مفاوضات غزة إلى أين؟

18 اغسطس 2014
+ الخط -

مازالت وتيرة المفاوضات بينْ الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في القاهرة متباطئة، فيما ستفضي إليه، من توصل إلى اتفاق أو عدمه.

يمارس الإسرائيليون تعنتهم وعنجهيتهم المعتادة، في ظلِ دعمٍ دولي فجّ، لكل ممارساتهم الإجرامية والبربرية تجاه الفلسطينيين، في مقابل تأكيدٍ من المقاومة على ثبات موقفها، والتمسك بكل ما تحمله من مطالب مشروعة، لشعب غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام خلت.

غير أن الموقف الإسرائيلي، يشي بحالةِ ارتباك، إذ فشلت الحملة العسكرية ضد القطاع، واستطاعت حماس الوصول بصواريخها إلى العمق الإسرائيلي، وعدم تقديم أي تنازلاتٍ، تشكل هزيمة سياسية لحكومة نتنياهو، بالمعنى الحقيقي للمصطلحز على أن فصائل المقاومة، وفي مقدمتها حماس، لن تقبل بالإبقاء على الوضع كما هو عليه، من حصار، وعدوان متكرر، وما ينتج عن ذلك من خسائر في الأرواح ودمار، فمحال أن يمضي ذلك كله بلا ثمن.

لكن حماس تجد نفسها في تحدٍ صعب، حيث هزالة موقف النظام العربي الرسمي، في معظمه، إن لم يكن تواطؤ بعضه مع أهداف العدوان الإسرائيلي. إضافة إلى موقف الوسيط المصري، بعقليته العسكرية المتحجرة، المتماهي مع الموقف الإسرائيلي. فالتوصل إلى اتفاق، بالنسبة لحماس، هو جزء من معركةٍ لم تنته، وهو خطوة ضرورية لإعادة إعمارغزة، والتي ستستخدم أداة ضغط على المقاومة، مع أنه من المفترض، أن الحجم الأكبر من دعم المانحين سيكون عربياً.

فحماس تدرك جيداً حاجة غزة الملحة لدعم مالي كبير، بعدما عاثت قوات الاحتلال فيها دماراً وخراباً. ومن غير المنصف، تحميل الحركة أكثر من طاقتها، فيما ستتوصل إليه من اتفاق، فهي "تقاتل بيدٍ، وتبني بيد".

المعادلة مؤلمة وظالمة، أن تكون الضحية، وتوصم بالقاتل. فحماس التي طورت قدراتها العسكرية تحت حصار خانق لأعوام، وعجز كيان الاحتلال عن هزيمتها، ليعمد إلى ارتكاب أبشع المجازر بحق المواطنين العزل، ليضرب حاضنتها الشعبية، استطاعت أن تفرض واقعاً جديداً، بات من العسير فيه على الكيان الغاصب أن يمارس عربدته الغوغائية كما تعود، من دون أن يدفع الثمن بألم شديد.

79A818D2-0B86-43CA-959C-675CEB3770CB
79A818D2-0B86-43CA-959C-675CEB3770CB
أحمد القثامي (السعودية)
أحمد القثامي (السعودية)