معلمو "أونروا" في غزة يعتصمون للمطالبة بحقهم في التثبيت
جهاد عويص ــ غزة


منذ أكثر من ثلاث سنوات، يعمل إسلام حمودة مُعلماً في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على بند "المياومة"، ولا يزال يسأل عن حقه في التثبيت والأمان الوظيفي، في ظل ما سماه تجاهل إدارة الوكالة الأممية لمطالب عشرات المعلمين الذين يعملون على نفس البند في مدارسها بقطاع غزة.


شارك حمودة في اعتصامٍ أمام مقر "أونروا" بمدينة غزة، اليوم الخميس، دعا إليه أصحاب قوائم توظيف المعلمين 2017، للمطالبة بتثبيت الشواغر التعليمية، ورفض حالة التسويف والمماطلة التي تتبعها إدارة الوكالة.

ورفع المعتصمون شعارات بينها "عامان من تردي جودة التعليم بسبب المماطلة بتثبيت المعلمين"، و"أموال المانحين كفيلة بتثبيت المعلمين، لم التأخير؟".

ويقول حمودة لـ"العربي الجديد": "أن تعمل على بند المياومة يعني أنك لا تملك أي حقوق ولا علاوات، وتتقاضى راتباً وفق عملك بشكل يومي، منذ 2017 كنا مؤهلين للعمل كموظفين مثبتين، لكن مع الأسف إدارة أونروا تماطل، ولم تعمل على إعطائنا هذا الحق، والعمل على بند اليومي يضر العملية التعليمية وجودة التعليم".

بدوره، قال المتحدث باسم شواغر التعليم في مدارس أونروا، نائل فحجان: "عامان لم يتم تثبيت أي معلم في مدارس أونروا، ورغم كل جلسات الحوار التي عقدت بين إدارة أونروا من جهة وشواغر التعليم واتحاد الموظفين والمجتمع المحلي من جهة أخرى، لم تقابل كل هذه الجهود إلا بمزيد من التعنت والنكران لحقوق المعلمين من قبل إدارة الوكالة".

وأضاف فحجان في كلمته بالاعتصام: "قامت إدارة أونروا بنسف اتفاق عمره سنوات بين اتحادات الموظفين بخصوص أعداد الطلبة في الفصل الواحد، وقامت برفع أعداد الطلاب لأرقام مخيفة تلحق الضرر بجودة التعليم والعملية التعليمية، وهي مرهونة أيضاً بمعلم ثابت لدى الطالب، ومعلم آمن على مستقبله".

احتجاجات معلمي أونروا في غزة (عبد الحكيم أبو رياش) 


وأوضح أن "تلك الخطوة أدت إلى تقليص أعداد كبيرة من شواغر التعليم، إلا أن حاجة المدارس أكبر بكثير، فيما لا يزال أكثر من 700 معلم على رأس عملهم في مدارس أونروا ينتظرون حقهم في التثبيت"، مشيراً إلى أن "المعلمين توقعوا أن إنهاء الأزمة المالية قد ينعكس إيجاباً بتثبيتهم، لكن هذا لم يتم".

وأكد فحجان على حق المعلمين في التثبيت بعد اجتيازهم لامتحانات قياسية صعبة ومقابلات وعرة، "تأخير التثبيت لا يعني إلغاءه، فالحق في التثبيت لا يسقط بالتقادم. كما أن جودة التعليم في خطر محدق جراء عدم تثبيت معلمين جدد على مدار عامين"، محملاً إدارة الوكالة مسؤولية هذه الأزمة.

ويأتي اعتصام موظفي "أونروا" في غزة ضد الوكالة بعدما شهدت الفترة الماضية خطوات أخرى غاضبة بعدما تلقى عدد من العاملين رسائل فصل عن العمل منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي، ما سبب حالة غضب بين صفوفهم من جراء سياسة الفصل التعسفي، وإنهاء عقود الموظفين وتقليص أعدادهم، وكذلك الخدمات المقدمة للاجئين.

وتخللت تلك الفترة احتجاجات مستمرة من قبل موظفي "أونروا"، وشهدت إضراباً شاملاً شلّ مرافق الوكالة بين الحين والآخر.