مغامرة ثقافية في لندن (2/2)

مغامرة ثقافية في لندن (2/2)

22 يونيو 2019
+ الخط -
في صبيحة يوم أحد لندني بارد ولكنه مشرق، أيقظني شعوري بتقلص أصابع قدمي من شدة البرد الذي كنت أشعر به طوال الليلة الماضية، ذلك أنني كنت متعبة جداً من رحلة اليوم السابق إلى مدينة كامبردج، ولم أقو على إشعال التدفئة بسبب دخولي في الفراش الذي سبق إدراكي لهذا الأمر، فاستسلمت للنوم متحدية كل شيء.

شعوري بالبرد كان صديقاً لشعوري بالأرق الذي أصبح خليلي في الآونة الأخيرة، وأصبحنا نقضي الوقت معاً تماماً من الساعة الثالثة حتى السادسة وأحياناً حتى السابعة صباحاً. حاولت أن أتخلص من علاقتي الوثيقة به بالعودة إلى النوم لكن رجوعي دائماً له. أخيراً أجبرت نفسي على النهوض في الثامنة والنصف وأعددت فطوراً سريعاً، ومن ثم ارتديت ملابسي ونظرت إلى الساعة وبطريقة ما أضعت وقتاً سحرياً، لأنني قد ضربت موعداً مع صديقة عزيزة في تمام الظهيرة. عندما انتهيت من تحضير نفسي للخروج كانت الساعة الحادية عشرة والربع، وأنا أسكن في آخر المعمورة أو هكذا أظن.. بلى.. أسكن بعيداً.. حيث يجب أن أمشي يومياً مدة 35 دقيقة حتى أصل إلى أول محطة قطار تحملني إلى مركز لندن. رحلة كهذه غالباً ما تستغرق مني نحو الساعة والربع على الأقل.. وإذا كنت أريد أن أقارن نفسي بالعديدين حول العالم، فعليّ أن أصمت إذ إنني أعيش في رفاهية لا يشعر بها معظم الناس.. لكن الطريق موحش كثيراً وطويل ومتعب، لذلك اختلقت ذاك العذر الذي يمكّنني من أخذ تاكسي "أوبر" إلى وجهتي.. الأمر الذي يسعدني لأكثر من سبب، أهمها أنني أقابل عدة أناس من أنحاء العالم، وأنني أخوض أكثر المحادثات إمتاعاً في حياتي.

عندما بدأت بكتابة هذه المدوّنة لم تكن نيتي الحديث عن صباحي، أو رحلة الشتاء والصيف "وصولي إلى لندن"، ولكنني ما فتئتُ أذكر أحداثاً وتفاصيل وأحسست بأنه من الممتع أن أكتبها لي أو حتى ليقرأها غيري.

ركبت سيارة الأوبر.. والسائق هذه المرة صومالي الجنسية.. سألني بلهجة أجنبية ركيكة.. "هدى اسم عربي؟" أجبت موافقة. عاد فسألني: من أين أنتِ؟ مصرية؟ وكانت هذه لعبتي المفضلة مع السائقين.. فدائماً ما أسألهم "من أي بلد تظنني؟" فيقومون بإمعان النظر بي والرد بشتى الإجابات.. إحداها كانت من ألمانيا.. (لا أعلم كيف).. أعود إلى الأخ الصومالي الذي أصبح يناديني بسيستر.. وهو خمسيني! وأنا أمتعض ولكني لا أظهر ذلك. دار بيننا الحوار التالي:

- اسمع لهجتي وأخبرني من أين؟

-… سورية أو لبنان.

- هذا صحيح أنا من سورية.

- أحب سورية جداً.. وحرام ما يحصل في سورية.

- إنها أخت الصومال في المشاكل.

لا.. هي مختلفة.. كل الدول عاثت بها فساداً وقصفتها، أما الصومال فحرب أهلية فقط.. (وكأن ذلك لا يعدّ أمراً هائلاً) لم ينل الدمار ذاته وتمتم بالكثير من الكلمات الحزينة والدعاء للبلد.

- ماذا تفعلين؟

- أذيع في راديو. 

