صفر، وأن القوات الموالية للحكومة استطاعت، رغم الخسائر البشرية، تحقيق انتصارات واستعادة عدد من المواقع في وادي مدغل ومركز المديرية وصولاً إلى المخدرة.
ونعى البرلمان اليمني رسمياً، رحيل الشيخ ربيش العليي، وقال إنه فقد "واحداً من أشجع الرجال والشخصيات القبلية المحنكة التي كان لها إسهاماتها الوطنية"، وفقاً لبيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.
كما بعث الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة، معين عبدالملك، برقيتي عزاء برحيل العليي، وأشادا بالأدوار التي سطرها مع قبائل ورجال اليمن في المعركة ضد جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً.
ووفقاً لوكيل وزارة الإعلام اليمنية، محمد قيزان، فإن العليي، الذي انتخب في الدورة البرلمانية 2003، كان أيضاً نائباً لرئيس مجلس المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء.
وينتمي الشيخ العليي سياسياً إلى التجمع اليمني للإصلاح، وخلال الحرب مع الحوثيين، دفع الحزب الإسلامي بالمئات من قياداته إلى الصفوف الأولى لقتال الحوثيين، وخصوصاً في جبهات مأرب والجوف وتعز.
وجاء مقتل العليي بالتزامن مع تمكن جماعة الحوثيين من تحقيق اختراقات ميدانية بمحافظة مأرب، وذلك بالسيطرة على مناطق هامة في مديرية ماهليه، فضلاً عن مناطق بجبهة صرواح، غربي المدينة.
وفيما زعمت وسائل إعلام حوثية السيطرة على بلدة العمود ومناطق واسعة من مديرية ماهليه، تقول مصادر حكومية إن الجيش الوطني وقبائل مراد تمكنوا خلال الساعات الماضية من استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية التي كانوا قد خسروها لصالح الحوثيين.
وأعلنت قناة "المسيرة"، التابعة للحوثيين، أن مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي شنت، مساء الأربعاء، 10 غارات على مديرية ماهليه، في إشارة إلى أنهم قد سيطروا عليها، وأن الضربات الجوية جاءت بهدف كبح جماح تقدمهم، فضلاً عن 7 غارات بمديرية مدغل في مأرب، و7 غارات على مديرية ولد ربيع بالبيضاء.
وفي مديرية صرواح، أعلن موقع الجيش اليمني أن المسلحين الحوثيين فجروا منزل الشيخ صالح بن فراس الجهمي، وعدد من المواطنين من قبيلة آل فراس، في إشارة إلى أن مسلحي الجماعة قد توغلوا في مناطق جديدة، وبدأوا بحملة انتقام ضد القبائل الموالية للشرعية.
ولجأ الحوثيون إلى تشتيت الجيش الوطني ورجال القبائل بفتح نحو 20 جبهة رئيسية وثانوية بهدف الوصول إلى منابع النفط والغاز بمأرب، لكن الاختراق اتجاه مديريتي آل ردمان وولد ربيع بالبيضاء كان هو الأخطر، وفقاً لمصادر عسكرية، وهو ما جعل القوات الموالية للشرعية تفقد العشرات من المقاتلين خلال الأيام الماضية بينهم زعامات قبلية بارزة.
وفي المقابل، يتكتم الحوثيون عن أعداد قتلاهم، لكن وسائل إعلام رسمية تابعة للجماعة، تذيع أخبار تشييع مقاتلين بشكل يومي في صنعاء، بينهم قيادات تحمل رتباً عسكرية رفيعة.