معسكر بقاء بريطانيا يعود من بعيد:خيار استفتاء ثانٍ وارد

معسكر بقاء بريطانيا يعود من بعيد:خيار استفتاء ثانٍ وارد

لندن
avata
نواف التميمي
أستاذ مساعد في برنامج الصحافة بمعهد الدوحة للدراسات العليا منذ العام 2017. حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة غرب لندن في المملكة المتحدة. له ما يزيد عن 25 سنة من الخبرة المهنية والأكاديمية. يعمل حالياً على دراسات تتعلق بالإعلام وعلاقته بالمجال العام والمشاركة السياسية، وكذلك الأساليب والأدوات الجديدة في توجيه الرأي العام وهندسة الجمهور.
25 يونيو 2016
+ الخط -
تجاوزت عريضة تطالب بإجراء استفتاء ثانٍ حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من عدمه، مليون توقيع اليوم السبت، في أعقاب تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الكتلة الأوروبية.


وبدأت ارتدادات زلزال تصويت 52 بالمائة من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بالانفجار على شكل مظاهرات في الشوارع لندن، أو مظاهرات إلكترونية، تطالب بإجراء استفتاء ثانٍ. وفي أول ردود الفعل الرافضة لنتيجة تصويت يوم الخميس الماضي، تظاهر مئات الرافضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمام مقر الحكومة وسط لندن، رافضين نتيجة الاستفتاء، ومُستنكرين تسليم مستقبل الأجيال البريطانية لمجموعة من العنصريين الكارهين للأجانب.

ونجحت العريضة التي أطلقها المواطن البريطاني ويليام اوليفر هيلي، عبر موقع إلكتروني بجمع أكثر من مليون توقيع خلال ساعات قليلة. وتناشد العريضة "حكومة صاحبة الجلالة بتطبيق الحكم الذي يفيد بأنه إذا كان التصويت بالبقاء أو الخروج أقل من 60 بالمائة فإنه وحسب تعليمات نسبة المشاركة الأقل من 75 بالمائة، يتوجب إجراء تصويت ثانٍ". وحيث إن العريضة نجحت في جمع أكثر من 100 ألف توقيع، وهو الحد الأدنى المطلوب، لمناقشة أي عرضة شعبية في البرلمان، فمن المُرجح أن تستجيب الحكومة وتعرض الوثيقة الشعبية على مجلس النواب لمناقشتها.

وفي هذا الصدد، نقلت تقارير إعلامية أن البرلمان البريطاني سيشرع في النظر في العريضة بما أنها تجاوزت عتبة 100 ألف توقيع، وذلك في أعقاب تصويت 52 بالمائة من البريطانيين لصالح الانسحاب، مقابل 48 بالمائة لصالح البقاء، بينما صوتت الأغلبية بلندن واسكتلندا وأيرلندا الشمالية لصالح البقاء ضمن الكتلة الأوروبية.

بموازاة ذلك، وقع نحو 40 ألف شخص على عريضة إلكترونية موازية طالبوا فيها عمدة العاصمة البريطانية، صادق خان، بإعلان استقلال المدينة والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب تصويت لندن بأغلبية كاسحة لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي. وقال جيمس أوميلي الذي أطلق عريضة "استقلال لندن" إن "لندن مدينة دولية، نريد أن نبقى في قلب أوروبا". وأضاف "دعونا نواجه الأمر، دعونا نجعل الطلاق رسمياً وندخل مع أصدقائنا في القارة".

وفي تداعيات التصويت، والذي أحدثت زلزالا في المشهد السياسي والاقتصادي، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيستقيل من منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

ولم ينج زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، من حرب "العرائض" إذ وقع حوالي 85 ألف على عريضة إلكترونية تطالب باستقالته من زعامة حزب العمال بسبب سوء أدائه خلال حملات الاستفتاء، وعدم كفاءته لقيادة المرحلة المقبلة.

ورفض جيرمي كوربن الأصوات المطالبة باستقالته أو إقالته، مُحملاً مسؤولية ما جرى للحكومات البريطانية المتعاقبة، ومُعتبراً أن تأييد الغالبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان بسبب الغضب من الحكومات، لأن "الكثير من المجتمعات المحلية سئمت خفض النفقات، وسئمت الاضطراب الاقتصادي، وتشعر بغضب عارم لما واجهته من خديعة وتهميش على أيدي الحكومات المتعاقبة في المناطق شديدة الفقر في البلاد".

إلى ذلك، طالبت رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا سترجن، اليوم السبت، في ختام اجتماع طارئ في أدنبره ببدء "محادثات فورية" مع بروكسل لـ"حماية مكانة" اسكتلندا في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس".

وقالت في تصريحات بثت على الهواء مباشرة "إجراء استفتاء (اسكتلندي) ثانٍ هو بالطبع خيار ينبغي أن يكون على الطاولة وهو مطروح بقوة".


وتابعت قولها "لضمان أن هذا الاختيار يمكن تنفيذه خلال الجدول الزمني المطلوب ستتخذ إجراءات الآن لضمان المصادقة على التشريع المطلوب"، وفق ما نقلته "رويترز".

وأيدت اسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 62 في المائة مقابل 38 في المائة أيدوا الخروج، وتقول الحكومة الاسكتلندية إن النتيجة قد تكون مبرراً لإجراء استفتاء ثانٍ على الاستقلال.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة
ناشطة بريطانية تتلف لوحة بورتريه للورد بلفور بسبب فلسطين (إكس)

منوعات

أعلنت منظّمة بريطانية مؤيدة لفلسطين، الجمعة، أن ناشطة فيها أتلفت لوحة بورتريه معروضة لآرثر بلفور السياسي البريطاني الذي ساهم إعلانه في إنشاء إسرائيل.
الصورة

سياسة

أغلق محتجون مؤيّدون للفلسطينيين اليوم السبت طرقاً خارج البرلمان البريطاني في لندن، مطالبين بوقف فوري للحرب على غزة.
الصورة
تظاهرة تضامنية مع فلسطين وغزة في كتالونيا 26/11/2023 (روبرت بونيت/Getty)

سياسة

منذ صباح 7 أكتوبر الماضي بدا الاتّحاد الأوروبي، أو القوى الكبرى والرئيسية فيه، موحدًا في الاصطفاف إلى جانب إسرائيل، ورفض عملية طوفان الأقصى ووصمها بالإرهاب