يتمتم ما شاء الله… تعيشين في مكان مرفه، هذا يعني أنك تعملين جيداً.

- أعيش عند أقاربي.. وأريد الخروج من هذا المكان.

- لماذا؟

- لأنه بعيد عن وسائل النقل العامة، وإلا لما كنت قد طلبت أوبر! 

ضحك وقال: معك حق، أين هي عائلتك؟

- في سورية.

- في دمشق أم حلب؟

قلت: لدي أقارب في المدينتين ولكنّ والديّ في دمشق.

- هل أنتِ متزوجة؟ أعني كم عمرك؟

نظرت له وتبسمت.. (عادة ما تكون هذه لعبتي الثانية..) وكنت أسعد بأجوبتهم.. وأريد سماعها مجدداً.

قال لي: لا أظنك أكبر من 25 سنة.

تبسمت ابتسامة عريضة وأخبرته 34 سنة.. صاح: ما شاء الله.. لا يظهر عليك العمر.. متزوجة؟

- لا

- نصيحتي لك.. تزوجي.. لا تبقي هكذا.

فتبرمت وقلت: كيف لا أبقى هكذا؟

- ابحثي وتزوجي..

أجيب ضاحكة.. ماذا أفعل؟؟ إنه شيء ليس بمقدوري.. لا يوجد رجال جيدون (وأسعد بهذا الجواب الاستفزازي لأنني أعلم أنه سوف يفتح نافذة لإجابات ممتعة)، النساء جيدات لكن الرجال الجيدين غير موجودين.

- أنا مثلك لم أجد أي أحد جيد، ولكن هنا المشكلة فأنت تبحثين عن شخص يماثلك، تبحثين عن شخص جيد.. يجب أن تبحثي عن شخص 50% جيد وتبذلي أنت باقي المجهود.

كان جاداً.

- لماذا؟ أموري جيدة هكذا.. دعني أخبرك بالأمر المنطقي، كلا الجنسين يحملون فرصاً متساوية لأن يكونوا أشخاصاً جيدين، ولكن عندما تجد امرأة جيدة فهي أفضل بكثير من الرجل الجيد، فهي تبذل المستحيل من أجل الذين تحبهم، بالإضافة إلى إخلاصها وعدم خيانتها.

- نعم ولكن يجب أن تتزوجي..

وهنا رن موبايلي وكانت أختي، ولم أكن أبداً أسعد بالحديث معها مثل سعادتي هذه اللحظة. تكلمت معها ومع والديّ واستغرقنا بعض الوقت، نحو ربع ساعة. عاود محادثتي بأن أخبرني.. كيف هم أهلك؟ ولقد تحدثت مع أبيك وأمك وأختك أليس كذلك.. أومأت بالموافقة وتظاهرت بالانشغال بهاتفي حتى وصلت بعد عدة دقائق.

كنت سعيدة بانتهاء المحادثة الطويلة المرهقة ذلك اليوم..

التقيت صديقتي الدنماركية.. وهي مهندسة معمارية.. في مكان جديد نسبياً.. في حديقة لينكولينز إن فيلدز، التي تحوي بداخلها كافيه لطيفة، مريحة للأعصاب وتقدم قهوة شهية. تفاصيل تنظر إليها حولك تريح عينيك وأعصابك ولكنك لا تدرك ماهيتها بالضبط، شربنا كوبين من الكابتشينو وتحدثنا في كافة الأمور، لطالما كانت صديقتي شخصاً داعماً لي.. يفتح المجال أمامي للكثير من السيناريوهات. كنت في مزاج حسن تلك الفترة، وأخذت أخبرها بخططي للمرحلة المقبلة وكيف كانت أوضاعي الفترة الماضية. لطالما استمعت إليّ باهتمام وتناقشنا بالعديد من المسائل. واليوم لم يكن استثناءً، فقد دعمتني بفكرة كنت أخبرتها بها، وواظبت خلال وجودنا معاً على ذكرها بأنني يجب أن أستجمع شجاعتي وأقوم بها بشكل جدّي.

