ومنذ العام الماضي، بدأ السودان بتنظيم دوري كرة القدم النسائية، ما قوبل بترحيب من قطاعات شعبية واسعة، ولقي في الوقت نفسه معارضة من رجال الدين والمحافظين.
المقالة المذكورة نشرت يوم الجمعة الماضي، وكتبها الحاج علي صالح تحت عنوان "النسوان والكورة ويا مهازل امرحي"، وأبدى فيها عن مواقف معادية تجاه النساء فضلاً عن استعلاء قبلي، ما دفع منظمات نسوية وأحزابا وكتّاب رأي ومسؤولين حكوميين إلى الردّ، وبينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي كتب عبر "فيسبوك" أن ممارسة التمييز على أساس العرق أو اللون أو الجنس ليست مجرد جريمة فحسب "بل هي معول هدم لبناء دولتنا التي ترتكز على قاعدة صلبة من التنوع والثراء الثقافي الذي يعد من مفاخرنا الوطنية".
وأضاف حمدوك أن "الشعب السوداني الذي ثار ضد نظام كان يدعو للتفرقة والعنصرية ينبغي ألا يسمح وتحت أي ظرف من الظروف لمثل هذا الخطاب الذي يدعو للكراهية".
Facebook Post |
وأعلنت وزارة الإعلام السودانية أن النيابة العام ستحقق حول المقالة، وستبدأ إجراءات ضد الكاتب والمؤسسة الإعلامية. ووصفت المقالة بـ"المثيرة للفتنة والنعرات العنصرية".
Facebook Post |
المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، البراق النذير الوراق، بادر أولاً بالتعليق على المقالة بعد ساعات من نشرها، وقال" هذه ليست أول غلطة لصحيفة الانتباهة، ولن تكون الأخيرة فهي نتاج منهج منذ التأسيس، والفلسفة التي قامت عليها معروفة ودوافع مؤسسيها معلومة ومعلنة".
Facebook Post |
وطالبت "الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال" بإيقاف الصحيفة التي اتهمتها بالترويج لخطاب الكراهية.
Facebook Post |
رواد مواقع التواصل الاجتماعي طالب بعضهم في منشوراتهم بمقاطعة الصحيفة، مثل عمار عمار الذي كتب: "في عمود للكاتب العمدة الحاج علي صالح وهو يتحدث عن مدربة لكرة القدم النسائية وصف المدربة بأوصاف غير اخلاقية، كما كان في عموده نعرة الكراهية والفتنة القبلية، فإن كان يعتقد هذه حرية التعبير فليفهم أن الحرية تنتهي عند انتهاك حرية الاخرين... مقاطعة كل ما هو كيزاني في الاقتصاد السوداني حتى يتأدب هؤلاء".
وكانت الصحيفة اعتذرت عن نشر المقالة في نسختها الورقية، ووعدت بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين. لكن لم يصدر اعتذار بعد عن الكاتب، في وقت صدر فيه بيان من أسرته أعلنت فيه اعتذارها العميق للشعب السوداني ولصحيفة "الانتباهة" ولوزيرة الشباب والرياضة ومجالس إدارات الفرق النسائية ولاعبات ومنتسبات كرة القدم النسائية السودانية تحديداً، عن "الخطأ الشنيع الذي وقع فيه عميد الأسرة العمدة بذكره عبارات غير لائقة وعنصرية وردت في المقالة".
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، قال مستشار صحيفة "الانتباهة"، أحمد يوسف التاي، إن هيئة التحرير ومجلس الإدارة أقرا بوجود خطأ فادح بنشر المقالة من دون مراجعتها بواسطة مقص الرقيب الداخلي، مشيراً إلى أن الإدارة أوقفت الكاتب نهائياً عن النشر في الصحيفة، وشكلت لجنة تحقيق ستصدر قرارها في غضون الساعات المقبلة، وستحدد فيه بشكل واضح المسؤول عن نشر المقال وتحاسبه.
وأضاف التاي أن الصحيفة تحملت المسؤولية الأخلاقية ومستعدة لتحمل المسؤولية الجنائية، لكن تبدي استنكارها للمطالب التي صدرت بمصادرة الصحيفة وحظرها، كما تستنكر الاتهامات لها بتبني سياسية عنصرية وموالاة النظام السابق.