خرجنا من القهوة المريحة ومشينا في الحديقة، وأخبرتها أني لم أسمع بهذه المنطقة من قبل، سألتني ما إذا كنت قد زرت متحف السير جون سون من قبل؟ قلت لها أبداً.. أخبرتني بوجوب زيارته.

فاقتربنا من هناك ودخلناه.. استقبلتنا موظفة تريد منا تسليم حقائبنا، واستغربت هذا الأمر قليلاً، إذ إنها تحمل أكياساً شفافة ذات قياس محدد لهذا الأمر. كنت أحمل حقيبة ظهر كبيرة لا يتسع لها الكيس، فأخبرتني بضرورة تسليمها للأمانات وأخذ لوحة صغيرة مرقمة بدلاً عنها، وبضرورة تشغيل وضع الطيران لهواتفنا المحمولة وعدم التصوير.

متحف السير جون سون منزل عريق ومتحف ومكتبة في آن واحد، يعود للقرن التاسع عشر وهو مبنى غريب بكل ما تحمله الكلمة! فالسير جون معماري إنكليزي طلب أن يترك كل شيء على حاله بعد مماته، وهذا ما حدث منذ نحو 180 عاماً.

دخلنا أنا وصديقتي من مدخل ضيق ومررنا بمتجر المشتريات، ومن ثم بدأت رحلتنا في المتحف العجيب، صدقاً إنه عجيب، كانت كل زواياه ممتلئة بالتحف والنفائس التي جمعها في حياته.. أينما نظرت على مدّ البصر تجد على كل حائط قطعاً وزخارف وتماثيل وكراكيب كثيرة مثلما يقول الناس في بلادنا، والصراحة نعم لقد آلمتني عيناي كثيراً من شدة كثافة الأغراض، يمنة ويسرة وفوق عينيّ وتحتهما. ما ميز كل الفراغات أنها شبكة معقدة من الممرات تحمل كل زوايا غرفها لافتات صغيرة ترمز للجهات الأربع، لكم تمنيت أن أستطيع التصوير. لقد كان متحفاً مختلفاً عن أي مكان آخر زرته. إذا كنت تريد تصميم شبكة متاهات فلن تجد متاهة وظيفية أكثر إبهاجاً من تلك التي صممها السير جون. تمر بممرات ضيقة تشكل جزءاً من الغرفة نفسها ولكنها ذات أسقف أعلى من الفراغ المركزي.. أكثر الآثار رهبة هناك، وخاصة أنه في غرفة معتمة قليلاً.. تابوت حجري كبير يحمل نقوشاً هيروغليفية.. عندما بحثت عنه على الإنترنت وجدت أنه يعود للملك المصري سيتي، وهو في حالة رائعة تجعلك تتمنى الاستلقاء داخله، أمر مخيف ولكنه مغر، وضعوا عند رأس وذيل التابوت مصطبة تحملك على علوّ أكبر لترى التابوت من الداخل بشكل أفضل..عندما أسترجع ارتفاعه، أحمل إحساساً بأنه بطولي.. ولكن وجوده المهيب يجعله كذلك.   

أمر آخر أثار بهجتي هو أبواب كبيرة جداً في العلية.. وكون المنزل عبارة عن سلسلة من مناسيب، فهي من طرف علّية ومن الطرف الآخر غرفة خاصة للّوحات، تفتح فيها أبواب كبيرة جداً لتنضوي على لوحات مختلفة الأحجام تروي قصة معينة كما سمعنا من حامي الغرفة. درفة الباب الواحد تبلغ نحو متر ونصف، ولها شكل يشدها بلطف إلى الحائط إذا ودّ الحامي فتحها وشرح ما فيها من لوحات، في هذه الغرفة بابان مزدوجان متقابلان.. تجعلك سعيداً بأن ترى تفاصيل كهذه في غرفة صغيرة تتسع لبعض من الناس.

وجودك في المتحف يجعلك هادئاً بشدة.. كم هو غريب أن ترى رفوفاً متعددة تحوي العديد من التماثيل والزخارف والآثار المكتشفة من هنا وهناك وجمجمة.. لا أدري .. إذا كان اعتبر أن هذا أمر عادي أن تضع قطعة من جسم بشري له روح وحرمة كتذكار، بجانب العديد من التماثيل.

صمم جون هذا المتحف بطريقة استثنائية، وبتفاصيل رائعة من الشبابيك إلى المكتبات ومكاتب وحتى أزرار الإضاءة، بالإضافة إلى أمر لطيف جداً هو عجلة سحب الستائر. اشترى بيتاً ذا رقم 12 وأعجبه قربه من أكاديمية الفنون، ومن ثم اشترى البيت المجاور 14 وآخر مجاوراً لـ 14، وأدخل العديد من التغييرات من هدم وبناء واستغناء عن خدمات أساسية في ذلك الوقت وعدّل عليه، أراده أن يكون أكاديمية للعمارة والمعماريين، واستصدر قانوناً قبل وفاته بـ4 سنين يضمن الحفاظ على المتحف كما هو، وهذا ما حدث. المتحف باق كما هو مفتوح مجاناً للجميع وعلامة دائمة على عبقرية مهندسه الذي صمم بنك إنكلترا ومعرض دولويتش للصور.

وصلنا إلى نهاية المنزل وهي لأجل الصدف بدايته، متجر الهدايا وأردت كما هي عادتي أن أشتري تذكاراً، بحثت جيداً وانتهى بي الحال لشراء كرة السحر كما أدعوها.. فهي تعكس الرؤية بطريقة لطيفة، مثلما تفعل الهواتف المحمولة أحياناً.

أخذت حقيبتي وخرجت سعيدة، لم أر متحفاً مميزاً كهذا منذ زمن. وأكملنا أنا وصديقتي الطريق حتى تودّعنا وافترقنا.

كان من المفترض أن أقابل صديقاً انتظرت مكالمته ولكنه لم يأت.. لذلك قررت أخذ موعد مع نفسي والذهاب معها في الساعات الباقية.

كنت جائعة، وأحلم منذ أكثر من شهر أن أذهب إلى أحد المطاعم الصينية المشهورة P.F. Ching فقررت المشي إلى هناك، كان الجو غائماً وبارداً بعض الشيء لكن الريح تلف المكان، وهو جو مفضل لدي.. تمشيت وكانت جولة هادئة رأيت قسماً من مركز لندن لم أكن رأيته بعد، أفعل ذلك دائماً وموسيقى تدغدغ مسامعي، لا أحب المشي بدون سماع أنغامي المفضلة، عربية كانت أو أجنبية.. وصلت إلى مطعمي وطلبت وجبتي التي أحلم بها.. ديناميت القريدس.. كنت أودّ طلب اثنين منها.. والحمدلله أني لم أفعل..علماً أنها شهية جداً.. وخلال تناولي الطعام.. كنت أضع مسلسل الأصدقاء (فريندز) الأميركي وأتناول طعامي وأنا أبتسم.. أنهيت طعامي نحو الخامسة ولم آكل شيئاً حتى نومي.. ذلك أن الديناميت انفجر في معدتي.. وسبب لي حرقة هائلة في رأسها.. لم أستطع التخفيف منها فقد كانت وجبة مقلية حارّة.

خرجت من هناك وجلست في ستاربكس، طلبت البابونج بسبب معدتي وبدأت بكتابة هذا البلوغ.. كان شيئاً لطيفاً أن أفكر بالكتابة عن هذا اليوم، لأنني لم أستطع فعل ذلك من قبل أبداً.. ظللت هناك حتى الـ7 ومن ثم خرجت وتمشيت حتى وصلت إلى ساحة الطرف الأغر، وهنا بدأت أسمع أصواتاً مميزة.. كانت دقات طبول جميلة.. اقتربت أكثر ووجدت أنه مهرجان ياباني سنوي يدعى جابان ماتسوري.. يقومون بعزف ألحان محلية بوحدة فريدة وابتسامة عريضة، جعلتني سعيدة جداً بكوني لوحدي في ذلك المكان الممتلئ بالناس. عزفت الفرقة التي تتألف من عدة شباب وشابات ذوي عضلات قوية ولباس تقليدي، ومن شخص متقدم في السنّ يقود الفرقة ويدق الطبول برتم مختلف عنهم. تمكنت من حضور 3 أو 4 مقطوعات.. كانت أجملها تلك التي طلب منا الشخص المتقدم أن نردد بعض الجمل معه، فأخبرنا أن هاااي تعني نعم، ولقننا عدة جمل لا أستطيع تذكرها بدون رؤية مقاطع الفيديو التي سأضعها هنا.

أحب الحضارة اليابانية واللغة اليابانية، وكل ذلك أتى من حبي لأفلام المانغا، وخاصة تلك التي ينتجها استديو جيبلي المشهور، الذي يتألف من مخرجين أحدهما الذي صمم مسلسل عدنان ولينا الشهير… الذي يحوي تفاصيل أعتبرها عبقرية، لأنها كانت سابقة لوقتها في السبعينيات.

تعلمت من تلك الأفلام 3 كلمات… أريغاتو.. وتعني شكراً.. كوزايمس وتعني حضرتك..  أوهايو التي تعني صباح الخير.

أعود للمهرجان، كان شيئاً مبهجاً لروحي وتواصل مع حضارة أودّ اعتبارها الأجمل (هي تحتوي على العديد من المساوئ أيضاً مثلها مثل أي حضارة)، تفاعلت كثيراً مع هذا المهرجان الذي لم أخطط لحضوره وأفرحني بشدة وجوده في الساحة الكبيرة. صورت العديد من الفيديوهات لدق الطبول وخاصة تلك التي طلب منا أن نشاركه في ترديد المفردات.. كانت أغنية بحارة تشجعهم على صيد السمك. كان جوّي المفضل.. بارداً.. مع رياح تعبث بوجهي، ساحة مضاءة ومليئة بالناس تتربع على منصتها فرقة يابانية تدق آلتي المفضلة.. (درمز) ووجودي وحيدة بين أناس فرحين ولكنهم هادئون. انتهى المهرجان بكلمة ألقاها مسؤول رفيع، أظن أنه من سفارة كوكب اليابان هنا في لندن. لقد كان لطيفاً ومهذباً ومتفاعلاً.. كنت أردّ عليه أنا التي أخجل من التكلم بصوت عال بيني وبين نفسي. وأنا أنصرف من المكان وجدت أجنحة مخصصة للبضائع اليابانية.

كانت موجودة ولكنها أغلقت بانتهاء العرض، حاولت الشراء كعادتي من أي مكان أحسّ بتميزه، لكنهم أوقفوا البيع بسبب وصول عقرب الساعات إلى مكان الدقيقة 60. أي إن الساعة قد أصبحت الثامنة مساءً. بعد الانتهاء حان وقت الذهاب إلى المنزل، كان الجو جميلاً ومع أني متعبة وكنت أشعر بالبرد.. إلا أنني قررت الذهاب بواسطة وسائل النقل العامّة.. ركبت من محطة مترو ساحة الطرف الأغر التي تدعى تشيرينغ كروس حتى وصلت إلى وترلو.. عروسة قطارات الجنوب الغربي التي تذهب إلى بيتي.. ركبت القطار ونزلت في محطتي.. وبدأت رحلة المشي في المساء البارد على أنغام الموسيقى، التي أسمعها بواسطة سماعات أهدوني إياها زملائي في العمل. مشيت ومشيت ومشيت وسمعت الكثير من الأغاني، حتى وصلت إلى البيت في نحو الـ 9 والنصف، وحينئذ.. لبست بيجامتي ودخلت في السرير وغططت في نوم دافئ، ذاك أنني تذكرت إشعال التدفئة قبل خروجي في هذا اليوم.

يا لسعادتي.

8ABCAC01-1245-48ED-ABFE-223407FDAB16
هدى فنصة

مهندسة معمارية سورية. حاصلة على ماجستير في العلوم، اختصاص البناء والتصميم العمراني في التنمية من "وحدة تخطيط التنمية" في كلية لندن الجامعية UCL، بالإضافة إلى درجة الماجستير التأهيلي في هندسة المدن، تنمية المدن المستدامة من سورية وفرنسا.

مدونات أخرى